logo
العالم

ما مصير الإصلاحيين في إيران بعد الانتخابات البرلمانية؟

ما مصير الإصلاحيين في إيران بعد الانتخابات البرلمانية؟
05 مارس 2024، 6:40 ص

حملت الانتخابات البرلمانية الإيرانية الثانية عشرة أحداثاً هامة؛ من بينها مصير ومستقبل التيارات الإصلاحية في المشهد السياسي الإيراني، مع مقاطعة لأبرز تلك الأحزاب، ما كشف عن تدني المشاركة الشعبية في الانتخابات.

ومع استمرار إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، تزايدت مقاعد التيارات الإصلاحية والمعتدلين وبلغت 45 مقعداً حتى الآن، فيما سيتنافسون على بعض المقاعد في الجولة الثانية في عدد من المدن، لكن هذه المقاعد لن تؤهلهم لمواجهة التيارات الأصولية المحافظة التي هيمنت على مقاعد البرلمان البالغة 290 مقعداً.

وعما إذا كانت التيارات الإصلاحية ستشارك في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في يونيو/حزيران 2025 بعد هذا الإخفاق جراء المقاطعة، قال محمد جواد حق شناس، الشخصية السياسية الإصلاحية وعضو حزب الثقة الوطني، لـ"إرم نيوز"، إن "هذا سابق لأوانه، لكن إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه فمن المرجح أن تستمر المقاطعة".



ذكاء الشعب الإيراني

وقال إن تدني المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة يعبّر عن "ذكاء الشعب الإيراني"، مبيناً: "أثبت الشعب بذكاء في هذه الانتخابات أنه لن يلعب بعد الآن دوراً في اختيار البرلمان الذي تهيمن عليه الأحزاب المتطرفة".

ولفت حق شناس إلى أن "الأوراق البيضاء والباطلة وضعف إقبال الناس على هذه الانتخابات، بعث رسالة إلى السلطات العليا جميعها، سياسية وغير سياسية، أن هذه الانتخابات هي الأبرد منذ عقود".

وعند سؤاله عن مشاركة بعض الأحزاب الإصلاحية في الانتخابات، أجاب: "اللجنة العليا لرسم السياسات للأحزاب الإصلاحية لا تفرض قرارها على الأحزاب وتترك المجال لكل حزب لاتخاذ القرار، لكن الأهم أن غياب أغلب الأحزاب المهمة أثّر على الوضع في الانتخابات".

وتابع: "الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي رفض حتى الإدلاء بصوته؛ لأن الحركة الإصلاحية تشكلت على قوة صندوق الاقتراع، وخاتمي أو أي شخص إصلاحي يرفض استغلال مشاركته"، متسائلاً: "ما الفرق بين صندوق الاقتراع غير المبني على إرادة الشعب وصندوق الطماطم؟".

الجدير بالذكر أن 4 أحزاب إصلاحية قدمت مرشحين لها ضمن تحالف أطلقت عليه "صوت الأمة"، الذي لم يتمكن من الحصول على مقعد واحد في العاصمة طهران، وقد تزعم هذه القائمة نائب رئيس البرلمان الأسبق علي مطهري.

حزب خاتمي: خيار المقاطعة وارد

من جانبه، ذكر عضو حزب الأمة الإيراني، الذي يتزعمه خاتمي، "محسن عليجاني زماني"، لـ"إرم نيوز"، "نحن فقدنا الأمل بالانتخابات الأخيرة بعدما جرى استبعاد الرئيس السابق حسن روحاني من سباق انتخابات مجلس خبراء القيادة".

وبحسب تعبيره، فإن "عصر الاستبعاد وبدايته بدأ عندما وصل إبراهيم رئيسي إلى السلطة"، منوهاً: "قرار خاتمي والأحزاب الإصلاحية المنضوية في حزب الإصلاح يتمثل في مقاطعة الانتخابات إذا لم تغيّر السلطات قرارها بشأن تدقيق أهلية المرشحين".

أخبار ذات صلة

الأدنى منذ عقود.. 41% نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية الإيرانية

           

وأضاف: "خيار المقاطعة للانتخابات الرئاسية أمر وارد إذا استمر الوضع على هذا الحال، وأتمنى أن تكون هذه الانتخابات عبرة، وأن يتبين للمسؤولين في النظام قبل فوات الأوان أن استمرار هذا المسار سيلحق ضررا لا يمكن إصلاحه في هذه المنطقة، وقبل فوات الأوان، ينبغي لهم أن يسمعوا صوت الأغلبية الصامتة وأن يصححوا طريقة الحكم".

ولفت إلى أن "نهاية هذا المسار لا تجلب أي خير للبلاد والأمة، بل تعرّض أمننا القومي للخطر بشكل مباشر، وستعود في النهاية بالنفع على المعارضة الإيرانية، وربما عندما تتسع الفجوات يوماً بعد يوم، يصبح مسار التهديدات الخارجية أكثر انفتاحاً أمام إيران".

الإصلاحيون يراقبون الأوضاع

من جهة أخرى، انتقد الناشط الإصلاحي حسن رسولي بعض وسائل الإعلام التابعة للإصلاحيين، واصفاً في الوقت ذاته الأحزاب الإصلاحية بـ"المخربة"، وأنها "تعرّضت لهزيمة" مدوية في الانتخابات.

وقال: "المخربون والإصلاحيون ليسوا سواء كما يتم الترويج له في الآونة الأخيرة".

ويأتي حديثه بعدما أعلن زعيم جبهة الثبات الإسلامية المتشدد، محمود نبويان، الذي حل في المرتبة الأولى في الانتخابات عن العاصمة طهران، أن خاتمي أسقطت عدالته ولا تصح الصلاة خلفه؛ بسبب عدم إيمانه بشرعية النظام لعدم مشاركته في الانتخابات.



ثلاثة تيارات

وأضاف حسن رسولي: "أعتقد أن هناك ثلاثة تيارات في المشهد السياسي في البلاد؛ الأول يؤكد على الاستياء العام للشعب، ويعتقد أن نموذج الحكم في الجمهورية الإسلامية ضعيف وغير فعال، أما التيار الثاني فهو تيار الأصولية الذي يتمتع بجميع السلطات الثلاث والمسؤوليات في مختلف مناطق البلاد، ويرى أننا سنشهد قريباً بداية الحضارة الإسلامية، والتيار الثالث وهو الإصلاحيون، وبما أن الأخير هو تيار فعّال طوال تاريخ الثورة، فهو له حدود مع التيار التخريبي الأول، وهو ضده".

وشدد رسولي على أن هناك خطاً واضحاً بين الإصلاحيين والمخربين، وقال: "بحسب بيان الانتخابات، الإصلاحيون طالبوا بانتخابات نزيهة وليسوا معارضين لها، إنما بطريقة المصادقة على أهلية المرشحين وعدم وجود منافسة حقيقية، وهذا ما أوضحه خاتمي".

وحول المشاركة في الانتخابات الرئاسية، أجاب: "الإصلاحيون سيراقبون ويدرسون الأوضاع وحينها سيقررون؛ لأنه في بعض الأحيان لا يشارك الإصلاحيون بطريقة مباشرة في الانتخابات الرئاسية، إنما يدعمون مرشحاً معتدلاً، كما حصل مع الرئيس السابق حسن روحاني".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC