كيف "لعب" نتنياهو على "التباينات السياسية" في خطابه بالكونغرس؟

رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا نادر الغول، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال خطابه في الكونغرس "لعب على التباينات السياسية" في الساحة الأمريكية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث أنه "قدّم شكره للجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء على دعمهم في فترات مختلفة لإسرائيل".

وأشار الغول، إلى أن نتنياهو أراد خلال خطابه في الكونغرس، أن يجعل من نفسه "الكفة الراجحة" بالانتخابات الأمريكية.

وقال الغول لـ"إرم نيوز"، إن "نتنياهو سعى خلال خطابه إلى أن يجعل من نفسه بما يمثله من قيادة دولة إسرائيل الكفة الراجحة في الانتخابات الأمريكية المقبلة، من خلال استعراض حجم المخاطر والتحديات الكبيرة التي تواجهها إسرائيل في الشرق الأوسط".

وأوضح الغول، أن "الانتخابات الرئاسية الأمريكية تعتبر من الأحداث المهمة لإسرائيل لأهمية كيفية تعاطي الرئيس المنتخب مع تل أبيب، لا سيما في ظل استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتنامي قوى إيران في المنطقة".

ولفت إلى أن "إسرائيل تقاتل في المحاور المتقدمة نيابة عن أمريكا ضد استهداف مصالحها في المنطقة، وهذا ما أكده نتنياهو عندما قال: نحن كان لنا الفخر عندما قاتلنا من أجل أمريكا في المنطقة بعدة مناسبات، دون أن يتدخل الجيش الأمريكي".

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن "نتنياهو يبحث عن عودة الجمهوريين بقيادة ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة واستكمال مسلسل التطبيع واستئناف شرعنة بعض القرارات التي اتخذها الكنيست الإسرائيلي وأبرزها ضم ما يقارب 60% من مساحة الضفة الغربية".

ولفت إلى أن "الشارع الأمريكي يعيش تحولات كبيرة لا سيما في أوساط الشباب حيث ذكرت تقارير صدرت عن جامعة نورث كارولينا الأمريكية أن ما نسبه 48% من فئة الشباب عارضت الدعم الأمريكي المطلق لحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، فيما لا يعني أن ما تبقى هم مؤيدون، بل على العكس زهاء 35% ذكروا خلال نتائج الاستطلاع بأنهم غير مهتمين".

 

وبيّن الغول أن "الحراك الطلابي في الجامعات، والذي بدأ من جامعة كولومبيا، ثم امتد إلى جامعات أمريكية وعالمية أخرى، جاء انتصارًا للقيم والمبادئ الأخلاقية التي ينشدها المجتمع حول قيم العدالة والحرية كان له الأثر الأكبر في سقوط الديموقراطيين في عدة استطلاعات للرأي داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

ورأى أن "أكثر ما يؤثر بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، محددات داخلية لها علاقة بالاقتصاد والصحة والتأمين بالدرجة الأولى وكذلك توفير فرص العمل للمواطنين وخفض معدلات الضرائب، ثم في مرتبة أقل السياسة الخارجية للبلاد من حيث شكل التحالفات السياسية والعسكرية".