عاجل

الجيش الإسرائيلي يعلن شن ضربات على "حزب الله" في جنوب لبنان

logo
العالم

هل تغير حرب المسيّرات "التوازن الإستراتيجي" في المنطقة؟

هل تغير حرب المسيّرات "التوازن الإستراتيجي" في المنطقة؟
جندي أوكراني يطلق طائرة بدون طيارالمصدر: رويترز
19 يوليو 2024، 5:19 م

تشكل الطائرات المسيّرة (الطائرات دون طيار) سلاحًا استثنائيا في حروب العالم الراهنة، إذ يطال استخدامها جبهات متعددة بدءًا من الحرب الروسية الأوكرانية امتدادًا إلى السودان، فجبهات إسرائيل المفتوحة مع حزب الله وحماس وميليشيا الحوثي، لتسجل بذلك حضورًا عملياتيًا بارزًا ومتصاعدًا في ساحات الحروب المشتعلة.

ويثير حضور سلاح المسيّرات في الحروب أسئلة متعددة حول أسباب استخدامها ونتائجها وتأثير ذلك على التوازن الإستراتيجي ومسار المعارك، كما يلقي الضوء على ازدهار هذه الصناعة وأثرها على باقي الصناعات العسكرية.

وأدخل انتشار المسيرات العديد من دول العالم فيما يمكن وصفه بـ "سباق" نحو التسلح بها وصناعتها، بعد أن احتكرت صناعتها في بادئ الأمر الولايات المتحدة الأمريكية، لتلحق بها بريطانيا وإسرائيل.

وفي الوقت الراهن، تسجل الصين وتركيا وإيران وروسيا حضورًا رائدًا في هذه الصناعة، فيما قررت دول عربية أخرى دخول السباق لأسباب عسكرية واقتصادية.

مؤثرة وليست حاسمة

وقال الباحث في الشؤون الإستراتيجية والدفاعية مأمون أبو نوار، إن الطائرات المسيّرة ليست أداة حاسمة، ولا يمكنها وحدها تغيير مسار الحروب، مؤكدًا أنها فاعلة ومؤثرة، خاصة إذا ضربت أهدافًا ذات ثقل إستراتيجي كالمصانع والشخصيات المهمة.

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أنه من الممكن كشف هذه الطائرات، ولكن عملية كشفها تعد صعبة، إذ إن الرادارات غير مهيأة لذلك، فهي لم تخترع من أجل كشف هذه الطائرات، مبينًا أنه من الصعب على شاشات الرادار التقاطها، فهي تسير على ارتفاعات منخفضة وبسرعات منخفضة مقارنة بالطائرات الأخرى.

واعتبر أبو نوار أن المسيّرات من عوامل مضاعفة قوة أي بلد في الحروب، بسبب دقتها وإمكانية وصولها، حيث تستطيع الطيران لمدة تصل إلى 36 ساعة، مؤكدًا أنها تكون أكثر خطورة عندما تستخدمها الميليشيات.

أخبار ذات علاقة

الطائرات المسيرة.. سباق تحت الماء بين واشنطن وبكين

 

ولفت إلى أنه كلما زادت ساعات طيران هذه المسيّرات كلما زادت فرصة اكتشافها وإسقاطها من قبل الخصم، مشيرًا إلى دورها المؤثر في حرب ناغورنو كارباخ.

وأكد أبو نوار أن المسيّرات تعد سلاحًا مؤثرًا في التوازن الإستراتيجي، ولكن ذلك مرتبط بالأسلحة الجوية الأخرى، ويتعاظم دورها في حال ضعف الجهة المقابلة.

واعتبر أن ازدهار صناعة المسيّرات لا يؤثر على الصناعات العسكرية الأخرى، فهي مكملة وإضافة وليست بديلاً، مرجحًا تطور صناعة المسيّرات مستقبلاً، بحيث يزداد الاعتماد عليها في الحروب، لحماية العنصر البشري ومباغتة الخصم.

عصيّة على الرادار

من جهته قال الخبير العسكري موسى القلاب، إن أسباب استخدام المسيّرات كثيرة ومتعددة، فهناك أسباب اقتصادية تعود لتكلفتها المنخفضة مقارنة بالطائرات التقليدية، وهناك أسباب تكتيكية عسكرية بسبب صغر حجمها، فهي تكاد أن تكون عصية على الكشف الراداري، بسبب حجمها وصغر بصمتها الإلكترونية على شاشات الرادار.

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز"، أن هناك أسبابًا تتعلق بأمن الطيارين، فسقوط طائرة مسيرّة ليس كسقوط طائرة تقليدية يقودها طيار أو طياران.

وبين القلاب أن نتائج استخدام هذه المسيرات كبيرة مؤثرة، فوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية استخدمتها في كثير من مناطق العالم لاصطياد قادة تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، فالنتيجة في معظم الأحيان تكون دقيقة جدًا.

واعتبر أن تأثيرها على التوازن الإستراتيجي كبير، فأي دولة تمتلك هذه التقنية وتستطيع أن تديرها، تمتلك فرصة أعلى لتحقيق نتائج على أرض المعركة لصالحها، وتكون السيادة الجوية مطلقة لها، موضحًا أن المسيّرات لم تصل إلى القدرة على حسم المعارك الجوية بمفهومها الشامل، حيث حققت نتائج من الجو إلى الأرض، عبر ضرب أهداف حيوية.

وأشار القلاب إلى أن انتشار هذه المسيّرات ليس له تأثير على الصناعات العسكرية، فلكل صناعة استخداماتها الميدانية، موضحًا أن للطائرات المسيّرة استخدامات متعددة، تشمل التجسس على الخصم والتصوير الجوي.

غيّرت معادلات

بدروه قال الخبير العسكري العميد ناجي ملاعب، إن الأسباب التي تدفع الدول لاستخدام المسيّرات، يتصدرها توفير الطاقة البشرية والتدريبات وأماكن الإقلاع والهبوط ما بين مدارج وحاملات طائرات في ظل ما تقوم به من مهام خفية في غاية الأهمية، حيث طُوِّرَت المسيّرات بحيث تستطيع تنفيذ مهام دون حتى الإعلان عنها.

وبين في حديث لـ"إرم نيوز"، أن استخدامها في الأساس كان هدفه التنصل من مسؤولية الاستهداف وتوفير عناصر مقاتلة، وكان ذلك بشكل واضح خلال ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في أفغانستان واليمن، ضد تنظيم القاعدة، حيث كانت عمليًا تعفي الدولة المستخدمة من المسؤولية.

أخبار ذات علاقة

"حرب" بيانات وطائرات.. ماذا وراء التصعيد اللافت بين الناتو والصين؟

 

وحول تأثيرها على التوازن الإستراتيجي، ذكر ملاعب أن أذربيجان عندما استخدمت المسيّرات ضد أرمينيا كان النجاح حليفها بالسيطرة على ناغورنو كارباخ، لافتًا إلى أن استخدام طائرات بيرقدار أعطى أوكرانيا دفعة قوية في الحرب، واليوم الروس يلحقون بالركب، ولكن ليس بالاتجاه المؤثر في ظل وجود سبق للغرب في هذا الأمر.

ونوه إلى أن "الطائرات المسيّرة غيرت الكثير من المعادلات، فالتوازن الإستراتيجي تغير في المنطقة، وأهم أسباب ذلك العمليات المعقدة ما بين الصواريخ والمسيّرات".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC