عاجل

هيئة البث: الجيش الإسرائيلي سيدرب قوات البحرية على القتال البري بسبب نقص المقاتلين

logo
العالم

بين "الترسانة" والاكتفاء بالتهديد.. خيارات روسيا في مواجهة "سرقة" أموالها

بين "الترسانة" والاكتفاء بالتهديد.. خيارات روسيا في مواجهة "سرقة" أموالها
عملة الروبل الروسيالمصدر: (أ ف ب)
22 أغسطس 2024، 2:27 م

يمضي الغرب في استخدام أرباح الأصول الروسية لديه من أجل تمويل صفقات السلاح الأوكرانية والتخفيف من آثار الحرب على كييف، فيما تتوعد موسكو كل من يقترب من احتياطياتها.

ورغم توعدها بـ"ترسانة إجراءات" في مواجهة استغلال أصولها، إلّا أن هناك من يرى أن روسيا عادة ما تكتفي بالتهديد دون الإقدام على اتخاذ خطوة تالية حقيقية، رغم امتلاكها خيارات في هذه المواجهة.

وكجزء من حزمة عقوبات متواصلة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، جمّدت دول غربية عديدة الأصول الروسية لديها، الأمر الذي اعتبرته موسكو "سرقة".

ويتراوح حجم الأصول الروسية المجمّدة، بين 300-350 مليار دولار، وتتمثل هذه الأصول بالذهب، وسندات الدَّين، والعملات، بحسب تقديرات وزارة المالية الروسية.

وكانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وافقت، في مايو/أيار الماضي، على استخدام المليارات من أرباح أصول البنك المركزي الروسي المجمدة للمساعدة في تسليح أوكرانيا، وتمويل إعادة إعمارها بعد الحرب.

وفعلاً، أعلن الاتحاد الأوروبي، في يوليو/تموز الماضي، تأمين 1,6 مليار دولار لدعم أوكرانيا، هي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمّدة.

أخبار ذات علاقة

"تصعيد للصراع".. تحذير روسي من عواقب التمويل الأوروبي لأوكرانيا

 

"ترسانة خطوات"

في المقابل، توعدت الخارجية الروسية من يقترب من أصولها بالقول، إن لديها "ترسانة كافية من الخطوات السياسية والاقتصادية المناسبة ضد أولئك الذين يحاولون وضع أيديهم على احتياطيات الذهب والعملات الأجنبية الروسية".

وذكرت الخارجية، أن "الضخ المالي لكييف يُسهم في تصعيد الصراع الأوكراني، ويعسّر إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية ودبلوماسية".

وبحسب الخبير الاقتصادي حسام عايش، فإن لدى روسيا مجموعة من الخيارات والإجراءات لمواجهة استخدام الغرب لاحتياطياتها النقدية.

وقال عايش لـ"إرم نيوز"، إن "روسيا تهدد في المقابل بالاستيلاء على الأصول الغربية لديها، ردًا على الإجراء الغربي".

وأضاف أن لدى موسكو إجراءات أخرى، "تتمثل في مصادرة المشاريع التي تشترك بها مع الغرب، وأيضا تعزيز بيع النفط والتجارة مع دول شرقية مثل الصين، والهند".

وتحاول روسيا، "تحدي الدولار الأمريكي" عبر محاولة "تحييد" استخدامه في معاملاتها التجارية، "بهدف التأثير على تداوله قدر الإمكان"، بحسب عايش.

إجراءات غير تقليدية

بدوره رأى المحلل السياسي عامر السبايلة، أن روسيا "تحتاج لإجراءات غير تقليدية" في هذه المواجهة مع الغرب.

وقال السبايلة لـ"إرم نيوز"، إن "لدى روسيا مشكلة حقيقية بتوافر القدرة على اتخاذ قرارات غير تقليدية"، تستهدف الدول التي تفرض عقوبات عليها.

ولفت إلى أن "خيارات موسكو محدودة، نتيجة حالة العزلة التي تعيشها على كافة الصعد".

ومن هذه الخيارات على المستوى السياسي أو العسكري، "تفعيل الأزمة في أوكرانيا عبر تحريك بيلاروسيا، أو وضع أكبر على كييف والدول الصغيرة الحليفة للناتو"، بحسب السبايلة، الذي أشار إلى أن "كل ذلك له كلفة عالية".

أخبار ذات علاقة

اتفاقية أوروبية أوكرانية تتيح استخدام أرباح الأصول الروسية لتسليح كييف

 

الجدية والتأثير

ويثير التلويح الروسي الدائم، بتوجيه ضربات انتقامية إلى الغرب، على المستويين السياسي والاقتصادي، تساؤلات حول جدية موسكو بالمضي قدما بهذه التهديدات.

ورأى السبايلة، أن "هناك دائمًا رغبة لدى روسيا بمحاولة التهديد بالتصعيد، لكن دون اتخاذ أي خطوة حقيقية".

وأضاف أن "فكرة التهديد، أو التلويح بالتصعيد من قبل روسيا، غير مجدية إلى الآن".

بدوره، اعتبر الخبير الاقتصادي حسام عايش أن "حاجة موسكو للعالم تجاريًا وتكنولوجيًا تجعل الدول الغربية أكثر تأثيرًا"، في هذه المواجهة.

وقال إنه "بإمكان الغرب تشويه صورة روسيا باعتبارها مكانًا غير آمن للاستثمار، ويمكن لموسكو فعل الأمر ذاته أيضًا".

وعلى أي حال، فإن روسيا نجحت، ولو على المدى القصير، بتجاوز آثار العقوبات الغربية المفروضة عليها، وتسعى إلى تجاوز بعيدة المدى، بحسب عايش.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC