logo
العالم

وسط مشهد مضطرب.. "الرغبة بالتغيير" هي الثابت الوحيد في أوروبا

وسط مشهد مضطرب.. "الرغبة بالتغيير" هي الثابت الوحيد في أوروبا
متظاهرون ضد اليمين المتطرف في فرنساالمصدر: رويترز
05 يوليو 2024، 11:20 ص

أثارت النتائج "التاريخية" في الانتخابات البريطانية عدداً من التساؤلات، لعل أبرزها: لماذا اتجه البريطانيون يساراً، بينما بدا اليمين المتطرف هو الوجهة في عدد من الدول الأوروبية الأخرى؟

مشهد مضطرب

"الطوفان اليميني" الذي بدا كأنه يجتاح أوروبا، كان يغطي تطورات أخرى مهمة وتثير تساؤلات، آخرها ما ظهر من "طوفان" معاكس شهدته بريطانيا بصعود اليسار، وإن كان ذلك التحول لم يقتصر عليها، إذ إنه وتزامناً مع فيض الأخبار المتعلقة باليمين المتطرف في أوروبا، كانت الدول الإسكندنافية تمضي في اتجاه آخر، ويسجل اليمين فيها تراجعاً أمام اليسار.

فما الذي يجعل اليمين ينتصر في دول مثل فرنسا وألمانيا والنمسا، بينما يسجل خسائر في دول مثل المملكة المتحدة، ودول الشمال الأوروبي، كالدنمارك والسويد وفنلندا؟

أخبار ذات علاقة

لوموند: اليسار يستعيد عافيته في فنلندا ويحقق مكاسب في دول شمال أوروبا

بدأت ملامح "المشهد المضطرب" تظهر منذ النتائج التي أسفرت عنها انتخابات البرلمان الأوربي، وأظهرت تقدماً واضحاً لليمين المتطرف، وخاصة في فرنسا وإيطاليا وألمانيا.

وفي حين حظي ذلك الصعود باهتمام إعلامي عالمي، فإن دولاً أخرى في الشمال الأوروبي كانت تعيش حالة معاكسة، إذ تراجع فيها اليمين أمام اليسار.

الثابت

جاءت الانتخابات وسط تطورات عدة شهدها العالم، والقارة الأوروبية في السنوات الأخيرة، وشكلت أعباء على أكبر الاقتصادات، كما جعلت الأوروبيين، يشعرون بزيادة الأعباء، وتراجع مستوى الحياة، وتمثلت أبرز تلك التطورات في آثار جائحة كورونا، ثم الحرب الروسية الأوكرانية، وموجات الهجرة التي بدأت تتدفق على أوروبا وتزيد الضغوط على اقتصادها، بعد الحروب المتتالية والمتنقلة في العالم.

وكان موقف الأحزاب من تلك التحديات، والوعود التي تقدمها لتحسين مستوى الحياة، هو ما يزيد أو يقلل من شعبيتها، قبل أن يكون الموقف من اليمين أو اليسار، كما كانت "الرغبة في التغيير" هي ما يدفع الناخب نحو تأييد حزب دون غيره، وهكذا كانت "دول الرفاه" الإسكندنافية التي تحتل فيها الأحزاب اليمينية والمحافظة مواقع متقدمة، أو تدعم الحكومات، تشهد اتجاهاً مغايراً وتشهد صعوداً كاسحاً لليسار فيها.

أخبار ذات علاقة

تحذير أممي من صعود اليمين المتطرف في أوروبا

 في السويد، مُني حزب "ديمقراطيي السويد" الداعم لحكومة المحافظين، بخسارة كانت الأولى منذ 33 عاماً، بينما تصدر حزب اليسار والحزب البيئي قائمة الفائزين الكبار.

وفي فنلندا، حصل حزب الفنلنديين (أقصى اليمين) وهو عضو في الائتلاف الحاكم على 7.6% فقط من الأصوات، مقابل صعود غير مسبوق للائتلاف اليساري، إذ حصل على أكبر عدد من الأصوات في تاريخ الانتخابات الأوروبية في فنلندا.

وفي الدنمارك أيضاً تراجع اليمين المتطرف، إذ حصل حزب الشعب على 6.4% من الأصوات، بينما حصل حزب الديمقراطيين على 7.4% منها، وذلك في مقابل صعود قوى اليسار، إذ حل "حزب الشعب الاشتراكي" أولاً وبنسبة تزيد عن 17% من الأصوات.

يسار بريطانيا

في بريطانيا جاءت هزيمة المحافظين، بعد 14 عاماً من الحكم، شهدت البلاد خلالها تطورات كان أبرزها الخروج من الاتحاد الأوروبي وهو عبء ثقيل كان متوقعاً أن يترك آثاراً صعبة على الاقتصاد، بدأ البريطانيون يدفعون أثمانها.

وعلى الرغم من النتائج الجيدة التي حققها المحافظون في آخر انتخابات العام 2019، جاءت أزمات أخرى لعل أبرزها تداعيات جائحة كورونا، ثم تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية لتزيد تلك الأعباء، وهو ما كان "حزب العمال" يراقب تداعياته منذ سنواته، ويركز دعايته الانتخابية حولها، ليصل إلى تحقيق فوز تاريخي،والنتائج التي تجعل حكومته القادمة تحظى بأكبر نسبة تأييد لحكومة في بريطانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC