وزير خارجية إسرائيل: إذا لم يتحرك العالم لسحب حزب الله من الشمال فإن إسرائيل ستفعل ذلك

logo
العالم

خبراء يكشفون أهداف خطة أمريكا النووية السرية ضد الصين

خبراء يكشفون أهداف خطة أمريكا النووية السرية ضد الصين
غواصة صواريخ صينية تعمل بالطاقة النوويةالمصدر: رويترز
23 أغسطس 2024، 11:16 ص

كشف خبراء في العلاقات الدولية، "خفايا" الخطة النووية الأمريكية شديدة السرية ضد الصين، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، أخيرًا.

وتعيد الخطة، التي وافق عليها بايدن في شهر آذار/مارس الماضي، توجيه إستراتيجية الردع الأمريكية للتركيز على التوسع السريع للصين في ترسانتها النووية، وتتضمن الاستعداد لمواجهات نووية منسقة محتملة مع روسيا والصين وكوريا الشمالية، بحسب ما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز".

وبيّن الخبراء لـ"إرم نيوز، أن الخطة تأتي لمواجهة طموحات بكين النووية في ظل قناعة أمريكية، بأن الصين تمثل الخطر القادم، الذي من الممكن أن يزاحم أمريكا على زعامة العالم، وذلك في ظل تطور بكين الاقتصادي والعسكري.

وأشاروا إلى أن بكين تغلبت على كل تحد وضعته أمريكا أمامها، وعلى رأسها القيود الأمريكية على امتلاك بكين تكنولوجيا أشباه الموصلات الإلكترونية، والتي بات لديها أكبر شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية في العالم لتصديرها.

ليست جديدة

وقال الخبير في الشؤون الصينية طارق السنوطي، إن الخطة النووية الأمريكية ليست جديدة وحاضرة منذ سنوات في ظل سعي واشنطن لتطويرها لاسيما على مستوى الغواصات النووية.

وبيّن في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الخطة الأمريكية تعمل على استهداف الاقتصاد الصيني، من خلال دفع بكين بالعمل على تطوير ميزانيتها التسليحية وإنفاق أموال طائلة على التجارب النووية، وهو ما يستنزف اقتصادها.

أخبار ذات علاقة

هل تتسبب جهود واشنطن في كبح "نووي" الصين بمرحلة صراع جديدة؟

واستبعد السنوطي أن يكون الهدف الأمريكي بمثابة تهديد عسكري نووي للصين، التي تسعى إلى اللحاق بتطور أمريكا على مستوى التكنولوجيا العسكرية والنووية للسيطرة على البحار.

وأضاف أن العلاقات بين الصين وأمريكا، تمر بمراحل توتر مستمرة على مدار السنوات الأخيرة، التي شهدت عمليات تصاعد في المواجهة لاسيما في فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عندما فرض العديد من العوائق والضرائب أمام المنتجات والبضائع الصينية في السوق الأمريكية، ليصاحب ذلك الرد الصيني على المستوى نفسه، في ظل استمرار حدة المواجهة إلى حدٍّ ما، في عهد بايدن.

وتطرق السنوطي إلى أبرز ملفات الصراع بين واشنطن وبكين، تكمن في بحر الصين الجنوبي والشرقي، ودعم أمريكا لكل من فيتنام وكوريا الجنوبية واليابان في صراع الجزر مع الصين، فضلا عن المواجهة المحورية المتعلقة بـ"تايوان" في ظل سعي واشنطن لدعمها ماليا وسياسيا وعسكريا، ما يقلق الصين.

وأشار إلى الصراع بين الصين وأمريكا في السيطرة على مناطق النفوذ في المحيط الهادي، في ظل نظر بكين إليها على أنها المنطقة الخلفية في ظل وجود أحلاف عسكرية أمريكية مع اليابان وكوريا الجنوبية والهند هناك، والصين ترد على ذلك بالتدعيم الدائم مع روسيا وكوريا الشمالية ودول أمريكا اللاتينية.

