logo
العالم

أضعفتها الانقسامات.. لماذا تحولت رئاسة "إيكواس" إلى "كأس مسمومة"؟

أضعفتها الانقسامات.. لماذا تحولت رئاسة "إيكواس" إلى "كأس مسمومة"؟
26 يونيو 2024، 6:41 ص

تُبدي الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية إعراضًا عن تولي الرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، التي بدت وكأنها "كأس مسمومة" وفق متابعين.

وترك قادة "إيكواس" الطريق مفتوحًا لرئيس نيجيريا، بولا أحمد تينوبو، لخلافة نفسه على رأس الهيئة الإقليمية التي تعرضت لأكبر انتكاسة منذ نشأتها بسبب انسحاب عدة دول منها بعد أن شهدت انقلابات عسكرية.

وأصبحت رئاسة المنظمة، التي تواجه تحديات أكثر من أي وقت مضى من جانب المجالس العسكرية في منطقة الساحل، والتي أضعفتها انقساماتها الداخلية، بمثابة "الكأس المسمومة" لأكثر من عام، خاصة بالنسبة للدول الناطقة بالفرنسية.

وباتت زعامة "إيكواس" أقل تنافسية من أي وقت مضى، في وقت يُرتقب فيه أن يعقد أعضاؤها اجتماعاً في الـ7 من يوليو القادم، في العاصمة أبوجا، كجزء من اجتماعهم السنوي التقليدي.

وقبل اللقاء كانت المفاوضات تسير بشكل جيد منذ بداية الشهر الراهن، بشأن مستقبل رئاسة تينوبو، إذ يتولى رئيس الدولة النيجيري رئاسة المنظمة الإقليمية منذ يوليو 2023.

تينوبو يخلف نفسه

ويرجّح سيناريو إعادة تعيين الرئيس النيجيري الذي ستتبناه عواصم غرب أفريقيا، وذلك رغم سجله الذي يعتبر مخيبًا للآمال، خاصة فيما يتعلق بإدارته لأزمة النيجر، غداة الانقلاب الذي أطاح بمحمد بازوم.

وخلف الكواليس، وبعد مفاوضات بين الدول الـ12، لم تحظ خلافة تينوبو إلا باهتمام محدود للغاية من جانب الدول الأعضاء.

وفي هذا السياق، يكشف موقع "أفريكا انتلجنس" الفرنسي أنه في إطار التناوب على المنصب، كان ينبغي من الناحية النظرية أن يذهب إلى رئيس ناطق بالفرنسية، فمنذ إنشاء المنظمة في عام 1975، جرت عملية التعيين لرئاسة المنظمة على قاعدة التناوب بين البلدان الناطقة بالفرنسية والبلدان الناطقة بالإنجليزية، مع استثناءات نادرة.

وبعد رئاسة الغاني نانا أكوفو أدو، ورئاسة غينيا بيساو أومارو سيسوكو إمبالو - أول رئيس دولة ناطقة بالبرتغالية يتولى مقاليد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا - لم تتقدم أي عاصمة ناطقة بالفرنسية بطلب لرئاستها.

وقد أدى هذا الوضع في النهاية إلى تعيين بولا تينوبو، الذي تم انتخابه قبل بضعة أشهر فقط. وكما هي الحال في عام 2023، لم يُظهر أي من رؤساء الدول في أفريقيا الناطقة بالفرنسية تقريباً أي اهتمام حقيقي لخلافة الرئيس النيجيري.

أخبار ذات صلة

هل تنجح وساطة السنغال في إعادة "دول الساحل" إلى "إيكواس"؟

           

وفي سياق يشهد تعليق عضوية غينيا وبوركينا فاسو ومالي والنيجر في التحالف الإقليمي، تضاءلت احتمالات رغبة الرئيس البنيني باتريس تالون الذي بدا أنه المرشح المثالي؛ فهو الرئيس الناطق بالفرنسية الذي أمضى أطول فترة في منصبه بين أولئك الذين لم يترأسوا بعد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

ولكن، مثل الحسن واتارا وفور غناسينغبي، نظيريه من ساحل العاج وتوغو، لم يُظهر في هذه المرحلة أي اهتمام حقيقي بالمنصب.

جهود سنغالية

وقد حاولت مجموعة من عواصم غرب أفريقيا، منها كوتونو وأبيدجان، في منتصف يونيو الماضي، تشجيع الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي المنتخب حديثا على الترشح للمنصب.

ومع صغر سنه -44 عامًا- كان باسيرو ديوماي فاي قاد جهودًا لإظهار وجه جديد للمنظمة الإقليمية بعدما سعى لعودة باماكو ونيامي وواغادوغو إلى التحالف الإقليمي.

وكان الرئيس السنغالي زار مالي وبوركينا فاسو في بداية يونيو الماضي دون إقناع الدولتين بالعودة إلى "إيكواس". ولكن بعد دراسة الاقتراح بجدية، نصح العديد من مستشاري رئيس السنغال بعدم قبول العرض، حيث سيرث وضعًا "حساسًا".

وفي غياب مرشحين آخرين، فإن هذا الرفض السنغالي يفتح الطريق بشكل تلقائي تقريباً أمام ولاية جديدة للنيجيري بولا تينوبو.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC