logo
العالم

تحول كبير في الكونغو الديمقراطية بعد سيطرة حركة "23 مارس" على كانيابايونغا

تحول كبير في الكونغو الديمقراطية بعد سيطرة حركة "23 مارس" على كانيابايونغا
جنود من قوة (EACRF) يتجهون إلى مناطق تسيطر عليها حركة 23 ...المصدر: أ ف ب
03 يوليو 2024، 5:22 م

تنذر سيطرة متمردي حركة 23 مارس على كانيابايونغا، بفتح جبهات جديدة في الحرب بالكونغو، وفق صحيفة جون أفريك. واعتبرت الصحيفة أن السيطرة على كانيابايونغا تعد تحولًا استراتيجيًا في الصراع الدائر في شرق الجمهورية الديمقراطية.

 

نصر استراتيجي رمزي

ويشكل سقوط كانيابايونغا، وهي بلدة تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال غوما، نصرًا تكتيكيًا ورمزيًا لمتمردي حركة 23 مارس، الذين تدعمهم رواندا.

وخلال الأسابيع الأخيرة، اشتدت الضغوط على كانيابايونغا، بعد أن عزل المتمردون غوما من خلال الاستيلاء على شاشا، وقطع طرق الإمداد الرئيسية في أوائل فبراير/شباط الماضي.

وسلط المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، أونيسفور سيماتومبا، الضوء على الطبيعة الرمزية لهذا النصر، قائلًا: "لقد اخترقوا حاجزًا..

وحتى في ذروة تمرد التجمع الكونغولي من أجل الديمقراطية في غوما، بدعم من رواندا، ظلت كانيابايونغا معقلًا لم يتم تجاوزه أبدًا".

وكانت المدينة تاريخيًا بمثابة الحدود بين المناطق التي يسيطر عليها التجمع الكونغولي من أجل الديمقراطية في غوما، والتجمع الكونغولي من أجل الديمقراطية - حركة تحرير الكونغو- المدعوم من أوغندا.

التقدم المحتمل

ويمهد الاستيلاء على كانيابايونغا الطريق أمام حركة "إم23" المتمردة للتحرك نحو بوتيمبو، إحدى المدن الكبرى في شمال كيفو. وتقع بوتيمبو على الطريق السريع على بعد خمس ساعات فقط، وقد تكون الهدف التالي للمتمردين، وفق الصحيفة.

ولفتت إلى أن أنشطة الجماعة المتمردة، تركزت حتى الآن في مناطق ماسيسي وروتشورو ونيراجونجو.

ويمثل هذا التحرك الجديد داخل منطقة لوبيرو، موطن مجتمع كبير من الناندي، توغلًا أوسع نطاقًا واختبارًا لنفوذهم المتزايد.

من جانبه، أشار ريغان مفيري، من معهد أبحاث إيبوتيلي، إلى أن "دخول منطقة جديدة تخضع تقليديًا للنفوذ الأوغندي يثير العديد من الأسئلة".

وأضاف أن "أوغندا، المنخرطة في عملية ثنائية مع الجيش الكونغولي ضد القوات الديمقراطية المتحالفة، قد تشعر بالتهديد من وجود القوات الرواندية".  

الديناميكيات الإقليمية  

وأكدت الصحيفة أن موقف أوغندا في هذا الصراع حاسم، فمنذ نوفمبر عام 2021، شاركت أوغندا في عمليات ضد تحالف القوى الديمقراطية، بينما زُعم أنها تقدم دعمًا سريًا لحركة "إم 23".

وبهذا الصدد، أشار مفيري إلى أن تحقيق مزيد من التقدم من قبل الحركة قد يعزز الشكوك حول تورط أوغندا إلى جانب المتمردين.

كما  أشار خبراء الأمم المتحدة إلى أن المتمردين يستفيدون من الدعم عبر الحدود، ووجود القوات الأوغندية داخل الأراضي التي تسيطر

عليها الحركة.

معضلة الحكومة الكونغولية

ويشكل الاستيلاء على كانيابايونغا تحديات كبيرة للحكومة الكونغولية، التي تواصل نضالها ضد المتمردين رغم الموارد البشرية والمالية الكبيرة،

وفق الصحيفة.

ولفتت إلى تراجع الجيش بشكل متكرر، تاركًا مجموعات الميليشيات المحلية، مثل "ماي ماي" بقيادة أمير الحرب كاسيريكا كابيدو، للدفاع عن الخطوط الأمامية.

ورغم من تدهور الوضع، لاتزال كينشاسا تعارض التفاوض مع حركة 23 مارس.

وأعادت رئيسة الوزراء الكونغولية، جوديث سومينوا تولوكا، تأكيد الموقف، قبل أيام قليلة من سقوط كانيابايونغا، وهو ما يتناقض مع اقتراح الرئيس الأنغولي جواو لورينسو، بعقد اجتماع محتمل بين الرئيسين الكونغولي فيليكس تشيسكيدي الرواندي بول كاغامي.

التطلع قدمًا

 ومع احتدام الصراع في شرق الجمهورية الديمقراطية، تعول الحكومة الكونغولية على عودة النشاط العسكري وزيادة الضغوط الدبلوماسية الدولية على رواندا.

وتعهد الرئيس تشيسيكيدي، في خطابه بمناسبة عيد الاستقلال في 30 يونيو/حزيران الماضي، بحماية سلامة أراضي البلاد، إلا أنه مع  تحقيق مكاسب حركة 23 مارس، فإن إمكانية التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض تبدو بعيدة على نحو متزايد، ما يؤدي إلى تفاقم المأزق في هذا الصراع الذي طال أمده.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC