عاجل

الجيش الإسرائيلي: مقتل ضابط وجندي على الحدود مع لبنان

logo
العالم

ماذا يعني فوز اليمين المتطرف بالانتخابات الإقليمية في ألمانيا؟

ماذا يعني فوز اليمين المتطرف بالانتخابات الإقليمية في ألمانيا؟
تجمع لأنصار حزب البديل من أجل ألمانياالمصدر: رويترز
02 سبتمبر 2024، 11:24 ص

يطرح صعود اليمين المتطرف في الانتخابات الإقليمية الألمانية تساؤلات عن تداعيات هذه المحطة على المشهد السياسي في البلاد، وعلى مستقبل الائتلاف الحاكم قبل سنة من الانتخابات التشريعية.

وجاءت نتائج التصويت متطابقة تقريبا مع توقعات استطلاعات الرأي، إذ فاز حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف، بما يتراوح بين 30% و32% من الأصوات في الانتخابات التي جرت في تورينجيا وساكسونيا.

أهمية بالغة

وتمنح طبيعة النظام السياسي في ألمانيا هذه الانتخابات أهمية بالغة، فالدولة الاتحادية التي تضم 16 ولاية تمنح كل ولاية سلطات واسعة بحكومة وطنية خاصة وعاصمة لها، ولكل ولاية دستورها الذي يجب أن يتطابق مع "الأسس الجمهورية والديمقراطية والاجتماعية لدولة القانون" بحسب الدستور الألماني. 

أخبار ذات علاقة

اكتسح إقليميْن شرق ألمانيا.. اليمين المتطرف يُنذر شولتس

ويضع الدستور الألماني جملة من المبادئ التي لا ينبغي الانحياز عنها، وهي "العمل على تحقيق المساواة في الحقوق والواجبات والظروف المعيشية لجميع الألمان"، وفيما سوى ذلك فللولايات الألمانية مطلق الحرية في صياغة دستورها بالشكل الذي تراه مناسباً.

وتختص الحكومة الاتحادية بالموضوعات الإقليمية، مثل الدفاع والسياسة الدولية، بينما تختص الحكومات الإقليمية بالمدارس والجامعات والمسألة الأمنية وغيرها.

ويمنح ذلك التطورات الأخيرة على الساحة السياسية الألمانية، أهمية قصوى، إذ بات الحزب اليميني المتطرف أقرب إلى تطبيق سياساته وفرضها في الأقاليم التي يسيطر عليها، خصوصا في علاقة بملف المهاجرين واللاجئين والملف الأمني والمسألة الاقتصادية.

تحالفات صعبة

لكن "البديل من أجل ألمانيا" يحتاج إلى تحالفات صعبة للحكم، مع إجماع معظم مكونات المشهد السياسي في البلاد على عدم الاستعداد للعمل مع اليمين المتطرف.

ولا يبدي مسؤولو الحزب انزعاجا من هذا الإعراض عن التحالف معهم، ويتحدثون بكثير من الثقة بخصوص المستقبل ودورهم في رسم سياسات ألمانيا.

ورحّب ستيفان مولر، المتحدث باسم حزب البديل من أجل ألمانيا في تورينجيا بنتائج الانتخابات قائلا: "نعتقد أن هذه مجرد بداية التغيير السياسي لجمهورية ألمانيا الاتحادية بأكملها، وبطبيعة الحال، سيكون هذا التغيير أكثر وضوحا في الشرق، حيث الديناميكيات السياسية أقوى مما هي عليه في الغرب"، وفق تعبيره.

ويحاول مولر أن يكون منفتحًا على التسوية والتفاوض مع جميع الأطراف، قائلا: "نحن مستعدون للتحدث مع الجميع واستكشاف كيف يمكننا معًا إنشاء سياسات أفضل لتورينجيا من تلك التي شهدناها على مدى السنوات العشر الماضية"، حسب قوله.

وأكد مولر أنّ "المفاوضات مع الحكومة مدرجة على جدول الأعمال، باعتبارنا القوة الأقوى، فإننا مسؤولون بطبيعة الحال، كما هي العادة البرلمانية، عن تقديم العروض المناسبة، ويبقى أن نرى ما إذا كانت السلطة القائمة والأحزاب الأخرى ستستمر أم أنها مستعدة للمناقشة معنا"، وفق تعبيره.

وعلّق النائب البرلماني عن حزب البديل من أجل ألمانيا، رينيه أوست، بقوله: "في السنوات الأخيرة، أثبتنا في برلمان تورينجيا مرارًا أننا قوة بناءة، ومستعدون للتعاون وحتى دعم الاقتراحات المقدمة من الأحزاب الأخرى، وسنستمر في القيام بذلك".

وأضاف: "نحن نقبل هذه النتيجة بكل تواضع، مدركين الثقة الكبيرة التي وضعها فينا شعب تورينجيا؛ ولهذا السبب سننظم اجتماعًا الأسبوع المقبل، وندعو أشخاصًا آخرين لإجراء محادثات"، وفق قوله.

استراتيجية التحييد

وفي المقابل، يتعامل الائتلاف الحاكم في ألمانيا مع الصعود اللافت والمنتظر لليمين المتطرف وفق استراتيجية التحييد، وهي الاستراتيجية التي تم اعتمادها مع ظهور نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي قبل نحو 3 أشهر.

وفي أول تعليق على نتائج الانتخابات الإقليمية، دعا المستشار الألماني، أولاف شولتس، إلى استثناء اليمين المتطرف من أي تحالفات سياسية في المرحلة القادمة.

وقال شولتس على "فيسبوك"، اليوم، إن هناك "دعوة الآن لجميع الأحزاب الديمقراطية لتشكيل حكومات مستقرة من دون متطرّفين يمينيين" في مقاطعتي تورينجيا وساكسونيا"، واصفا نتائج انتخابات الأحد بأنها "مقلقة".

أخبار ذات علاقة

"انتصار تاريخي".. اليمين المتطرف يوجّه ضربة قوية لشولتس

وينظر المحللون الألمان إلى نتيجة حزب البديل من أجل ألمانيا على أنها "انتكاسة مريرة" لليبراليين والديمقراطيين الاشتراكيين، وكذلك لحزب الخضر، وهي الأطراف المكوّنة للائتلاف الحكومي الحالي.

وتأتي هذه الانتخابات الإقليمية قبل عام وشهر من الانتخابات العامة المرتقبة في أكتوبر 2025، وستحدد إلى حد كبير مستقبل شولتس وائتلافه الحكومي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC