logo
العالم

"الذاكرة القصيرة" للناخب تحدد معايير اختيار الرئيس الأمريكي القادم

"الذاكرة القصيرة" للناخب تحدد معايير اختيار الرئيس الأمريكي القادم
ناخب يدلي بصوته في انتخابات أمريكية سابقةالمصدر: (أ ب)
16 سبتمبر 2024، 4:16 ص

قال مختصون في الشأن الأمريكي، إن ما تُعرف بـ"الذاكرة القصيرة" للناخب أمام صندوق الاقتراع، ستحدد معايير اختيار الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية.

ويتنافس في السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض، الرئيس السابق، المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، ونائبة الرئيس الحالي المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس.

وقال المختصون، لـ"إرم نيوز"، إن أفضل مرحلة للاستحواذ على "الذاكرة القصيرة" للناخب، والرهان على أهم ملف، يكون ضمن الأوقات الأخيرة لمرحلة الدعاية الانتخابية.

الملف الاقتصادي

وفي ظل اعتبار الملف الاقتصادي والتضخم، أكثر الملفات تعقيدًا في سباق الانتخابات الأمريكية المنتظرة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فإن التوقيت الأفضل للرهان على هذا الملف واستغلال "ذاكرة" الناخب الأمريكي التي تكون "ضعيفة"، بحسب مراقبين، هي الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وبحسب دراسات واستطلاعات رأي، أجريت على الناخبين في ولايات أمريكية، فإن الفترة القليلة القادمة التي تسبق إجراء الانتخابات، تؤثر بشكل كبير على قرار الناخب في اختياره المرشح.

ويقول الباحث في الاقتصاد السياسي، علي شاهين، إن أفضل مرحلة للاستحواذ على "الذاكرة القصيرة" للناخب والرهان على أهم ملف في المنافسة، يكون ضمن الأيام الأخيرة للدعاية الانتخابية للمرشحين.

ويؤكد شاهين، لـ"إرم نيوز"، أن الملف الاقتصادي وما يتعلق به من أبعاد، رهان في أي انتخابات، وليس فقط في الولايات المتحدة، حتى لو كانت الظروف الاقتصادية "منضبطة"، ولكن في هذه المرة، هو الملف الأهم للناخب بعيدًا عن أي ملفات أخرى تأخذ صدارة، ولكنها في الحقيقة "قشرة" للناخب ، على حد وصفه.

ولفت إلى أهمية الحلول الاقتصادية، لا سيما في الولايات المتأرجحة التي يعتبر عدد كبير منها في الأساس بمثابة مراكز اقتصادية ومناطق عمالية.

وأوضح شاهين أن هاريس تدرك أهمية الوضع الاقتصادي، لذا فرهانها على ذلك قائم، وسط توقعات بأن فريقها الانتخابي سيركز في الضربات الدعائية خلال اللحظات الأخيرة على تقديم حلول اقتصادية "خارج الصندوق"، حتى تترك بصمتها على "الذاكرة القوية" بأذهان المستقلين والمتأرجحين قبل الانتخابات، في وقت يملك فيه ترامب بطبيعة سجله الرئاسي، فهمًا لهذا الملف.

أخبار ذات علاقة

ترامب وهاريس.. من المناظرة إلى سباق الولايات المتأرجحة

 من جانبه، يرى المختص في الشأن الأمريكي، الداه يعقوب، أنه في ظل صعوبة السباق الانتخابي، فإن الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، هي التي ستحدد الملامح النهائية لكل مرشح وبرنامجه، لا سيما مع  "قصر الذاكرة" لدى الأمريكيين، واعتمادهم على تصريحات ووعود المرشحين التي تطلق من على مسافة "صفر" من موعد إجراء الانتخابات.

ويوضح يعقوب، لـ"إرم نيوز"، أن الملف الاقتصادي يبقى هو الأبرز في تحديد مسار العملية الانتخابية لصالح أي من المرشحين ترامب أو هاريس.

جولات مكوكية

وأشار إلى أهمية الناخبين "المتذبذبين"، وكذلك الولايات "المتأرجحة" في هذه الوضعية، لا سيما أنهم كتلة لم تتحدد بعد الملامح النهائية لاختياراتهم في الانتخابات، ما يجعلها تحتل تركيز المرشحين عبر جولات مكوكية في الأوقات الأخيرة على تلك الولايات "المتأرجحة".

وقال إنه ستتخلل تلك الجولات شرحًا أكثر ومستفيضاً للمشاريع الاقتصادية التي ترتكز عليها وعود المرشحين، من بينها الإعفاء الضريبي الذي أكدت عليه هاريس للأسر محدودة الدخل، وكذلك الوعود التي أطلقها ترامب بعودة اقتصاد قوي، وانخفاض قيمة التضخم المرتفعة للغاية حاليًا مما تسبب في ارتفاع الأسعار.

وأوضح يعقوب أن ترحيل الملف الاقتصادي والتركيز عليه من جانب المرشحين إلى نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، يعتبر أحد الفصول الأخيرة من المواجهة، وسط إحاطة من "الضبابية" المتعلقة بهذا الاستحقاق أمام الناخبين.

ولفت إلى انسحاب الرئيس الحالي جو بايدن من السباق، لتحل مكانه هاريس، التي يصاحبها كـ"مرشحة" آلة إعلامية، لم تثقلها وتقدمها حتى الآن كمرشحة بأوراق اقتصادية واضحة، حيث ما زالت أوراقها الاقتصادية مبعثرة، على عكس ترامب الذي يبقى قوياً للغاية في المجال الاقتصادي، وإن كان ينقصه بعض التحري في المعلومة خلال المواجهات والمناظرات. 

وأردف يعقوب قائلًا إن ترامب مازال قويًا للغاية، وذلك استناداً إلى ملف الهجرة وسلبياته، وأيضًا ملف الاقتصاد الذي تحاول هاريس دائمًا أن تتناوله بالحديث بـ"نعومة" و"عزف" على واقع الأسرة، وأنها من طبقة متوسطة، وهذه النقاط لها وقع طيب عند المواطن الأمريكي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC