بدأت أحزاب اليمين الإسرائيلي وعلى رأسها حزب الليكود الذي يقوده بنيامين نتنياهو، احتفالات حذرة بالفوز الذي أظهرته نتائج العينات التي نشرتها القنوات الإسرائيلية، والتي أظهرت حصول كتلة اليمين على 61 إلى 62 مقعداً، ما يؤهله لتشكيل ائتلاف حكومي يميني، حيث يحتاج بالحد الأدنى إلى 61 مقعداً للعودة للسلطة.
وفي الوقت الذي يلتزم فيه "معسكر التغيير" الذي يمثل رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي يائير لابيد، الحزب الأكبر فيه، الصمت في انتظار النتائج النهائية، مثّل حزب التجمع الوطني الديمقراطي العربي بقيادة سامي أبوشحادة، مفاجأة قد تقلب النتائج الأولية للانتخابات في إسرائيل.
ورغم أن جميع استطلاعات الرأي رجحت أن يكون الحزب الذي انشق عن القائمة المشتركة التي تضم أيمن عودة وأحمد الطيبي، بعيداً عن نسبة الحسم، قالت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، إن الحزب حصد 3.1% من الأصوات، ما يجعله على بعد خطوات قليلة من تخطي نسبة الحسم التي تؤهله لدخول الكنيست (3.25%).
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إنه في حال تجاوز حزب التجمع الوطني الديمقراطي لنسبة الحسم، فإن هذا سيؤدي لانخفاض حصة المقاعد التي حصلت عليها الكتلة اليمينية إلى 60 مقعداً، ويبقيها على بعد مقعد واحد من إمكانية تكوين أغلبية لتشكيل حكومة إسرائيلية.
وأضافت "شعر المتواجدون في مقر حزب (هناك مستقبل) الذي يقوده لابيد باليأس، لكن كبار مسؤولي الحزب قالوا إنه بحلول الصباح ستتغير نتائج العينات، وعبروا عن أملهم في حدوث تحول في حال تجاوز حزب التجمع نسبة الحسم".
وفي حال تمكن الحزب العربي من دخول الكنيست وتجاوز نسبة الحسم، فإن هذا سيقطع الطريق أمام نتنياهو لتكوين أغلبية لتشكيل الحكومة، وسيبقي الفرصة أمام لابيد متاحة للاستمرار في منصبه.
وقال رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة "دعونا نأمل ألا ينجح بن غفير مع نتنياهو في تشكيل حكومة، يجب أن ننتظر النتائج الحقيقة، ونأمل أن تتحسن النتائج".
وقال عضو قائمة حزب التجمع الوطني الديمقراطي مطانس شحادة، "نحن متفائلون جداً، لقد أحدث حزب التجمع تغييراً سياسياً أساسياً في المجتمع العربي في الشهر الماضي، غيرنا الخطاب، وقدمنا مشروعنا وبرنامجنا السياسي".
وأضاف "شهدنا زيادة لا تصدق في نسب التصويت في المجتمع العربي من 36٪ إلى 58٪، لهذا السبب يتعين علينا الانتظار بضع ساعات أخرى لرؤية النتائج الحقيقية"، وفق ما صرح لصحيفة "إسرائيل هيوم".
وكانت تشير غالبية استطلاعات الرأي التي أجريت قبل انتخابات الكنيست الإسرائيلية إلى أن حالة تشظي الأحزاب العربية التي تتنافس، والإحباط من فشل تجارب الأحزاب العربية، والصراعات، قد تدفع مستوى التصويت في المجتمع العربي لانخفاض تاريخي.
وبعد ساعات من فتح باب التصويت في انتخابات الكنيست الإسرائيلية، صباح الثلاثاء، أظهرت نسب المشاركة العربية في التصويت انخفاضاً ملحوظاً، قبل أن ترتفع النسبة تدريجياً قبل ساعات قليلة من إغلاق صناديق الاقتراع.
وبلغت نسبة التصويت بين جميع الناخبين في إسرائيل 71.3٪، وهي أعلى نسبة مشاركة منذ عام 1999، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت".
ومن المقرر أن تعلن النتائج النهائية للانتخابات في إسرائيل، غدًا الخميس، ليبدأ بعدها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، مشاورات لتكليف شخصية من الأحزاب الإسرائيلية بتشكيل الحكومة.
