بدعم من "معسكر ماكرون".. زافييه برتراند الأوفر حظا لرئاسة الحكومة الفرنسية

رجّحت عدة شخصيات من زعماء المعسكر الرئاسي الفرنسي، أن صفات الزعيم اليميني من حزب الجمهوريين زافييه برتراند، قد تؤهله ليكون رئيساً للوزراء في فرنسا خلفاً لـ "جابرييل أتال".

وتم "استمزاج"، أعضاء من الحكومة المستقيلين، مثل وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير، ووزير الداخلية جيرالد دارمانان"، في وسائل الإعلام، حول فرضية تولي "زافييه برتراند" منصب رئاسة الوزراء، وجميعهم أعربوا عن تأييدهم للفكرة، مع تذكيرهم أن القرار يقع على عاتق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحده. 

وتعقيبا على ذلك، قال الباحث السياسي الفرنسي جون إيف كامو لـ"إرم نيوز": إن "زافييه برتراند"، لديه القدرة على تشكيل ائتلاف من شأنه أن يسمح له بتشكيل حكومة، على الرغم من عدم حصول حزبه (الجمهوريين) على الأغلبية، بفضل رؤيته التي تجمع بين مبادئ اليمين الوسط واليسار الوسطي، على غرار سياسة الرئيس ماكرون.

من هو زافييه برتراند؟

زافييه برتراند، سياسي محنك، يميني وسطي، يتمتع بكفاءة كبيرة، و"يمكنه أن يخدم فرنسا بشكل كبير"، هذا ما قاله وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، في 29 يوليو/تموز على قناة فرانس 2.

وأما وزيرة الدولة المكلفة بالمدن، سابرينا أجريستي روباش، فقالت على شبكة "سي.نيوز" الفرنسية، إنه "جمهوري عظيم بين الجمهوريين".

بدوره، قال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير على محطة "فرنسا 2" الأربعاء: إن "زافييه برتراند"، لديه الكثير من صفات رئيس الوزراء.

برتراند شخصية مثالية

ولفت الباحث السياسي الفرنسي كامو، إلى تصريحات ماكرون حول اختيار شخصية رئيس الوزراء، بقوله: "إن المسألة ليست اسما"، بل "ما هي الأغلبية التي يمكن أن تنشأ في البرلمان، حتى تتمكن الحكومة من تمرير الإصلاحات وإقرار الميزانية ودفع البلاد إلى الأمام”. 

ومنذ ذلك الحين، سرد ماكرون بعض توقعاته لرئيس حكومته المستقبلي، وهو أن يجمع ما بين العدالة والأمن والهجرة والخدمات العامة والقوة الشرائية، وشخص قادر على إعطاء "رائحة التعايش"، بحسب ما نقلته صحيفة "لوموند"، عن الإليزيه.

واعتبر جون إيف كامو، أن تلك الصفات متوفرة في "زافييه برتراند"، موضحاً أن من بين آرائه السياسية، سياسة "المزيد من الأمن وهجرة أقل"، وهو ما يتفق مع سياسة "ماكرون".

وعلى الرغم من تهرب "زافييه برتراند"، دائمًا، عندما يُسأل عن رغبته في تولي منصب رئاسة الوزراء، إلا أن صحيفة "لوبنيون" الفرنسية، قد نقلت عن أحد المقربين منه، أنه "يقوم بالتحضير، والتشاور، وإجراء المكالمات الهاتفية، ويستقبل الكثير منها أيضًا حول تولي منصب رئاسة الوزراء".

فيما أفادت مصادر في قصر الإليزيه لصحيفة "لوموند" الفرنسية، بأن "للرئيس ماكرون"، معيارين لتولي منصب رئاسة الوزراء، فهو يريد أغلبية كبيرة ومستقرة". 

من جانبه، قال الباحث السياسي في المركز القومي الفرنسي للبحوث العلمية برونو كورتيز، لـ"إرم نيوز": إنه منذ عام 2021، اضطر "زافييه برتراند"، إلى العمل مع المعارضة اليسارية في المجلس الإقليمي "أوت دو فرانس"، ومن بينهم زعيمة حزب البيئة "مارين تونديلير".

 وأوضح أنه في أحد اللقاءات الإعلامية، اعترفت "تونديلير" أنه على الرغم من الخلافات العميقة بين اليمين واليسار، إلّا أنه من الممكن العمل بشكل جيد مع زافييه "برتراند"، و"هو المطلوب، فكرة التعايش".

ومن بين مجالات التعاون التي سردتها زعيمة حزب البيئة، الطاقة النووية، والصيد، وتوربينات الرياح.

وحول نقاط الخلاف بين اليمين واليسار، أشارت "برتراند"، إلى معارضة توفير العلاج المجاني لمن تقل أعمارهم عن 26 عامًا، وكذلك الرؤى والمقترحات حول القوة الشرائية لدى المواطنين. 

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد قال إنه سيبقي على الحكومة الوسطية المؤقتة في البلاد حتى نهاية الألعاب الأولمبية في منتصف أغسطس \آب لتجنب "الفوضى".

وجاء إعلانه في مقابلة تلفزيونية بعد وقت قصير من اختيار الائتلاف اليساري، الذي فاز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، الموظفة المدنية غير المعروفة لوسي كاستيه مرشحة لرئاسة الوزراء.