محللون: "موقف المجر" لن يوقف تدريب الدول الأوروبية للقوات الأوكرانية

بعد عامين من إطلاق الاتحاد الأوروبي، مُهمة تدريب 15 ألف جندي أوكراني، يبحث الاتحاد تمديدها عامين آخرين، وإرسال مدربين ومستشارين عسكريين إلى أوكرانيا، وذلك للمشاركة في تنسيق المهمة التحضيرية ورفع فعاليتها.

تدريبات الجنود الأوكران، جرت خلال العامين الماضيين في دول أعضاء مختلفة ولا سيما في ألمانيا وفرنسا، وشملت تدريب عسكريين أوكرانيين على استخدام مدافع وقاذفات صواريخ ودفاعات جوية أرسلها الأوروبيون لكييف.

وما تزال قضية الانقسامات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، تهدد عملية تدريب وإرسال العسكريين إلى كييف، إذ تؤيد عدة دول، بما في ذلك إستونيا وفرنسا والسويد، تدريب جنود في أوكرانيا، لكن دولاً أخرى، بما في ذلك المجر، تخشى أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى تصعيد الصراع.

وفي خضم هذه الانقسامات، أعلن وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو، تعطيل بلاده خطة الاتحاد الأوروبي لإرسال مدربين ومستشارين عسكريين إلى أوكرانيا لتدريب قوات كييف.

وأكد الوزير الهنغاري، أن هذه الخطوة تزيد بشكل كبير من خطر اتساع نطاق النزاع، وتم إبلاغ الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بروكسل بأنه "لا يمكننا دعم الاقتراح بهذا الشكل وطلبنا إعادة صياغته".

وعن مصير خطة الاتحاد الأوروبي لتمديد مهمة تدريب الجنود الأوكران، أكد الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هناك انقسامات كبرى بين الدول الأعضاء؛ بسبب الدعم العسكري لكييف، وأن الكثير من الدول تحاول الوقوف على خط الحياد خوفا على تأثر مصالحها مع روسيا.

وأشار الخبراء إلى أن موقف المجر برفض الاقتراح الأوروبي لتمديد مهمة تدريب الأوكران، لن يغير موقف القارة العجوز، خاصة وأنها تسعى وبقوة لهزيمة روسيا لعدم تصاعد نفوذها في أوروبا، لافتين إلى أن هناك أصواتًا داخل الاتحاد الأوروبي تهدد بوقف المساعدات للمجر وتجميد عضويتها في الاتحاد.

وقال الدكتور عماد أبو الرب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، إن الاتحاد الأوروبي يعتبر مساعدة أوكرانيا ضمن أولوياته؛ على اعتبار أن كييف تُبعد عنهم شبح النفوذ الروسي المحتمل، بحال انهيار القيادة السياسية في أوكرانيا.

وأكد، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، أن هناك مواقف متباينة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن المساعدات والتدريبات العسكرية، ورغم ذلك فإن هذا لم يمنع وجود أغلبية مؤثرة وفاعلة في الناتو، إذ دائما ما تؤكد هذه الأغلبية على مواصلة دعم كييف، خاصة فيما يتعلق بملف تدريب القوات الأوكرانية في بريطانيا وألمانيا وهولندا.

وأضاف أبو الرب في تصريحاته، أن هناك عشرات الآلاف من الأوكران الذين يجنَّدون تم تدريبهم في الدول الأوروبية، فيما يتم لاحقا إرسالهم إلى جبهة القتال ضد القوات الروسية، مشيرا إلى أن التدريب لا يزال مستمرا للجنود الأوكران، ولكن لا يفصح عن الأعداد بشكل دقيق، وبريطانيا تقوم حاليا بتدريب أكثر من 10 ألاف جندي أوكراني».

وعن أبرز الانقسامات الأوروبية، أشار رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، إلى أن الكثير من الدول الأوروبية حاليًّا تحاول الحفاظ على مصالحها بين الناتو ومصالحها مع روسيا المرتبطة بالغاز، ومن ثم فإن البحث عن بدائل للغاز الروسي يصبح عملية مكلفة لبعض الدول الأوروبية.

وأبرز هذه الدول هي المجر التي تأخذ موقف الوسيط والحيادي، خاصةً وأنها أكدت أكثر من مرة عدم جدوى مقاطعة روسيا.

وأضاف قائلا: "لا يجب أن ننظر بتفاؤل لموقف المجر، لكن أوكرانيا تناور من خلال العلاقات الدبلوماسية للاستمرار في تدريب جنودها داخل الدول الأوربية".

وفي ذات السياق، قال محمود الحمزة، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن الاتحاد الأوروبي لن يتخلى عن تدريب القوات الأوكرانية، معتبرا أن تخلي أوروبا والناتو عن دعم أوكرانيا عسكريا يعني هزيمة الغرب وسقوط أوكرانيا وهو ما يقلق الغرب؛ لأن ذلك يجعل روسيا على أبوابهم.

وأكد الخبير في الشؤون الروسية، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، أن المجر تأخذ موقفا معارضا من المساعدات التي تقدَّم من قبل الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا، لكن من المعروف أن الاتحاد الأوروبي يمرر قرارته عبر الأغلبية الساحقة.

 وأوضح المحلل السياسي في تصريحاته، أن هناك أصواتا داخل الاتحاد الأوروبي تهدد بوقف المساعدات للمجر، والبعض طالب بتجميد عضويتها في الاتحاد الأوروبي.

وأشار المحلل السياسي محمود الحمزة، إلى أن هناك اتجاها داخل الاتحاد الأوروبي بتجديد تدريب القوات الأوكرانية لمدة عامين آخرين، وأن هناك تصريحات من مسؤولين كبار في الاتحاد الأوروبي يؤكدون على هذا التوجه، ومن ثم لا يجب أخذ توجهات المجر أو تصريحات المسؤولين في المجر على محمل الجد.