وشدد السنوطي على أن أمريكا تدرك أن التهديد المستقبلي لإمبراطوريتها يكمن في الصين، التي تسعى واشنطن لوقف تطورها الاقتصادي والعسكري والتكنولوجي.

حفظ ماء الوجه

وبدوره، رأى أستاذ العلاقات الدولية الدكتور رامي عاشور، أنه ليس المقصود من الخطة الأمريكية أن تكون هجومية ضد الصين، ولكنها امتثال لإستراتيجية الأمن القومي الأمريكي، التي صدرت أواخر العام 2023.

وأوضح أن تلك الإستراتيجية تنص على أن الصين هي الخصم الأكبر للولايات المتحدة، وهو ما دفع واشنطن لوضع قيود على امتلاك بكين تكنولوجيا أشباه الموصلات الإلكترونية، مؤكدًا أن الصين تغلبت على ذلك وبات لديها أكبر شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية في العالم لتصديرها.

أخبار ذات علاقة

لقاء الدالاي لاما.. هل تسعى واشنطن لإثارة ملف التبت لاستفزاز خصمها الصيني؟

ولفت عاشور في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن الخطة تهدف أيضًا حفظ ماء الوجه لبايدن؛ بعد فشله في منع الصين من امتلاك تكنولوجيا تصنيع أشباه الموصلات الإلكترونية، والتأكيد على أن أمريكا ما زال لديها المزيد من فرض القيود على الصين، إلى جانب أن القيام بأي تهديد يطوق ويقيد قدرة بكين في التغلب على التهديدات الأمريكية.

وأكد أن الصين دولة نووية، ولن تستطيع أمريكا ضربها في ظل امتلاكها للسلاح النووي، لاسيما أنه لن يستطيع أحد تكلفة ضربة نووية حتى الولايات المتحدة بكل إمكانياتها.

ورقية فقط

ومن جهته، قال الخبير بالشأن الأمريكي الدكتور حسين الديك، إن إعلان موافقة بايدن على الخطة ليس بالأمر الجديد، إذ تمت الموافقة في شهر آذار/مارس الماضي، مع إحاطتها بسرية تامة.

وتحدث لـ"إرم نيوز"، عن أنباء ترددت عن أن الخطة لم يكن لها نسخة إلكترونية، وأنها ورقية فقط، وتم توزيعها على عدد محدود من القادة العسكريين الأمريكيين؛ لعدم تسريبها لوسائل الإعلام ولما تحتويه من معلومات مهمة في مواجهة الترسانة النووية الصينية.

ولفت الديك إلى أنه جرى صياغة الخطة من قبل وزارة الدفاع "البنتاجون"، ووافق عليها بايدن قبل 5 أشهر، ولكنها بقيت في طي الكتمان والسرية التامة.

وبيّن أنه جرى إعداد الخطة في ظل تقارير استخباراتية قدمتها وكالة الاستخبارات الأمريكية إلى البيت الأبيض والكونغرس، تقول إن الصين تعمل على تنمية وتطوير ترسانتها النووية، وخلال سنوات من الممكن أن تتجاوز الترسانة الأمريكية.

وأوضح الديك أنه أصبح هناك قناعة لدى مؤسسات الدولة العميقة ومراكز اتخاذ القرار في الولايات المتحدة، بأن الخطر القادم الذي من الممكن مزاحمة أمريكا على زعامة العالم هي الصين، في ظل التطور الاقتصادي والعسكري؛ لذلك جاء إنجاز الخطة لمواجهة طموحات بكين النووية.

ورجح أن الخطة تسير وفق احتواء الصين من ناحية، ومن ناحية أخرى ضمن مواجهتها، وذلك ما قد يتضمن تحريك أمريكا عدد من الملفات الشائكة لدى الصين، في صدارة ذلك قضية تايوان والمشكلة الحدودية بين الهند والصين، مشكلة الأقليات، لإلهاء بكين بمشاكلها الداخلية من أجل التأثير على الاهتمام الصيني نحو تطوير ترسانتها النووية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC