logo
العالم

هل تشكل قمتا "الناتو" و"السبع" استراتيجية جديدة في الساحل الأفريقي؟

هل تشكل قمتا "الناتو" و"السبع" استراتيجية جديدة في الساحل الأفريقي؟
17 يونيو 2024، 11:27 ص

خيم الوضع في أفريقيا على قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقمة مجموعة السبع؛ ما يثير تساؤلات عن إمكانية ميلاد إستراتيجية جديدة لمواجهة الوضع المضطرب في الساحل الأفريقي بعد تراجع الغرب لصالح روسيا.

وخسرت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا نفوذها في دول بوركينافاسو والنيجر ومالي بعد انقلابات عسكرية، حيث قامت الأنظمة المنبثقة عن هذه الانقلابات بطرد القوات الغربية.

وكان البيان الختامي لقمة حلف شمال الأطلسي قد حذر من أن الموقف الأمني الهش في منطقتي شمال أفريقيا والساحل والصحراء يوفر أرضا خصبة للإرهاب ويسمح بتدخلات المنافسين الاستراتيجيين للحلف".

وفي إيطاليا ركزت قمة مجموعة السبع على تصور تطرحه روما يقوم على "تعاون أفضل" مع أفريقيا لوقف تدفق الهجرة وكبح جماح روسيا التي تتقدم في هذه القارة.

أخبار ذات صلة

تعرف على أبرز قضايا وتوصيات قمة مجموعة السبع (إنفوغراف)

           

وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية عمرو ديالو بالقول إن "حلف الناتو والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في مرحلة يمكن أن يطلق عليها مرحلة تقييم الوضع تجاه أفريقيا، حيث تثبت روسيا أقدامها خاصة في الساحل في دول النيجر ومالي وبوركينافاسو".

وتابع ديالو لـ "إرم نيوز" أن "الغرب سيحاول في مرحلة ثانية إعادة ترتيب أوراقه وتبني سياسات جديدة تتماشى مع متطلبات الوضع الراهن في أفريقيا، ولاحظنا كيف تصرفت الولايات المتحدة الأمريكية بهدوء مع مطالب سحب قواتها بدون تهور أو فرض لعقوبات كما فعلت فرنسا، ويمكن القول إن واشنطن بدأت تستخلص الدروس مما حدث مع باريس في هذه المنطقة".

وشدد على أن "الولايات المتحدة قد تفرض منطقا جديدا واستراتيجيات جديدة في التعامل مع أفريقيا خاصة في ظل الخطاب السيادي السائد على لسان الحكام الجدد في القارة".

أخبار ذات صلة

هل تنجح وساطة السنغال في إعادة "دول الساحل" إلى "إيكواس"؟

           

وشهدت دول النيجر ومالي وبوركينافاسو انقلابات عسكرية متتالية انتهت جميعها بطرد القوات الفرنسية والترحيب بالتعاون مع روسيا في وقت تعاني فيه هذه الدول من اضطرابات أمنية جراء حركات تمرد وجماعات جهادية.

وقال المحلل المتخصص في الشؤون الأفريقية جيروم بونيه، إن "الوضع في القارة يثير بلا شك مخاوف في الغرب خاصة مع زيادة روسيا الضغط على أوكرانيا، الجميع في الغرب يدرك أن موسكو ستسعى إلى الضغط على كييف وبقية العواصم الأوروبية في مناطق مثل أفريقيا التي كانت معقلا للغرب".

وأضاف بونيه لـ "إرم نيوز": "مع ذلك لا أتوقع تغييرا كبيرا في التعامل مع أفريقيا؛ لأن أي تنازل للقادة الذين وصلوا إلى الحكم عبر انقلابات سيعني إطلاق يد الانقلابات العسكرية؛ وهو أمر لا يتماشى مع قيم ومبادئ الغرب".

وأوضح: "يمكن أن يراهن الغرب وأساسا الولايات المتحدة الأمريكية على التغيير بالديمقراطية على غرار ما حصل في السنغال وأي نهج مغاير قد يصب في صالح روسيا والأنظمة الانقلابية وليس العكس".

وشدد بونيه على أن "الأنظمة الانقلابية استفادت من تجاهل العقوبات والالتفاف الشعبي حولها وأي تنازل أو تراجع سيزيد من قوتها بدل إضعافها".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC