وسط مشهد من التوترات المتصاعدة والاضطرابات الجيوسياسية، مرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بفترة مضطربة خلال عام 2023، حيث واجهت تحديات معقدة في مناطق عالمية رئيسة.
وسلط تقرير لقناة "foxnews" الضوء على الإنجازات والنكسات في النهج الأمريكي في السياسة الخارجية، وسط تقييمات متضاربة من الخبراء والمحللين.
غير فعالة
ووصف المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، جويل روبين، العام الماضي، بأنه "فترة مليئة بالصراعات والحروب".
وأشار إلى الجهود الاستباقية التي تبذلها إدارة بايدن في التعامل مع الأزمات العالمية، رغم ظهور وجهات نظر متناقضة، حيث وصفت بعض جوانب سياسة بايدن الخارجية بأنها غير فعالة وتساهم بتفاقم الاضطرابات الدولية.
فشلت طريقة تعامل إدارة بايدن بحل التوترات بين روسيا وأوكرانيا والصراعات في الشرق الأوسطريبيكا كوفلر
بينما انتقدت ريبيكا كوفلر، المحللة البارزة في الاستخبارات العسكرية الأمريكية، طريقة تعامل إدارة بايدن مع السياسة الخارجية، مشيرة إلى فشلها بحل التوترات بين روسيا وأوكرانيا والصراعات في الشرق الأوسط.
سيئ ومدمر
فيما أعربت ليزا دفتري، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، عن مخاوفها بشأن نهج الإدارة الأمريكية، ووصفته بأنه "سيئ ومدمر"، خاصة في تعاملها مع الصراعات في المنطقة، لافتة إلى أنها إدارة تفصيلية للاستجابات في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بأمن إسرائيل.
وأدى اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس، في شهر أكتوبر/تشرين الأول، إلى دمار واسع النطاق، وأودى بحياة العديد من الأشخاص، وفقًا للتقرير.
وأثار دعم إدارة بايدن لإسرائيل ردود فعل متباينة على المستوى المحلي، مع ظهور انقسامات داخل المشهد السياسي الأمريكي، ومع التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، أثارت الدعوات لوقف إطلاق النار وإعادة تقييم التمويل العسكري الجدل والمعارضة الداخلية.
وواجهت الجهود المبذولة للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بالتعاون مع الشركاء الإقليميين تحديات عديدة، إذ تعثرت الاتفاقات بسبب تجدد الأعمال العدائية ضد المدنيين في غزة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة.
أما على صعيد الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فإنه رغم وضوح الدعم الأمريكي لأوكرانيا، ظهرت مخاوف بشأن استدامة الصراع في القارة الأوروبية وتداعياته المالية، كما كشفت مناقشات الكونغرس حول المسؤولية المالية تجاه أوكرانيا عن انقسامات حول الدعم المستمر لها.
نفوذ إيران
وفي تحليل للعلاقات الأمريكية-الإيرانية، أشار المنتقدون إلى نفوذ إيران المتزايد على مستوى العالم، مستشهدين بتورطها في تسليح الجماعات مثل حماس.
وعلى الرغم من عدم إعادة الانخراط في مفاوضات الاتفاق النووي، واجهت إدارة بايدن تدقيقًا في المعاملات المالية المحتملة المرتبطة بإيران في أعقاب هجوم حماس، مما أثار جدلاً حول احتمالية استخدام الأصول غير المجمدة والسيطرة عليها.
أما العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، فقد بقيت ديناميكيتها معقدة، وتميزت بالحوارات الإستراتيجية التي تهدف إلى معالجة قضايا مثل تجارة الفنتانيل والتكنولوجيا، ومع ذلك، استمرت التحديات، بما في ذلك جهود الصين لتحصين التحالفات الاقتصادية البديلة والنتائج التي تظهر بسبب التدخلات الجوية الصينية.
وبين التقرير أن السياسية الخارجية لإدارة بايدن، في العام 2023، مرت في سلسلة من المناورات الدبلوماسية المعقدة والقرارات المثيرة للجدل وسط مشهد عالمي متقلب، مؤكدًا أن تلك التحديات تُشير مع اقتراب العام الجديد، إلى مدى تعقيد إدارة العلاقات الدولية في عالم مليء بالصراعات.
