logo
العالم

مع اشتعال جبهة "كورسك".. هل تبددت "فرص السلام" بين موسكو وكييف؟

مع اشتعال جبهة "كورسك".. هل تبددت "فرص السلام" بين موسكو وكييف؟
جندي أوكرانيالمصدر: رويترز
23 أغسطس 2024، 12:17 م

عبد الهادي كامل

أثار توغل القوات الأوكرانية في مدينة كورسك الروسية، ومحاولة القوات الروسية السيطرة على إقليم دونباس، تساؤلات عن احتمالات السلام بين البلدين المتحاربين.

يأتي ذلك وسط محاولات عالمية لتهدئة الأجواء المشحونة بصراعات لا تنتهي، والتي قد تكون سببًا في إجبار الطرفين على العودة إلى التفاوض، وعقد مباحثات لوقف الحرب.

ويرى خبراء أن تحركات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السابقة، للبحث عن مبادرات سلام مع روسيا، ما هي إلا حيل سياسية ممزوجة بدهاء عسكري، لبث صور للعالم برغبته في وقف إطلاق النار، والتفاوض على عودة أراضيه التي وقعت تحت السيطرة الروسية، في أعقاب الحرب التي اندلعت في 24 فبراير/شباط عام 2022، وفي نفس الوقت كان يُخطط ويراهن عسكريًّا على مدينة كورسك الروسية.

363bb8f7-9993-4e42-b69b-20d9271e3166

مخاطرة كبيرة

ويوضح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن رهان كييف على مدينة كورسك يهدف لإرغام الدب الروسي على الجلوس على طاولة المفاوضات، معتبرين في ذلك مخاطرة كبيرة بسبب الوضع الدفاعي القوي للجيش الروسي، وقبضته على مناطق كبيرة في توريتسك، وأيضًا السعي نحو إقليم دونباس.

وقالوا إن هذه المفارقات الأوكرانية دفعت عودة المفاوضات وفرص تحقيق السلام إلى نقطة الصفر، بعد أن كانت على وشك التحقق بالاجتماع المخطط له في أغسطس/آب الجاري في دولة قطر.

وفي هذا الصدد، يقول الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور نصر اليوسف، إن العمليات العسكرية الأوكرانية في كورسك الروسية، أدت إلى انتكاسة كبرى، وأحبطت آمال العالم في وقف إطلاق النار وجلوس طرفي الحرب للتفاوض.

ولفت اليوسف، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أن أوكرانيا تراهن على أن يمنحها التقدم في مدينة كورسك، نفوذًا لإبرام صفقة مواتية مع موسكو، قد تكلفها الكثير من الخسائر الفادحة دبلوماسيًّا وعسكريًّا على أرض الواقع.

وأضاف أن الكرملين كان على وشك المشاركة في اجتماع قطر، المقرر عقده في أغسطس/آب الجاري، غير أنه أرجأه منذ أشهر لحين ظهور دلائل جديدة تعكس نية كييف في المفاوضات، وهو ما تحقق على أرض الواقع، وأكد صحة قرارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم فتح باب التفاوض مع كييف؛ بسبب الشك في الإستراتيجية الأوكرانية، لما تشهده من مفارقات سياسية وعسكرية مصدرها الغرب.

ويشير الخبير في الشؤون الروسية، إلى أن القوات الغربية التي تُساند الجيش الأوكراني في كورسك، دليل قاطع على رغبة الغرب، ولا سيما دول حلف الناتو، في إطالة أمد النزاع والحرب الروسية، في محاولة منهم لكسر هيبة الكرملين، وتراجع نفوذه في العالم بعد تصاعده تزامنًا مع الحرب ضد أوكرانيا.

وأكد اليوسف أن "هيبة الدب الروسي لن تتعرض للكسر أبدًا، باعتباره صاحب الكلمة واليد العليا في الحرب الأوكرانية، نظرًا لما يمتلكه من قدرات عسكرية ودبلوماسية تفوق القدرات الأوكرانية، ما يفرض على موسكو عدم الجلوس على طاولة المفاوضات قبل السيطرة على دونباس وتوريتسك، واستعادة كورسك".

أخبار ذات علاقة

كبير مستشاري زيلنسكي لـ"إرم نيوز": هجوم كورسك "ورقة ضغط" لإجبار روسيا على السلام

 

معادلة معقدة

ومن جانبها، تقول أستاذة العلاقات الدولية، الدكتورة نورهان الشيخ، إنه من الصعب تحقيق السلام بين البلدين، بعد الهجوم المباغت الذي شنته القوات الأوكرانية على مدينة كورسك الروسية، مؤكدة أن المعادلة أصبحت معقدة الآن.

وأضافت الشيخ، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الروس يتحدثون عن عدم التفاوض على وقف القتال إلا بتحرير كورسك وكافة البلدات الروسية التي سيطرت عليها كييف، مثلما لا ترغب أوكرانيا في السلام إلا بعد خروج القوات الروسية من شرق البلاد والسيطرة على دونباس، فيما يؤكد الغرب على عدم تحقيق السلام إلا بهزيمة روسيا نهائيًّا.

وتوضح أستاذة العلاقات الدولية أن كافة تحركات زيلينكسي تُشير إلى رغبته بحشد الدعم الغربي العسكري لمواقف أوكرانيا، لتعزيز مكاسبها داخل كورسك، خاصةً لأنه يعلم جيدًا أن هذه العملية لن تمر مرور الكرام على روسيا، قد تعجل بهزيمة قواته التي تعاني الآن من نقص في الجنود والمعدات وغيرها داخل أرض الحرب.

83cb3479-4e22-473a-8326-d52ab1acfbf2

وتضيف أن المزاج الدبلوماسي والعسكري لكييف أعاد محادثات السلام إلى نقطة الصفر، إذ كان من الممكن لكييف أن تجني ثمارًا ودعمًا دوليًا أكثر من الذي اكتسبته في قمة سويسرا التي عقدت في يونيو/حزيران الماضي، من خلال استغلال حالة الرياح المعاكسة التي تشهدها موسكو حاليًّا، إلا أن المفاجأة كانت بجني روسيا ثمار هذه المفارقات الأوكرانية، التي أثبتت للعالم أنها لا تريد السلام، كما فعلت روسيا من قبل.

واستنادًا إلى المؤشرات الراهنة، توقعت الشيخ عدم تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا؛ فطرفي الصراع يرغبان في تحقيق النصر المطلق، ناهيك عن رغبة الغرب في هزيمة روسيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC