محللون روس: مستقبل زيلينسكي السياسي "شارف على الانتهاء"

قال خبراء روس إن مستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  السياسي على وشك الانتهاء قريبًا، نتيجة الوضع الميداني الصعب الذي يعيشه جيشه على الجبهة ضد القوات الروسية.

وبين الخبراء أن زيلينسكي يعيش حالة حساسة جدًا، على وقع التقدم الروسي على الجبهة الأوكرانية، والسيطرة على مساحات جديدة داخل منطقة النزاع.

ورجحوا "ظهور أصوات داخل أوكرانيا وخارجها تطالب زيلينسكي بالاستقالة، كونه فقد كل أوراقه التي تدعم بقاءه في السلطة".

 هزائم لا تعوض

ويرى الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، فلاديمير مارشينكو، أن "زيلينسكي لا يعيش أفضل أيامه حاليًا، فكل الأوضاع تخرج عن سيطرته، والقوات الروسية تجبر الجيش الأوكراني على التراجع يوميًا".

وأكد مارشينكو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه "لا يوجد بصيص أمل بتحسن الوضع على الجبهة، ووفق التقارير العسكرية، فإن بعض الكتائب الأوكرانية لم يعد فيها سوى 20 إلى 30 عسكريًا، وكتائب أخرى اختفت من الوجود أساسًا، ولم يبق منها سوى الاسم".

وأوضح أن "الجبهة القتالية شهدت في الأشهر الأخيرة نقلة نوعية لصالح القوات الروسية، أبرزها السيطرة على بعض بلدات خاركيف، وإجبار كييف على تحريك جنودها لحماية المقاطعة على حساب جبهات أخرى، وفي المقابل، باتت جبهة دونيتسك قاب قوسين أو أدنى، ليتم السيطرة عليها بشكل كامل".

واعتبر مارشينكو أن "هذه هزيمة كبيرة، لن يستطيع زيلينسكي تغيير نتائجها، حتى لو امتلك ألف صاروخ غربي".

وتابع "وصل زيلينسكي إلى حد إعادة اللاجئين الأوكران من الغرب للقتال، وفتح الباب بشكل كبير للشركات الأمنية والمرتزقة للقتال معه، لكن هذا لم يجدِ نفعًا".

وأشار إلى أن "الحديث في الداخل الأوكراني يتمركز حول تراجع شعبية زيلينسكي لأدنى مستوى لها، وتحديدًا بين صفوف الجيش"، موضحًا أن "زيلينسكي عجز عن ترتيب قواته بما يتوافق مع القدرات الروسية، ولضعف خبرته العسكرية توقع أن تغير الأسلحة الغربية المعادلة".

وخلص مارشينكو إلى القول "لم يتبق سوى أشهر حتى يبقى لكييف أمتار قليلة تقاتل فيها القوات الأوكرانية داخل حدود العملية العسكرية، فبعد بسط السيطرة على دونيتسك بشكل كامل، ستتوجه القوات الروسية إلى زابوروجيا وخيرسون بقوة كبيرة مدعومة بمعنويات عالية نتيجة ما حققته، لتقابل جيشًا أوكرانيًا لا حول له إطلاقًا".

خديعة غربية

بدوره، قال الخبير في الشؤون الأوكرانية، أنطون خلينوفسك، إن "زيلينسكي يشعر بتعرضه لخديعة غربية تتمثل بتوريطه في الحرب مع روسيا، ومنعه من الذهاب للتفاوض، أو حتى الاندماج بمفاوضات إسطنبول التي عقدت إبان اندلاع الحرب عام 2022، إلى جانب شعوره بالهزيمة العسكرية".

وأضاف خلينوفسك، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الداخل الأوكراني يتحدث اليوم بوضوح عن هذه الخديعة، فهم يرون أن روسيا تتقدم، والغرب الذي وعد بدعم كييف حتى هزيمة روسيا عاجز تمامًا عن تغيير أي شيء، بل أصبح يطالب زيلينسكي بالخفاء بالتوجه إلى التفاوض مع روسيا".

وقال "لو وافق زيلينسكي على التفاوض مع روسيا، الذي منعه عنه الغرب سابقًا، لحافظ على وجود المناطق الأربعة، لوغانسك ودونيتسك وزابوروجيا وخيرسون، ضمن الحدود الأوكرانية".

واستطرد خلينوفسك بالقول "لكن زيلينسكي اليوم سيذهب للتفاوض على حفظ ما تبقى من الجغرافية الأوكرانية تحت سلطة كييف".

وأشار إلى أن "الساسة الأوكران يتحدثون اليوم علنًا عن فشل زيلينسكي"، لافتًا إلى قول عمدة كييف، الذي يعتبر سياسيًا مرموقًا داخل أوكرانيا، إنه يجب على زيلينسكي أن يستفتي الشعب قبل أن يأخذ قرارًا مدمرًا لأوكرانيا.

وعدّ خلينوفسك تلك التصريحات دليلًا على أن هناك ترقبًا لإعلان زيلينسكي أن بلاده لم تعد تستطيع الصمود، وأنه سيذهب للتفاوض سواء قبل الغرب أم لم يقبل".

وأوضح أنه "إذا توجه زيلينسكي في هذا الاتجاه، فهو يحاول أن يحمي نفسه فقط، لأنه ورط كامل بلاده بحرب مع دولة تعد الثانية من ناحية القوة العسكرية في العالم، بضمان وعود غربية قد يغيرها أي صندوق انتخابي".

وخلص خلينوفسك إلى القول "تلقى زيلينسكي هزيمة عسكرية وسياسية قسمت ظهره، واليوم يحاول أن يلقي بالمسؤولية على الغرب، لكن الداخل الأوكراني لن يحمل الغرب مسؤولية هذه الهزائم، لأن رئيسهم الذي انتخبوه وقاد البلاد إلى هذه المرحلة هو زيلينسكي نفسه، وليست الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة".

 وأعرب عن اعتقاده بأنه "مع قدوم الرئيس الأمريكي الجديد إلى البيت الأبيض، يكون زيلينسكي قد بدأ بتوديع كرسي الرئاسة، فارًا من تحمل نتائج إدارته للحرب المشتعلة على مدار عامين ونصف".