لوموند: إيطاليا "آخر شريك" غربي على أرض النيجر

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن التوجه الجيوستراتيجي لقائد النظام العسكري في النيجر، الجنرال عبد الرحمن تياني، أدى إلى تحويل  النيجر من إجراء تحالفات غربية تقليدية، إلى تعزيز تحالفها مع روسيا وتركيا وإيران، بينما تبقى إيطاليا كآخر شريك غربي معها.

وأضافت الصحيفة أن إيطاليا تواصل مهمة الدعم الثنائية في النيجر، التي بدأت في العام 2018، حيث تسعى روما من تعاونها إلى التحكم في تدفق المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ودعم أنشطة مراقبة الحدود.

وبينت أن هذه الشراكة تختلف من حيث البقاء على المدى البعيد مع المجلس العسكري، على النقيض من موقف الدول الأوروبية والأفريقية الأخرى.

وأوضحت الصحيفة أن رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني أعلنت خلال منتدى حول الهجرة والإستراتيجية الإيطالية عن الترويج لخطة "ماتي"، وهذه الخطة معنية بمعالجة الأسباب العميقة للهجرة من جنوب الصحراء الكبرى إلى أوروبا، وسيتواجد حوالي 250 عسكريًا إيطاليًا في النيجر للقيام بمهام التشكيل والتدريب والمشورة.

وأوضحت الباحثة المستقلة فرانشيسكا كاروسو، أن التشكيلات الموزعة المتعلقة بالقوات المسلحة والجنود، تتدرب طوعًا على مكافحة الهجرة غير الشرعية، لافتة إلى أن إيطاليا جددت تشكيلها لـ 9235 جنديًا من قوات الأمن النيجيرية.

وأكدت الصحيفة أنه بعد الانقلابات التي شهدتها مالي في العام 2020، وفي بوركينا فاسو في العام 2022، تبنت إيطاليا نهجًا عمليًا للحفاظ على وجودها في النيجر، وبينما علّق الاتحاد الأوروبي تعاونه مع نيامي بعد الانقلاب.

وأوضحت الصحيفة أن ممثلين إيطاليين لوزيري الدفاع والشؤون الخارجية سيتوجهون إلى نيامي، تعقبهم زيارة رئيس خدمات الاستخبارات والأمن الإيطالي، الجنرال جيوفاني كارافيلي.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيطاليا بالإضافة إلى وجودها في النيجر لتحديد تدفق المهاجرين، فإن الأهمية الإستراتيجية الأخرى هي لمكافحة النفوذ الروسي والصيني في أفريقيا.

وختمت الصحيفة بالقول إن إيطاليا تبقى ممثلاً رئيسًا في النيجر، تبحر بين مصالحها في السيطرة على المهاجرين والواقع الجيوسياسي المعقد في منطقة الساحل، وتحافظ على علاقاتها الدبلوماسية مع نظام أكثر توجهًا نحو الشرق.