بريطانيا.. "حكومة العمال" تتعهد بترحيل لاجئي الدول المستقرة

بعد 14 عاما من حكومة بريطانية محافظة ومتشددة تجاه اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، تولى حزب العمال في بريطانيا الحكومة الجديدة.

لكن أولى القرارات التي اتخذها "العمال"، ترحيل اللاجئين من الدول التي لا تعاني من حروب وأزمات.

وأعادت حكومة حزب العمال الجديدة  في بريطانيا الأربعاء الماضي، 46 مهاجراً غير شرعي إلى تيمور الشرقية وفيتنام، في أول عملية طرد تنفذها المملكة المتحدة على الإطلاق منذ عام 2022.

ويعتبر ذلك، رسالة بالحزم تجاه المهاجرين غير الشرعيين الذين ينحدرون من الدول التي لا تعاني حروبا، وذلك للوفاء بوعود حزب العمال بعد فوزه في الانتخابات، وفي أعقاب التخلي عن "خطة رواندا".

ووصفت وكالة "مهاجر نيوز" المهتمة بشؤون المهاجرين، ما حدث بـ"عملية طرد غير مسبوقة إلى حد ما".

وأكدت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر، أن هذه الرحلة "تظهر أن الحكومة تتصرف بسرعة وحسم لتأمين حدودنا وإعادة أولئك الذين ليس لهم الحق في التواجد هنا" على الأراضي البريطانية.

وأكدت حكومة حزب العمال، في أعقاب فوزها في الانتخابات في بداية يوليو/تموز، أنها "ستظل ثابتة على سياسة إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدهم الأصلي".

وبالفعل، كان رئيس الوزراء الجديد كير ستارمر قد أكد لدى وصوله إلى السلطة، التخلي عن المشروع المثير للجدل للحكومة المحافظة السابقة المتمثل في ترحيل المهاجرين إلى رواندا، فيما أشار إلى رغبته بزيادة عدد عمليات الترحيل.

تكثيف مكافحة الهجرة

وأصرت وزيرة الداخلية البريطانية في مجلس العموم قائلة: "سنستبدل مشروع طرد المهاجرين إلى رواندا، ببرنامج عودة جديد، كما طلبت من وزارتها "تكثيف عمليات المراقبة هذا الصيف، واستهداف العمل غير القانوني في القطاعات عالية المخاطر".

وبحسب الوزيرة، بدأت عملية الطرد هذا الأسبوع "في اليوم نفسه الذي تم فيه حبس مهربين بريطانيين، بمن في ذلك أخ وأخت، بعد محاولتهما إخفاء مهاجرين فيتناميين في حجرة مخفية في شاحنتهما".

وحوكم أربعة مواطنين بريطانيين في هذه القضية بتهمة "التآمر لتسهيل ارتكاب جريمة بموجب قانون الهجرة البريطاني".

وأدين ثلاثة منهم، بينما ينتظر الأخير المحاكمة.

المهاجرون الفيتناميون

وأكدت وزارة الداخلية البريطانية في بيان صحفي، أن "فيتنام أصبحت أخيرا واحدة من أولى الجنسيات التي عبرت قناة المانش بين فرنسا وبريطانيا، على متن قوارب صغيرة".

ومنذ بداية العام، زادت نسبة المهاجرين الفيتناميين على متن هذه القوارب المطاطية بشكل كبير.

وبين يناير/كانون الثاني ومارس /أذار الماضي، وصل 1060 شخصًا من فيتنام إلى المملكة المتحدة عن طريق القوارب، وهو ما يمثل 14% من إجمالي الوافدين.

 ووفقا لوسائل الإعلام البريطانية، فإنهم "يمثلون الآن أكبر مجتمع يعبر القناة".

وفي مارس/آذار، أطلقت الحكومة المحافظة السابقة حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تستهدف الفيتناميين لمحاولة منع الهجرة من بلدهم الأصلي.

وتم تنفيذ هذا النوع من العمليات في عدة مناسبات، واستهدف مجتمعات مهاجرة مختلفة، ولا سيما عبر"تيك توك" ومكافأة الأشخاص المؤثرين.