منها الصدام النووي.. أسباب تمنع الغرب من السماح بضرب العمق الروسي
عبد الهادي كامل
رأى خبراء، أن هناك مخاوف ومحاذير لدى الغرب من الاستجابة لطلب أوكرانيا المتكرر، بالسماح لها باستخدام أسلحة حلفائها لضرب العمق الروسي.
وجدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبته للحلفاء الغربيين بالسماح بشن هجمات بعيدة المدى على القواعد الجوية العسكرية الروسية.
وقال زيلينسكي، في تدوينة على تطبيق "تيليغرام"، إن "الضربة الروسية التي وقعت في خاركيف، لم تكن لتحدث لو كانت قواتنا الدفاعية قادرة على تدمير الطائرات العسكرية الروسية في أماكن وجودها".
واعتبر الخبراء، أن الغرب قادر على إصدار الضوء الأخضر والاستجابة لهذه المطالب الأوكرانية المتجددة، إلا أن "هناك مخاوف أوروبية قد تحول دون تحقيق ذلك - على الأقل - في هذا التوقيت لأسباب عدة".
مخاوف
وقال الخبير العسكري الروسي أليكسي ليونكوف، إن "المخاوف الأوروبية من إعطاء الضوء الأخضر لضرب العمق الروسي تأتي بسبب المخاوف من تكرار سيناريو الهجوم العنيف على مدينة خاركيف الأوكرانية الذي شنته القوات الروسية في شهر مايو/أيار الماضي في أعقاب السماح لكييف باستخدام الأسلحة الغربية".
وأضاف ليونكوف لـ"إرم نيوز"، أن "بريطانيا خلال الساعات الماضية منحت الإذن بشكل سري باستخدام بعض الصواريخ لضرب العمق الروسي، وهو ما قد يفاقم الخلافات بين واشنطن ولندن خلال الأيام المقبلة؛ بسبب رغبة الولايات المتحدة في منع توسع الصراع، وعلى العكس تأمل بريطانيا في تفاقم الأزمة واستخدام أوكرانيا لأسلحتها في حربها ضد روسيا".
وأوضح أن "الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في الوقت الحالي منع توسع الصراع بين روسيا وأوكرانيا لمنع جرها إلى دائرة الصراع، وذلك من خلال معارضة كافة الخطط الأوكرانية لتوسع الصراع وضرب العمق الروسي".
ولفت الخبير العسكري، إلى "محاذير أوروبية تحول دون سماح الغرب بضرب العمق الروسي، خاصة بعد استمرار التقدم العسكري الروسي في أرض المعركة في شمال وجنوب كييف وتحديدًا في خاركيف ودونباس، وهو ما يزيد القوات الروسية إصرارًا وعزيمة على السيطرة على أكبر عدد من المدن الأوكرانية لاستخدامها في الضغط على أوكرانيا حال جلوسها على مائدة المفاوضات".
الأسلحة النووية
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيفاستوبول عمار قناة، إن "الغرب ليس لديه القدرة على السماح بضرب العمق الروسي أو تحديد أهداف علنية، ويمكن أن يحدث هذا في الخفاء".
وأضاف قناة لـ"إرم نيوز": "حال السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي يعني السماح لموسكو بتغير العقيدة النووية والتوسع في الصراع الحالي واستخدام القواعد النووية الروسية الموجودة داخل الدول من حلفائها لضرب الأهداف الغربية".
وأشار إلى أن "روسيا عززت القدرات الدفاعية للتعامل مع أي هجوم أوكراني أو غربي محتمل خلال الأيام المقبلة".
وأوضح قناة، أن "عشرات الدول داخل حلف شمال الأطلسي تدعم كييف في مواجهة القدرات الروسية ومنع استمرار تقدمها الميداني؛ وهو ما يدفع موسكو للتفكير الجدي بالتصعيد واستخدام كافة قدراتها النووية المتواجدة لدى حلفائها".
