هاريس تصدم وفد نتنياهو.. ومخاوف إسرائيلية من دعم حماس

إسلام حمزاوي - إرم نيوز

في الوقت الذي تساءل فيه الإعلام الإسرائيلي عن "صهيونية" كامالا هاريس، أرسلت لهم الأخيرة إجابات حاسمة بعد لقائها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما أقلق الوفد المرافق له، وبدأ بعض الإعلام الإسرائيلي يشن حملة ضد هاريس.

وأعرب وفد رئيس الوزراء الإسرائيلي عن خيبة أمله الكبيرة؛ مما قالته نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس بعد اللقاء مع نتنياهو.

فجوة بين أمريكا وإسرائيل

وكانت هاريس قالت إنها أعربت لرئيس الوزراء عن قلقها العميق إزاء مستوى المعاناة الإنسانية في غزة - "بما في ذلك مقتل عدد كبير جدًا من المدنيين الأبرياء". 

ووفقًا لها، يعاني مليونا مواطن في غزة من انعدام الأمن الغذائي، ويعاني نصف مليون شخص من نقص غذائي حاد بشكل خاص، وقالت: "ما يحدث هناك كارثي"، مؤكدة أنها "لن تصمت أمام صور الأطفال القتلى واليائسين في غزة".

وفصلت هاريس مراحل صفقة الرهائن المقترحة، وقالت إن الجيش الإسرائيلي سينسحب بشكل دائم من قطاع غزة في مرحلته الثانية.

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي كبير عقب تصريحات هاريس، لوسائل إعلام إسرائيلية إنه يتمنى ألّا تفسر حماس كلام نائبة الرئيس الأمريكي وكأنها فجوة قد انفتحت بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وبالتالي فإن التوصل إلى اتفاق محتمل لإعادة المختطفين سيكون أبعد.

 

 وبين المسؤول أنه كلما عززت الولايات المتحدة وإسرائيل جبهة موحدة، زادت فرصة تحقيق إطلاق سراح المختطفين، وتراجع احتمال اندلاع حرب في المنطقة. ولكن بقدر ما توجد فجوة، فإن الوضع سيكون على عكس ذلك.

واستغرب وفد رئيس الوزراء الإسرائيلي كلام هاريس، التي وُصفت لهجتها خلال اللقاء مع نتنياهو بأنها كانت مختلفة بشكل كبير. 

وتم في اللقاء نفسه طرح موضوع الجوع في غزة للنقاش مع هاريس، لكن تم تقديم معطيات وأمثلة توضح أنه غير موجود. 

وفيما يتعلق بالاتفاق الذي يتضمن عودة المختطفين بحسب مصدر سياسي إسرائيلي، سيتم تقديم اقتراح محدث لحماس خلال يوم أو يومين. 

وأكمل أن الضغط العسكري والموقف الأمريكي الإسرائيلي المشترك - يمكن أن يدفع حماس إلى الرد بشكل إيجابي.

 وأضاف أن الضغط الشعبي الذي يمارس على نتنياهو بشأن هذه القضية لا يؤدي إلا إلى دفع الصفقة إلى الأمام، ويجب توجيهه أيضا نحو حماس.

إسرائيل تشعر بخيبة أمل عميقة

وبحسب المصدر السياسي الإسرائيلي، فإن اللقاء الذي استمر ساعة ونصف الساعة بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء نتنياهو كان "إيجابيا في مجمله"، وتناول جزء كبير منه الترويج لصفقة الرهائن. 

وبحسب المصدر الرسمي الإسرائيلي، فإن اللقاء المشترك بين بايدن ونتنياهو مع أهالي المختطفين الذين يحملون الجنسية الأمريكية، كان مؤثرا.

إلى ذلك، أعرب المسؤول السياسي الإسرائيلي الكبير عن خيبة أمل إسرائيل العميقة إزاء قرار الحكومة البريطانية عدم تقديم التحفظ على طلب المدعية العامة لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، حول إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت. 

وأضاف: هذا قرار خاطئ من الأساس، ويتعارض مع العدالة والحقيقة، وينتهك حق الديمقراطيات جميعها في مكافحة الإرهاب".

أما عن القضية الساخنة المتمثلة في فرض عقوبات من قبل الحكومة الأمريكية على نشطاء الاستيطان وأعضاء منظمة "الأمر 9" الاستيطانية وغيرهم، فلم تطرح في الحديث مع الرئيس بايدن رغم أهميتها بالنسبة لإسرائيل وتركيز نتنياهو عليها، وتحججوا بعدم وجود الوقت خشية الانتقادات المتوقعة من المستوطنين الغاضبين أساسا منهم.

 

وأضاف المصدر الإسرائيلي أن نتنياهو تحدث مطولاً عن العقوبات مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وكذلك مع نائب الرئيس هاريس.

عقوبات أمريكية

 وبحسب قوله، فإن وفد رئيس الوزراء حاول أن يوضح أن الحقائق على الأرض ليست كما يروج. مثل مسألة إيذاء المدنيين وظاهرة "عنف المستوطنين". 

وبين أن المحادثات كشفت أنه ليس من المخطط فرض عقوبات أمريكية على مسؤولين منتخبين مثل الوزيرين بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير. 

وفيما يتعلق بسلطات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة، قال المصدر المقرب لنتنياهو إن المحادثات لم تتطرق إلى مثل هذه التفاصيل، ولكن قيل للأمريكيين بشأن عقوبات مماثلة أن هذا غير مبرر، "ويعمل أيضًا في الاتجاه المعاكس تمامًا لما يهدفون إليه".

ويتوجه نتنياهو اليوم الجمعة، إلى فلوريدا للقاء الرئيس السابق ومرشح الحزب الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب، وبعد ذلك سيعود إلى واشنطن، لحضور عيد ميلاد ابنه يائير وسط انتقادات داخلية، ومن المتوقع أن يعود مساء السبت إلى إسرائيل.