logo
العالم

"خطة النصر".. حلم أوكراني أم خدعة استراتيجية من زيلينسكي؟

"خطة النصر".. حلم أوكراني أم خدعة استراتيجية من زيلينسكي؟
جنود أوكران يعتلون دبابة المصدر: رويترز
30 أغسطس 2024، 3:59 م

أصبحت "خطة النصر" على روسيا، التي أعلنها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي، محط ترقُب وتساؤلات لا تتوقف، عن تفاصيلها، ومدى فاعليتها، وموقف أمريكا منها، في خضم انتخاباتها الرئاسية، وأيضا موقف العقيدة النووية الروسية حال تعرض موسكو للخطر.

وتتضمن "الخطة"، 4 نقاط رئيسية، منها إنجاز العمليات في منطقة "كورسك"، بالإضافة إلى تعزيز موقع "أوكرانيا" الاستراتيجي الأمني على الساحة الدولية، والضغط على روسيا، لإنهاء الحرب عبر القنوات الدبلوماسية.

 وأما النقطة الرابعة، فـ "تحفّظ" الرئيس الأوكراني، عن كشفها في الوقت الحالي.

وتعقيبا على ذلك، كشف خبراء لـ"إرم نيوز"، تفاصيل "خطة النصر"، فالبعض يرى أنها لا تتضمن أي جديد بشأن الحرب الأوكرانية سوى اللجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي "لن تُغامر"، بأمنها واستقرارها، تزامنا مع الانتخابات الرئاسية المُزمع عقدها في نوفمبر تشرين الثاني المقبل، وآخرون يعتبرونها مجرد محاولة "استفزازية لروسيا"، عبر التهديد باستخدام "كييف"، ترسانة أسلحتها الفتاكة للحفاظ على أمنها.

ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء محمد نور" إن الخطة الأوكرانية للوهلة الأولى كان من المفترض أن تحوي بين طياتها الإشارة إلى خطط تكتيكية استراتيجية تضمن وقف الانتصارات الروسية في الشرق الأوكراني التي اقتربت من السيطرة على الكثير من المقاطعات الأوكرانية بنسبة 50% في أقل من شهر.

ورغم أن هذه الخطة، وإن خلت تماما من طرق التعامل مع التوغل الروسي المتزايد، إلا أنها قد تكون "طُعما أوكرانيا"، لروسيا، لتشتيت انتباهها، ومفاجأة قواتها بتكرار سيناريو الهجوم المباغت على كورسك، ولكن هذه المرة في "بوكروفسك"، وتحريرها من الروس، وفق اللواء نور.

أخبار ذات علاقة

بعد تقدمها في بوكروفسك.. هل تنجح روسيا بقلب المعادلة على أوكرانيا من "الشرق"؟

 وأشار اللواء نور، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، إلى النقطة الأولى التي تحدث عنها "زيلينكسي"، في خطته، والتي تتمثل في إنجاز العمليات في "كورسك" الروسية بعيدة المنال، في الوقت الحالي، للعديد من الأسباب.

 وأبرز الأسباب، وفق اللواء نور، هي استنزاف جزء كبير من القوات الأوكرانية ومعداتها العسكرية داخل المدينة الروسية رغم التقدم؛ بسبب نجاح القوات الروسية في منع الإمدادات عن الأوكران، بالإضافة إلى أن هذا يتطلب تزايد الدعم الغربي لكييف لتعزيز قدرتها على مواصلة الحرب، وهذا أيضا لن يتحقق في الوقت الحالي؛ بسبب تصاعد الخلاف بين زيلينسكي وتصريحاته الحادة لحلفائه في أوروبا، وتحديدًا المانيا وفرنسا وبريطانيا؛ بسبب رفضهم لاستخدام أسلحتهم في الحرب ضد روسيا.

وتوقّع الخبير العسكري والاستراتيجي، أن تكون النقطة الرابعة التي "تحفّظ" الرئيس الأوكراني عن ذكرها، تتعلق بضرب العمق الروسي بالأسلحة الغربية، حال موافقة واشنطن على استخدامها خلال الأيام المقبلة، كاستهداف محطات النفط والغاز التي تمد الجيش الروسي بالغاز بشكل يومي.

وهذه الخطة حال تنفيذها تُنذر بمخاطر كبرى قد تهدد أوكرانيا بشكل كبير، خاصة بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمسؤولين في الكرملين، التي تضمنت أن التهديد الصريح أو الاقتراب من المنشآت الحيوية والحساسة الروسية، تدفعنا لاستخدام الأسلحة النووية، بحسب اللواء نور.

أخبار ذات علاقة

روسيا تواصل التقدم في دونيتسك وزيلينسكي يقر بوضع "بالغ الصعوبة"

 من جانبه، قال د. أحمد سيد، الخبير في الشؤون الأمريكية، إن "المكاسب "الدرامية" التي حققتها القوات الأوكرانية في "كورسك" الروسية، رفعت الحالة المعنوية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكانت سببًا في التفكير في خطط لتعزيز الاستفادة من المكاسب العسكرية والمعنوية التي تحققت خلال الأسابيع الماضية، والتي من المتوقع أن تُساهم بتغيير مسار الحرب خلال الفترة المقبلة بشكل كبير، ولكن لصالح بلاده في حال نجحت الضغوط التي يمارسها على الغرب.

وأضاف الخبير في الشؤون الأمريكية، في تصريحات لـ "إرم نيوز": إن الرئيس الأوكراني بدأ يُفكر في خطط غير تقليدية من خلال إلقاء الكرة في ملعب الولايات المتحدة بشكل رسمي وصريح، إذ إنه ينوي عرض الخطة الأوكرانية على الرئيس الأمريكي جو بايدن، والمرشحيْن: كامالا هاريس، ودونالد ترامب، خلال زيارته للولايات المتحدة، في شهر سبتمبر / أيلول المقبل.

 وهذه الخطوة، وإن كان يعوّل عليها الأوكران، إلا أنها قد تأتي بطريقة عكسية خاصة وأنه يربط تنفيذها بموافقة واشنطن عليها، في وقت تستعد فيه أمريكا لعقد الانتخابات الرئاسية.

وأشار سيد، إلى أن الرئيس الأوكراني يأمل في الحصول على موافقة الرئيس الأمريكي عليها قبل رحيله في نهاية العام الحالي، خاصة وأنه يعلم جيدًا أنه بمجرد جلوس ترامب على كرسي الرئاسة في يناير / كانون الثاني المقبل، فإن الصراع الروسي الأوكراني "سيتم تجميده" بنسبة كبيرة؛ بسبب رفضه للسياسات الأوكرانية.

وتوقع خبير الشؤون الأمريكية في تصريحاته، أن يطلب بايدن من نظيره الأوكراني، تأجيل هذه الخطة، خوفا من الرد الروسي المتوقع، خاصة وأن الرد الروسي الجديد لن يكون بمثابة هجمات صاروخية أو بالمسيرات العادية، وإنما في هذه الحالة سيفوق التوقعات.

 وهذا السيناريو هو ما تخشاه الولايات المتحدة الأمريكية، والدليل محاولاتها التهدئة مع الصين، بعد إرسال "جيك سوليفان"، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، لبكين، لتهدئة الأوضاع، والاتفاق على فتح خطوط اتصال بين القادة السياسيين والعسكريين خلال الفترة المقبلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC