"لوموند": تصاعد أعمال العنف الجنسي ضد المهاجرين عبر المكسيك

حذرت منظمات غير حكومية في المكسيك من تصاعد أعمال العنف الجنسي ضد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الولايات المتحدة، ما يثير قلقًا متزايدًا إزاء تنامي هذه الظاهرة.

وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن ضحايا العنف الجنسي، الذين يتم ترويعهم بشكل متكرر، يبقون صامتين خوفًا من الانتقام، ما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع.

رحلة مليئة بالرعب

وتروي فالنتينا، من فنزويلا، البالغة من العمر 19 عامًا، تفاصيل رحلتها الصادمة، إذ سافرت مع ابنها لمحاولة العبور إلى الولايات المتحدة، مرورًا بمدينة رينوسا على الحدود مع تكساس. ثم خاضا رحلة مليئة بالرعب، إذ اُخْتُطِفَا عند وصولهما واُحْتُجِزَا مع مهاجرين آخرين لمدة أسبوعين.

وأوضحت الصحيفة أن المحتجزين طلبوا مبلغًا قدره 7500 دولار، إذ تجمعت عائلة فالنتينا في كراكاس لبيع كل ما لديهم لتوفير هذا المبلغ الباهظ بالنسبة لهم. وقد حُرِّرَا بعد دفع المبلغ، وتخضع  فالنتينا لعلاجات طبية ونفسية.

من جانبها، تقول كريستينا روميرو، طبيبة منظمة أطباء بلا حدود في رينوسا، إن الكثير من المهاجرين لم يعلنوا عن تعرضهم للعنف الجنسي بسبب الوصمة الاجتماعية، لا سيما أنهم يعلمون أن "خطر العنف الجنسي أمر حقيقي على هذا الطريق ويُنظر إليه على أنه ثمن يدفع".  وأكدت تزايد حالات العنف الجنسي ضد المهاجرين العابرين، وفقًا للصحيفة.

ووثقت منظمة أطباء بلا حدود 107 حالات عنف في العام 2023 و105 حالات في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 فقط، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف ما سُجِّل في العام 2022.

ولفتت إلى أن السلطات المكسيكية لا تقوى على تحمل هذه الحوادث، والضحايا لا يتحملون شكوى جماعية، لا سيما أنهم يدركون أنه ثمن للمخاطرة. بينما تلجأ منظمات المساعدة إلى تقديم ممرات آمنة للمهاجرين، وهو إجراء قد يؤدي إلى تجنب العديد من التجاوزات.

وختمت الصحيفة قائلة إن المكسيك، ومع هذه الطلبات، تستمر في إعادة المهاجرين إلى الجنوب بناءً على طلب الولايات المتحدة، ما يعرض بعض المهاجرين أيضًا لمخاطر جديدة في أثناء رحلتهم، داعية السلطات الأمريكية إلى السماح للمهاجرين بالعبور من المكسيك بأمان للحفاظ على حياتهم، وليس تشجيعًا على تزايد أعداد المهاجرين.