logo
العالم

اليسار المتطرف يواجه ماكرون بـ"الهجوم المضاد"

اليسار المتطرف يواجه ماكرون بـ"الهجوم المضاد"
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونالمصدر: (أ ف ب)
25 أغسطس 2024، 5:21 م

شن زعيم اليسار المتطرف جون لوك ميلانشون هجومًا مضادًا، على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الوقت الذي لا يزال فيه مصممًا على عدم الاستسلام لائتلاف اليسار الذي يشارك في مشاورات اختيار رئيس الوزراء.

وهدد ميلانشون بعدم مشاركة اليسار المتطرف في الحكومة الجديدة، في حال تم اختيار رئيس للحكومة من خارج ائتلافه.

وقال جيل إيمانويل جاكيه، أستاذ العلاقات الدولية في المعهد الدولي لأبحاث السلام في جنيف، إن اليسار المتطرف يسعى إلى دحض حجج ماكرون وأحزاب الوسط بتقديم إجراء سحب الثقة من الحكومة حال تولي أحد وزراء حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتطرف أي حقيبة وزارية في ائتلاف اليسار.

أخبار ذات علاقة

محللون: ماكرون لن يقبل حكومة يقودها "اليسار" خوفا من سحب الثقة

وأضاف جاكيه لـ"إرم نيوز" أن ماكرون حلّ حكومته من أجل البقاء في السلطة، موضحًا أنه استغل اليسار للقضاء على اليمين المتطرف، والآن يستغل أحزاب الوسط للقضاء على اليسار، لتعزيز موقفه، كما أنه اتخذ فكرة "الهدنة الأولمبية" كذريعة للحفاظ على حكومته دون دمج أعضاء ائتلاف اليسار الذين سبق لهم أن قاتلوا في صفه ضد اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية الأخيرة.

ولفت إلى أن إيمانويل ماكرون يفضل رؤساء الوزراء الذين لا يخاطرون بالتغلب عليه، وغالبًا ما يكون هؤلاء الأخيرون مسؤولين عن تنفيذ إصلاحات لا تحظى بشعبية من خلال المادة 49.3 من الدستور، الأمر الذي يثير تساؤلات حول شرعية هذه القرارات.

وخاطب ميلانشون قادة الأحزاب المتحالفة مع المعسكر الرئاسي الثلاثة وكذلك أحزاب اليمين الوسط قائلاً: "إذا لم تضم حكومة لوسي كاستيتس أي وزير من حزب فرنسا الأبية اليساري، فهل ستلتزمون بعدم التصويت لصالح سحب الثقة؟ وهل ستسمحون له بتطبيق البرنامج الذي جاءنا من أجله في المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية؟".

وأضاف: "إذا أجبتم بـ'لا'، فسنقول إن الوزراء من حزب فرنسا الأبية، في الحقيقة، هم ذريعة، هو البرنامج الذي لا تريده".

وتابع: "يبدو الوضع الحالي مقلقًا بالنسبة للمستقبل السياسي لفرنسا، إذ يشير الرفض المتزايد لسياسات ماكرون من قبل الناخبين إلى مناخ من عدم الرضا يمكن أن يكون له عواقب مهمة في الانتخابات المقبلة"، موضحًا أنه من الممكن أن تشجع التوترات بين الحكومة والمعارضة أيضًا على ظهور حركات سياسية جديدة.

نهج ماكرون الساخر

وأشار جاكيه إلى أن هذا النهج الذي يتبعه ماكرون مع الأحزاب السياسية يوصف بأنه ساخر، ويهدف إلى الاحتفاظ بالسلطة أكثر من تلبية احتياجات الفرنسيين.

وستستمر المشاورات التي طلبها ماكرون مع الأحزاب السياسية لليمين واليسار والمعسكر الرئاسي حتى يوم الاثنين تباعًا، ومن المفترض أن تؤدي إلى تعيين رئيس الوزراء.

ورأى جاكيه أنه في حين أن ائتلاف اليسار هو الكتلة التي تصدرت الانتخابات التشريعية، فإن هذه النتيجة لا تكفي لتشكيل الحكومة، بحسب ما يرى ماكرون الذي يسعى معسكره إلى الاتفاق مع اليمين للاحتفاظ بالسيطرة على الحكومة رغم تراجع عدد المقاعد في البرلمان.

وأضاف: "قد يؤيد جزء من اليمين تشكيل تحالف، لكن زعماء حزب اليسار استبعدوا تشكيل أي ائتلاف مع المعسكر الرئاسي أو اليمين الوسط".

واعتبر أن ماكرون لم يقم بعد بتعيين خليفة لجابرييل أتال، الذي كان يتولى الشؤون الجارية في منصب رئاسة الوزراء لمدة 38 يومًا، وهو رقم قياسي في الجمهوريتين الرابعة والخامسة، بل إنه تقدم للأمام في مشروع ميزانية لعام 2025.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC