رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن أرقام المستشار الألماني أولاف شولتس الرهيبة والفشل الذريع لائتلافه المنقسم، المكون من 3 أحزاب، أثارت التكهنات بأن المستشار سيغادر منصبه عام 2025.
وقالت المجلة، إن "وزير الدفاع بوريس بيستوريوس هو من سيكون المرشح الأفضل لمنصب المستشار الألماني في عام 2025".
وتوقعت أنه "إذا أجريت انتخابات اليوم، فإن الحزب الديمقراطي الاشتراكي والليبراليين وحزب الخضر، سوف يفشلون بشكل مؤسف في تحقيق الفوز بالأغلبية البرلمانية".
وتابعت المجلة: "من الواضح أن الألمان غير راضين عن عمل التحالف وعن قيادة شولتس الباهتة، فيما ينكر كبار الديمقراطيين الاشتراكيين، بما في ذلك بيستوريوس، بشدة أي تأملات حول استبدال شولتس".
وقال نيلز أنين عضو الحزب الديمقراطي الاشتراكي ونائب وزير التعاون الاقتصادي والتنمية، للمجلة إنه "لا يوجد حديث عن هذا الأمر في المستويات العليا للحزب الديمقراطي الاشتراكي".
وأضاف: "لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يقلل فيها الناس من شأن المستشار، إن انتخابات خريف 2025 بعيدة جدًا بحيث لا يمكن استبعاد أولاف شولتس".
وبحسب المجلة، فإن "أداء الحكومة الحالية سيء للغاية، وهناك فرصة حقيقية لعدم ترشح شولتس مرة أخرى - وإذا لم يكن الأمر كذلك".
الأوفر حظاً
واعتبرت المجلة، أن "التحول الذي حققه بيستوريوس في وزارة الدفاع كان مثيراً للإعجاب.
وتولى بيستوريوس منصبه في يناير/كانون الثاني 2023، وتم تكليفه ببلورة نقطة التحول التي أعلنها شولتس للجيش الألماني، بعد نشوب الحرب بين روسيا وأوكرانيا".
وأضافت: "تم تحميل بيستوريوس مسؤولية ليس أقلها تحويل القوات المسلحة الألمانية إلى جيش قادر بالفعل على صد تهديد لأمن المانيا".
وتابعت: "رغم أن شولتس أعلن بعد وقت قصير من بداية الحرب أن صندوقًا خاصًا ينشأ لمرة واحدة بقيمة 100 مليار يورو سيمول هذا المسعى، إلا أنه لم يخض في التفاصيل أو يذكر ما سيحدث عندما ينفد المبلغ".
وشمّر بيستوريوس عن ساعديه وطالب القوات المسلحة الألمانية بتوفير "الردع والفعالية والقدرة التشغيلية".
وتابعت المجلة: "بعد شهر من توليه منصبه، تم إنفاق الجزء الأكبر من الـ 100 مليار يورو على طلبيات جديدة لطائرات مقاتلة من طراز F-35، ودبابات قتالية رئيسية، وطائرات مروحية للنقل الثقيل، والتحول الرقمي لتحديث القوات".
وفي 13 يونيو/حزيران، أعلن عن نموذج جديد للخدمة العسكرية في المانيا، والهدف منه تجنيد 5 آلاف مجند سنويًا بحلول عام 2025، وزيادة حجم القوات تدريجيًا من 180 ألفًا إلى 200 ألف جندي.
وطالب بيستوريوس بزيادة ميزانية الدفاع إلى ما يتجاوز 52 مليار يورو لعام 2025.
بدوره، قال كريستيان مولينغ، الخبير الأمني في "المجلس الألماني للعلاقات الخارجية"، وهو مركز أبحاث مقره برلين، إن "شولتس يحاول الحفاظ على دائرة انتخابية في معسكره من خلال لعب دور فريدنسكانزلر، أي (مستشار السلام)، حيث يكون رئيس وزراء ملتزم بالسلام، ولكن أيضًا لأنه ليس لديه فكرة بديلة عن كيفية تشكيل الأمن".
علاوة على ذلك، "لم يكن لدى بيستوريوس قط أتباع أقوياء أو فصيل موال له داخل الحزب الديمقراطي الاشتراكي"، بحسب المجلة.
ويعاني الحزب الديمقراطي الاشتراكي حالياً من مشاكل عميقة، ولعلها الأعمق من بين المشاكل العديدة التي واجهها على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية.
