حزب الله يقول إنّه تصدى لـ"محاولة تسلل" إسرائيلية في قرية حدودية بجنوب لبنان

logo
العالم

هل تحقق إسرائيل بالهدنة ما لم تحققه في الحرب؟

هل تحقق إسرائيل بالهدنة ما لم تحققه في الحرب؟
جنود إسرائيليون في قطاع غزةالمصدر: رويترز
15 يوليو 2024، 5:45 م

في ظل جهود الوسطاء المكثفة، تُثار التساؤلات بشأن إمكانية نجاح إسرائيل في تحقيق الجزء الأكبر من أهدافها المتعلقة بالحرب ضد حركة حماس في قطاع غزة، من خلال التوصل لاتفاق هدنة مع الحركة.

وتتبع إسرائيل معادلة عسكرية وسياسية في حربها ضد حماس في غزة، إذ تفاوض الحركة عبر الوسطاء الدوليين والإقليميين، في حين تؤكد أن عملياتها بالقطاع تأتي في إطار الضغط العسكري على حماس لتقديم التنازلات والقبول بالشروط الإسرائيلية.

هدنة واغتيالات

نجحت إسرائيل بهدنتها الوحيدة، أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بالإفراج عن العشرات من الرهائن والمحتجزين، مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار وزيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة، في حين لم تنجح عسكرياً إلا بتحرير 6 من الرهائن وعدد قليل من الجثث.

عسكرياً، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من القضاء على القوة العسكرية لحماس، كما لم ينجح في الوصول إلى القيادات البارزة في الحركة، باستثناء قائد لواء خان يونس رافع سلامة، ونائب القائد العام للجناح المسلح مروان عيسى، وكلاهما لم تؤكد حماس حتى اللحظة اغتيالهما.

وعلى الرغم من نجاح المفاوضات السياسية في الإفراج عن العدد الأكبر من الرهائن، وعدم تحقيق الخيارات العسكرية لإسرائيل النجاحات المرجوة من الأهداف المعلنة من الحرب، يفضل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه الحكومي استمرار الحرب، ويحاولون التهرب من التوصل لاتفاق تهدئة.

أخبار ذات علاقة

محللون: حماس تعاني "عزلة" مردها استمرار الحرب

ويتهرب نتنياهو من الضغوط الدولية والأمريكية للتوصل لاتفاق تهدئة مع حماس، ولو كان مرحلياً، ويؤكد أن الخيار العسكري هو الوسيلة الأفضل للقضاء على حماس وتحقيق أهداف الحرب المتواصلة منذ عدة أشهر.

ومن شأن ذلك أن يطيل أمد الحرب في غزة أكثر، وهو الأمر الذي يتوافق مع أهداف الأحزاب اليمينية في ائتلاف نتنياهو؛ إلا أنه يُضعف فرص إعادة الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين في غزة، ويزيد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية داخلياً وخارجياً.

10 سنوات

يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، مصطفى إبراهيم، أن "المكاسب الإسرائيلية من الهدنة في غزة بالوقت الحالي أكثر من المكاسب التي يمكن أن تُحقق من خلال استمرار الحرب"، مرجعاً ذلك إلى عدد من الأسباب الرئيسة.

وأوضح، لـ"إرم نيوز"، أن "أول هذه الأسباب إمكانية الإفراج عن أكبر عدد من الرهائن المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس والفصائل المسلحة، إن لم يكن جميعهم"، مبيناً أن ذلك أحد الأهداف الإسرائيلية من الحرب.

وأضاف إبراهيم أن "السبب الثاني يتمثل في إمكانية أن تؤدي الهدنة مع حماس لأطول فترة تهدئة على الجبهة الجنوبية لإسرائيل، التي قد تمتد لعشر سنوات أو أكثر"، لافتاً إلى أن ذلك يمكّن إسرائيل من التركيز على التوترات في الجبهات الأخرى.

وأشار إلى أن "السبب الثالث يتمثل في وضع قواعد سياسية جديدة للتعامل مع حركة حماس أو أي جهة تحكم قطاع غزة، وهو الأمر الذي ترغب فيه المؤسسات الأمنية والسياسية الإسرائيلية منذ عدة سنوات"، مؤكداً أن ذلك لن يتحقق إلا باتفاق تهدئة.

ونوه إبراهيم إلى أن "السبب الرابع يتمثل في إمكانية نجاح إسرائيل بالتوصل لاتفاقيات غير معلنة مع الولايات المتحدة بشأن الصراع مع إيران وبرنامجها النووي، وتقديم أمريكا قدرات عسكرية غير مسبوقة للجيش الإسرائيلي"، مؤكداً أن ذلك سيكون من أكثر المكاسب لإسرائيل.

مكاسب سياسية

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، أن "إسرائيل تدرك حاليا حاجتها إلى التوصل لتهدئة مع حماس في غزة"، لافتاً إلى أن طول أمد الحرب لن يحقق لها النتائج المرجوة، ولن يؤدي إلى إسقاط حكم حماس.

وقال، لـ"إرم نيوز"، إن "الجيش الإسرائيلي لا يمتلك حاليا أي أهداف عسكرية يمكنه العمل عليها وتحقيقها في القطاع، خاصة أنه نفذ عمليات عسكرية بمختلف مدن القطاع"، مبيناً أن ذلك دافع لإسرائيل للقبول باتفاق تهدئة.

أخبار ذات علاقة

"كتابات على الجدران وعلامات سرية".. هكذا تقاتل حماس في غزة

 ورجح أبو زايدة أن "هناك مكاسب سياسية كبيرة لإسرائيل من التهدئة مع حماس في غزة، سواء على المستويات العسكرية أو السياسية أو الأمنية"، مشيراً إلى أن استمرار الحرب يمثل مخاطرة كبيرة بالنسبة لإسرائيل على المدى القريب.

وبين أن "استمرار الحرب في غزة قد يدفع نحو حرب واسعة النطاق على جبهات إسرائيلية متعددة، خاصة أن حلفاء حماس ينتظرون ما ستؤول إليه نتائج مفاوضات التهدئة"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستنجح في إقناع نتنياهو بتوقيع اتفاق للتهدئة.

وذكر أبو زايدة أن "إسرائيل ستنجح في تحرير الرهائن، والحفاظ على الهدوء مع غزة، كما أنها ستضمن اتفاقًا إقليميًا دوليًا يحول دون استعادة حماس لقدراتها العسكرية"، مؤكدًا أن الحرب ستفرز قيادة من حماس تسعى لضمان الهدوء مع إسرائيل، وفق تقديره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC