شهدت المناظرة التلفزيونية التي جمعت ممثلي الأقطاب الثلاثة الكبرى، المرشحين للانتخابات التشريعية الفرنسية، سجالا حادا خصوصا بين رئيس الحكومة ومرشح المعسكر الرئاسي غابريال أتال ومرشح اليمين المتطرف جوردان بارديلا.
وقال أتال في المناظرة التي استمرت 90 دقيقة على تلفزيون "تي أف 1" إنّ "الفرق بين منافسي وبيني هو أنني كرئيس للوزراء لا أريد أن أكذب على الفرنسيين، لا أريد أن أعدهم بالقمر" وفق تعبيره.
اتهامات متبادلة
لكن منافسه اليميني المتطرف جوردان بارديلا قاطعه مرارا واتهمه بإلقاء "محاضرة" والافتقار إلى المصداقية.
وشهدت المناظرة اشتباكا بين رئيس الوزراء الوسطي مع زعيم اليمين المتطرف وأيضا مع ممثل أقصى اليسار مانويل بومبارد، وتبادل الجميع الاتهامات خلال مناقشة القضايا.
وبدأ بارديلا المناظرة بعرض صورة لفاتورة الكهرباء التي قال إنها تثير قلق الملايين، مكررا تعهده بخفض ضريبة القيمة المضافة على الطاقة والوقود، وقال: "إذا منحني الفرنسيون ثقتهم سأكون رئيس وزراء القدرة الشرائية"، متعهدا بتخفيض ضريبة القيمة المضافة والإعفاءات الضريبية لمن هم دون الثلاثين.
وطلب منه رئيس الوزراء مرارًا شرح كيفية تمويل الإجراء الذي قال إنه سيكلف أكثر بكثير من تقديرات بارديلا البالغة 12 مليار يورو وأوضح: "يقول جوردان بارديلا في كل مرة إنه سيخفض ضريبة القيمة المضافة وكأنه سحر، لكن دون أن يوضح كيف سيمولها" وفق تعبيره.
وتعرض أتال في الوقت ذاته لسهام قادمة من اليسار، وتوجه إليه بومبارد قائلا "أنت في وضع سيئ لإعطاء دروس في الاقتصاد، بالنظر إلى سجلك" وفق تعبيره.
وصور أتال نفسه باعتباره رجلا يتمتع بالثقة ويملك خبرة في حقائق السلطة، وسأل بارديلا مرارا عن كيفية تمويل ما جاء في برنامجه الانتخابي.
جدل وسخرية
ومثل قانون التقاعد محور جدل كبير خلال المناظرة، وطُلب من بارديلا، الذي وعد بخفض الحد الأدنى لسن التقاعد إلى 60 عامًا لأولئك الذين بدأوا العمل قبل سن 20 عامًا، توضيح ما سيفعله لشخص بدأ حياته المهنية في سن 24 عامًا فقال إن هذا الشخص يمكن أن يتقاعد في سن 66، وهي المرة الأولى التي ذكر فيها مثل هذه السن؛ ما تسبب في الكثير من ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي.
وخلال المناظرة سخر أتال من اقتراح بارديلا بإعفاء الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا من ضريبة الدخل، وقال إنه ليس من المنطقي إعفاء المحترفين الشباب الأثرياء، كنجوم كرة القدم البارزين في فرنسا، والذي وقع أحدهم مع نادي ريال مدريد الإسباني الكبير هذا الشهر، في إشارة إلى كيليان مبابي.
كما هاجم أتال بارديلا بسبب اقتراحه المثير للجدل بمنع الفرنسيين مزدوجي الجنسية من شغل مناصب إستراتيجية حساسة، وقال: "الرسالة التي ترسلها هي أن مزدوجي الجنسية هم نصف مواطنين".
وقال زعيم حزب التجمع الوطني من جانبه إنه "سيخفض بشكل كبير تدفقات الهجرة" إذا أصبح رئيسا للوزراء، مضيفا أن "هناك ملايين الفرنسيين الذين لا يعترفون بفرنسا التي نشأوا فيها" وفق تعبيره.
