عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
العالم

التقدم الروسي في أوكرانيا يضع الغرب أمام "خيارين صعبين"

التقدم الروسي في أوكرانيا يضع الغرب أمام "خيارين صعبين"
قصف مدفعي أوكراني على خطوط المواجهة مع القوات الروسيةالمصدر: (أ ف ب)
19 يوليو 2024، 5:46 م

قال خبراء روس، إن حلفاء كييف الغربيين باتوا اليوم أمام خيارين بعد تقدم الجيش الروسي في أوكرانيا، إما إطالة أمد الحرب، أو التوجه للتفاوض وفق الشروط الروسية.

وأرجع الخبراء التصريحات الغربية بشأن الحرب الأوكرانية، إلى الفشل العسكري الذي منيت به قوات كييف وحلفاؤها على الجبهة، والتخوف من نجاح المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، وما سيتمخض عنه من تغير سياسي.

وتزامنًا مع اتفاق دول الاتحاد الأوروبي على إعادة تعيين الرئيسة الحالية للمفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في منصبها لولاية ثانية، تعهدت المسؤولة الأوروبية بتحويل الاتحاد الأوروبي إلى اتحاد عسكري دفاعي خلال الخمسة أعوام المقبلة.

وفي المقابل، قال أمين عام حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، في تصريح للإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن على أوروبا أن تتحمل الحرب في أوكرانيا لعشرة أعوام مقبلة.

 

1dd7f339-6b90-47b9-be6c-28c1ce38d30b

فشل عسكري

يقول الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إيغور دورنيتسين، إن "التصعيد العسكري والخطط التي يضعها الغرب ناجمة من عدة عوامل، أهمها الفشل العسكري الذريع الذي منيت به حليفتهم كييف على الجبهة، لذلك تحاول أوروبا قدر الإمكان رفع سقف الدعم العسكري لإجبار كييف على الصمود أكثر".

ويتابع دورنيتسين، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "قادة الغرب وصلوا إلى قناعة تفيد أن الجبهة الأوكرانية ستنهار قريبًا على وقع الضربات الروسية، وإذا انهارت هذه الجبهة فإن ذلك يعني استسلامًا أوكرانيًا إجباريًا، وهزيمة كبيرة لكل الدول الغربية التي اصطفت خلف أوكرانيا".

ويوضح أن "الهزيمة هنا لا تعني ضمن حدود أوكرانيا فقط، فهذا سيفرض سياسة دولية جديدة ترسمها موسكو، كونها المنتصرة في الحرب".

وينوه دورنيتسين إلى أنه "لضمان عدم انتصار روسيا، يريد الاتحاد الأوروبي الذي أخذ طابع السياسة والاقتصاد، أن يتحول لاتحاد عسكري، وكذلك حلف الناتو الذي يريد إطالة أمد الحرب لعشرة أعوام مقبلة، يريد إدخال روسيا في حرب استنزاف لقناعة يملكها بأن اقتصاد دوله الأعضاء سيسمح له بالصمود أكثر من روسيا عبر دعم أوكرانيا بالأشكال كلها".

ويشير الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إلى أن "الغرب اليوم يتحسس الخطر، إذ تشير التقارير العسكرية إلى أن المعركة على وشك الانتهاء إذا استمرت بالوتيرة نفسها، وإن روسيا ستسيطر على المناطق الأربعة بشكل تام، وتعلن تحقيقها أهداف العملية العسكرية خلال أشهر، لذلك لم يعد الوقت يسعف الغرب، فإما إطالة أمد الحرب، أو التوجه للتفاوض وفق الشروط الروسية".

وخلص إلى القول إن "الجانب الروسي على ما يبدو مستعد لحرب طويلة، خاصة مع التحولات التي جرت في موسكو خلال أعوام الحرب، حيث تحول الاقتصاد الروسي إلى اقتصاد حربي، والكل يعمل في روسيا لدعم الجبهة، والمهزوم في هذه المعركة على ما يبدو هو من يصرخ أولًا".

أخبار ذات علاقة

هل تغير دير لاين من سياستها بعد إعادة تعيينها رئيسة للمفوضية الأوروبية؟

 اتحاد أوروبي دفاعي

من جانبه، يرى الخبير في شؤون الصراعات الدولية، نيكولاي بونوماريف، أن "التصريحات المرتبطة بتحويل الاتحاد الأوروبي إلى اتحاد عسكري، غير مرتبطة بالحديث داخل الناتو عن حرب طويلة الأمد تمتد لعشرة أعوام، بل له علاقة بمستقبل حلف الناتو بحد ذاته".

