كيف تقبل الأوروبيون صعود "اليمين المتطرف" في انتخابات ألمانيا؟

أثار النجاح الانتخابي الأخير الذي حققه حزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليميني المتطرف، في ولايتي تورينجيا وساكسونيا، موجة من ردود الفعل من قبل سياسيين بالاتحاد الأوروبي.

وزاد صعود اليمين المتطرف من إضعاف ائتلاف يسار الوسط الحاكم قبل عام من الانتخابات البرلمانية في ألمانيا.

وقال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا إن تعزيز الحركات السياسية المتطرفة ليس في صالح ألمانيا، وليس في صالح جمهورية التشيك أيضًا".

وربط فيالا نجاح حزب "البديل من أجل ألمانيا" بقضية الهجرة غير الشرعية غير الخاضعة للرقابة، والتي وصفها بأنها "مصدر قلق متزايد في جميع أنحاء القارة العجوز".

وبحسب موقع "يورو أكتيف" أكد فيالا أنه "يجب معالجة هذه المشكلة على المستوى الأوروبي"، من خلال "إجراءات لجوء أسرع خارج الاتحاد الأوروبي، وسياسة عودة أكثر فعالية، وضوابط أكثر صرامة وإجراءات أقوى ضد المهربين، لا يوجد طريقة أخرى للخروج من هذا الوضع" وفق تعبيره.

أزمة اليسار

وقالت العضو بالبرلمان الأوروبي الفرنسية مانون أوبري من حزب "فرنسا الأبية" اليساري إن نجاح حزب "البديل من أجل ألمانيا"، وكذلك الصعود القوي لحزب " BSW" بقيادة سارا فاجنكنشت، يعكس مشهدًا سياسيًا مستقطبًا في ألمانيا، وكذلك في أوروبا".

وأضافت أوبري في تصريحات لـ "يور آكتيف" أن "الدرس الذي يمكن الاستفادة منه في أوروبا، والآن بألمانيا، وأيضًا في بلدان أخرى، هو أنه في كل مرة يخون اليسار قيمه وطموحاته، فإنه يقوم بتثبيت اليمين المتطرف في السلطة"، مشددة على ضرورة بقاء اليسار وفيًا لمبادئه لمواجهة اليمين المتطرف بشكل فعال، وفق تعبيرها.

وتابعت مانون أوبري: "لا أعتقد أن التخلي عن قيمنا بشأن الهجرة هو السبيل للتعامل مع اليمين المتطرف"، في إشارة إلى موقف سارا فاجنكنشت الثابت بشأن الهجرة.

واستنكرت أوبري الانقسام داخل اليسار نفسه، وهو ما يدل على صعود حزب BSW، واعتبرت أن هذا الانقسام يمكن أن يعقد مهمة الأحزاب التقليدية في الحكم بفعالية ومواجهة صعود القوى السياسية الأكثر تطرفاً، مؤكدة أن "هذا يظهر أزمة اليسار في ألمانيا، وأيضًا بشكل عام".

مفتاح الحرب

ومن جهته، أشار عضو البرلمان الأوروبي التشيكي أوندريج كروتيلك إلى أن الانتخابات الألمانية كشفت عن عدم رضا تجاه الحكومة الحالية، وتنذر بمفاوضات طويلة وصعبة، فيما حذر زميله، أوندريج دوستال، من أن هذه النتائج يمكن أن تنذر بتغيير مماثل في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.

وكتب دوستال على منصة "إكس"، أن "نجاح حزب البديل من أجل ألمانيا وحزب BSW بمثابة "دش بارد" للتقدميين، ويُنذر بأشياء قادمة، ليس فقط في ألمانيا، بل وأيضاً في الاتحاد الأوروبي".

وفي رومانيا، أعرب عضو البرلمان الأوروبي سيجفريد موريسان عن الحاجة إلى حكومة يمين وسط أقوى في ألمانيا، مشيرًا إلى أن الحزب التقليدي الوحيد الذي كان أداؤه جيدًا هو حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وتابع: "من المهم بالنسبة لاستقرار ألمانيا، والاتحاد الأوروبي برمته، أن يفوز حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في الانتخابات الفيدرالية العام المقبل، وأن تقود ألمانيا حكومة مركزية مسؤولة، هذا هو مفتاح الحرب ضد التطرف في ألمانيا".