بلومبيرغ: قمح روسيا يضمن لها موطئ قدم في أفريقيا

اعتبر موقع "بلومبيرغ" الأمريكي، أن سخاء روسيا في تقديم حبوب القمح مجاناً لبعض الدول الأفريقية الفقيرة، يمهّد للتواجد الروسي هناك ويمكنها كذلك من الحصول على مزيد من الدعم السياسي في وقت يجتمع الغرب ضدها.

وأفاد التقرير بأن روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم، قدمت 50 ألف طن من القمح بالمجان لكل من بوركينا فاسو وزيمبابوي ومالي والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى وإريتريا، كما وعد الرئيس فلاديمير بوتين على هامش القمة الروسية الأفريقية العام الماضي. 

وفتح ذلك الباب، بحسب الموقع، لوصول قوات روسية إلى بوركينا فاسو وافتتاح موسكو سفارة لها هناك. وتحصل مالي، التي تجنبت انتقاد الحرب في أوكرانيا، على مصفاة للذهب برعاية روسية. في حين، صوتت إريتريا ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يطالب روسيا بسحب قواتها من أوكرانيا.

وزاد الموقع أنه "في الصومال، لم تكن روسيا لاعبًا مؤثرًا منذ نهاية الحرب الباردة، لكنها الآن تتنافس مع دول إقليمية متعددة على موطئ قدم هناك بفعل أن البلاد تلقت شحنتين مجانيتين من الحبوب الروسية".

وأفاد التقرير بأن جمهورية أفريقيا الوسطى تخطط لاستضافة قاعدة عسكرية روسية، وقد حصلت على الأسلحة والخبرة الأمنية والتدريب من روسيا في وقت سابق.

وأرجع التقرير هذا التقارب، علاوة على السخاء الروسي في منح الحبوب، إلى قناعة أفريقيا بأن روسيا لن تسلك طرق فرنسا المستعمرة ولا حتى أمريكا، التي استخدمت الغذاء كأداة في إدارة شؤون بعض الدول الأفريقية لعقود من الزمن، وفقًا لجنيفر كلاب، الأكاديمية التي ألفت كتابًا عن المساعدات الغذائية.

ولفت التقرير إلى أن نصف دول قارة أفريقيا تستورد تقريبًا ما لا يقل عن 30% من احتياجاتها من القمح من روسيا وأوكرانيا، وفقًا للمركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة.

وأشار إلى أن القمح المجاني لن يُشكل سوى حصة ضئيلة من صادرات روسيا البالغة 60 مليون طن، لكن الدعاية حول التبرعات المباشرة للحبوب ستُساعد في إعطاء الانطباع بأن روسيا تقف إلى جانب أفريقيا.