ويتابع بونوماريف، في حديث لـ"إرم نيوز"، قائلًا: "مع حتمية فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتخوف الدول الأوروبية من سياسة ترامب تجاه الناتو، التي ربما ستعطل عمله، ظهرت فكرة الاتحاد الدفاعي في خطوة للاستقلال العسكري الأوروبي عن أمريكا".

ويلفت إلى "ظهور طموح في أوروبا عندما كان ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، يتمثل بتشكيل جيش أوروبي موحد".

ويعتبر بونوماريف، تصريحات أمين عام حلف شمال الأطلسي، بشأن طول أمد الحرب في أوكرانيا، بأنها تشير إلى أن "الناتو لا يزال متماسكًا حتى اللحظة، ولا يمكن للحلف أن يستبق الأحداث حول من يصل إلى البيت الأبيض".

ويقول: "تواصل أجهزة الناتو مواكبة المعارك والتخطيط للمستقبل، لكن القلق واضح، كون ترامب يحمل سياسة مغايرة لهذا الحلف العسكري، قد تنهي وجوده، أو تجمد فعاليته".

وحول ماهية الاتحاد الدفاعي، يوضح بونوماريف أن "أوروبا اتخذت قرارًا بزيادة ميزانيتها الدفاعية منذ مدة، وتوسع من خطوط إنتاج السلاح والذخائر، تحسبًا لتوسع رقعة المعارك أو تخلي واشنطن عن الحماية التي تقدمها للقارة".

وخلص بونوماريف إلى القول "سيكون هذا الاتحاد الدفاعي بديلًا عن الناتو في حال أنهى ترامب عمل هذا الحلف، أو غير من تركيبته وقوانينه، التي قد تدفع بعض الدول إلى الانسحاب منه، وربما في المستقبل تتجه أوروبا لتشكيل تحالف أوروبي عسكري يكون تحت نطاق الاتحاد الأوروبي".

وتساءل: "هل سيقبل ترامب بوجود قوة عسكرية منافسة للولايات المتحدة في الغرب؟".

 

656e0b10-fcb0-4840-b547-da7fcb26922b

حرب طويلة الأمد

بدوره، يرى الخبير في الشؤون الأوروبية، ألكسندر كولكين، أنه "بعيدًا عن من سيأتي إلى البيت الأبيض، سيكون لأوروبا سياسة معينة، سواء ستشترك بها واشنطن أم لا، وذلك انطلاقًا من خطر وجودي يروج له زعماء القارة، والمنحصر بروسيا".

وعلى العكس من النظرة الأوروبية لمكمن الخطر، "ترى الولايات المتحدة أن الخطر الوجودي لها قادم من الصين، وإذا تغيرت المفاهيم تتغير التصرفات، وهذا ما سنشهده قريبًا"، وفق كولكين.

ويتابع "حديث الناتو عن حرب مدتها عشرة أعوام، هو حديث واقعي تعمل عليه أوروبا ضمن نطاق الناتو أو أي حلف عسكري أوروبي جديد؛ انطلاقًا من مفهوم أن انتصار روسيا وإدارة الولايات المتحدة للمفاوضات مع قدوم ترامب، يعني هزيمة أوروبا كلها".

وبناء على ما ذكر، يؤكد الخبير الروسي "أن أوروبا تخشى هذا السيناريو، وتريد فرض نفسها داخل أي حل سيطيل أمد النزاع في أوكرانيا، ولكي تفرض نفسها تحتاج إلى وجود عسكري حقيقي داخل هذه الدولة، وهذا ما تريد أن تعمل عليه إلى حين فتح باب المفاوضات لتحجز مقعدًا لها على الطاولة".

وقال إن "أوروبا تخشى أن يقتصر الحل على مفاوضات مباشرة بين موسكو وواشنطن، تُفْرَض نتائجها على الغرب وكييف، وإنهاء الحرب بشكل فوري".

ويعتقد كولكين أن "يتحول الصراع مستقبلًا من صراع ثنائي بين روسيا والغرب الجماعي، إلى صراع متعدد الأطراف، إذ قد تنقسم أوروبا بحد ذاتها، وتتحول لعدة أطراف بأهداف مختلفة، وكذلك الولايات المتحدة كطرف آخر بسياسة مختلفة، ومن ثم تفاوض روسيا الجميع من باب الفائز في الحرب".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC