تقرير: الجدل يحيط بالاستشفاء السري لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن

أثار دخول وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى المستشفى السري، مؤخرًا، جدلًا واسعاً، وعلى الرغم من خروجه من العناية المركزة والإعلان عن أنه "في حالة جيدة"، إلا أن الانزعاج السياسي نشأ من التأخير في إبلاغ الرئيس جو بايدن ومستشاريه بحالة أوستن الصحية خلال أزمة الشرق الأوسط. 

وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن أوستن، البالغ من العمر 70 عامًا، خضع لعملية جراحية لعلاج سرطان البروستاتا في 22 كانون الأول/ ديسمبر، في مستشفى "والتر ريد" العسكري في ماريلاند، دون إبلاغ البيت الأبيض ولا نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس في البداية.

وأضافت الصحيفة، أن وزير الدفاع استأنف العمل عن بعد مباشرة بعد الجراحة، ولكن في الأول من كانون الثاني/ يناير، وبعد أن عانى من آلام شديدة مرتبطة بالتهاب في المسالك البولية، تم إدخاله مرة أخرى إلى المستشفى.

ولفتت الصحيفة إلى أنه، ومن المثير للدهشة، أن الأمر استغرق حتى 5 يناير، ليعرف الجمهور والرئيس بايدن عن دخول أوستن الأصلي إلى المستشفى والمضاعفات اللاحقة.

وحدث هذا الانقطاع في الاتصالات، وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، ولاسيما بين إسرائيل وحماس، حيث يعدّ اتخاذ القرار السريع وتسلسل القيادة الواضح أمرًا بالغ الأهمية.

وبحسب الصحيفة، أدى الكشف عن دخول أوستن إلى المستشفى في 5 يناير إلى صدور بيان من وزير الدفاع يتحمل فيه "المسؤولية الكاملة" عن الكشف المتأخر، معترفًا بأنه كان من الممكن التعامل مع نشر المعلومات بشكل أكثر فعالية.

ومع ذلك، فإن هذا الاعتراف لم يهدئ المخاوف التي أعرب عنها أعضاء الكونغرس، الذين يزعمون أن المسائل الصحية ذات الأهمية الكبيرة لا ينبغي التعامل معها على أنها أمور خاصة.

وشدد الممثلان مايك روجرز وآدم سميث على الأهمية الحيوية للشفافية، مطالبين بتفاصيل إضافية حول صحة أوستن وعملية صنع القرار.

وبدورها، قالت السياسية الأمريكية إليز ستيفانيك، مرددة مشاعر تذكر بالرئيس السابق دونالد ترامب، داعية إلى استقالة أوستن الفورية.

 ويبدو أن احتمال الاستقالة غير مرجح، نظرًا للسياق السياسي والعلاقة الشخصية بين الرئيس بايدن وأوستن.

من جانبه، شدد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي على أولوية الرئيس لصحة أوستن وتعافيه، معرباً عن أمله في عودته السريعة إلى البنتاغون.

وأوستن الجنرال المتقاعد، معروف بأسلوبه المتحفظ في التواصل، والذي يتوافق مع الدقة العسكرية أكثر من الخطاب السياسي، وبعد أن قاد القوات الأمريكية في العراق في عامي 2008 و2009، فإن الخلفية العسكرية لأوستن وارتباطه الوثيق بالرئيس بايدن، ولاسيما خلال الأزمات جعلته وطنيًا مخلصًا.

وختمت الصحيفة أنه مع تطور الجدل، يظل التركيز على تعافي أوستن، لكن الحادث أشعل مناقشات حول التوازن بين الأمور الصحية الشخصية والشفافية المتوقعة في المناصب السياسية رفيعة المستوى.

وأشارت إلى أن اعتراف وزير الدفاع بأوجه القصور في الاتصالات هو بمثابة خلفية للتدقيق المستمر، ويدعو إلى وصف أكثر تفصيلًا للأحداث المحيطة بدخوله المستشفى.