عقب اجتماعها مع نتنياهو.. هاريس تشعل أول صدام مع اليمين الإسرائيلي

احتل المؤتمر الصحفي الذي أعقب اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع المرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة، نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، مساحة واسعة من التغطيات الإعلامية الإسرائيلية.

وتعرضت هاريس لانتقادات حادة من قبل اليمين المتطرف في إسرائيل، ومن الوفد المرافق لنتنياهو، على خلفية حديثها في المؤتمر الصحفي بطريقة تختلف عما دار داخل الاجتماع، وفق الطرح الإسرائيلي.

الأنباء التي وصلت تل أبيب قادمة من واشنطن، على لسان مسؤولين في الوفد المرافق لنتنياهو، حول ما دار في الاجتماع، الخميس، واختلافه عمّا ظهرت عليه هاريس أمام الإعلام، أثار حالة من الاحتقان ضد نائبة الرئيس الأمريكي، ووضعها في صدام سياسي هو الأول من نوعه مع اليمين المتطرف في إسرائيل.

معاناة الغزيين

وأعربت مصادر في الوفد المرافق لنتنياهو لصحيفة "يسرائيل هايوم" الجمعة، عن "إحباطها" من حديث هاريس، بعد أن تحدثت عن قلقها العميق إزاء المعاناة التي يعيشها سكان غزة، مع أنها لم تغفل الحديث التقليدي عن دعم إسرائيل.

وكانت هاريس قد ذكرت في المؤتمر الصحفي، أنها أخبرت نتنياهو برفضها لقتل الكثير من المدنيين الأبرياء، وقالت إن مليوني مواطن في غزة يعانون فقدان الأمن الغذائي، وأن نصف مليون شخص يعانون من نقص خطير في الغذاء.

 

المحادثات مع نتنياهو التي وصفتها هاريس بأنها "صريحة وبناءة"، شملت حديثًا عمّا قالت إنه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

ولكنها شهدت إعراب نائبة الرئيس الأمريكي عن قلقها العميق إزاء الوضع الإنساني وعدد القتلى المدنيين، وذكرت أنها "لن تصمت حيال الوضع الكارثي". وأوضحت أنها بلغت نتنياهو بأنه آن الأوان لإبرام صفقة ووقف الحرب.

مفاجئة هاريس

وقال مصدر سياسي مرافق لنتنياهو لصحيفة "يسرائيل هايوم" أنه يأمل ألا تفسر "حماس" كلام هاريس على أنها فجوة بين أمريكا وإسرائيل، ومن ثم سيبعد الأمر إمكانية إبرام الصفقة.

وأشارت الصحيفة، نقلًا عن المصدر، إلى أن حديث هاريس حل كمفاجئة على وفد نتنياهو، كما أن نغمة الحديث التي استخدمتها للحديث مع الإعلام كانت مختلفة عن تلك التي استخدمتها في اجتماعها مع نتنياهو.

وفي السياق، أبلغ اثنان من المسؤولين الإسرائيليين موقع "واللا" أن اجتماع نتنياهو مع الرئيس جو بايدن كان أكثر إيجابية من اجتماع الأول مع هاريس، لكن الاجتماع ذاته لم يكن مشحونًا أو صعبًا.

المفاجئة كانت في المؤتمر الصحفي الذي أعقب الاجتماع، والذي قال عنه المسؤولان أنه "فاجأ نتنياهو والوفد الإسرائيلي"، وذكرا أن ما ورد في المؤتمر لم يُنسق مع نتنياهو، وأن الوفد دُهش من نغمة حديث نائبة الرئيس.

وأوضحا أن نتنياهو منزعج من حقيقة أن هاريس تطرقت لموضوع الصفقة ووقف إطلاق النار ونهاية الحرب، بينما تتمسك إسرائيل بموقفها بأن تمتلك حرية استئناف القتال في أية لحظة عقب الصفقة.

فخ الصفقة

في غضون ذلك، قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، زعيم كتلة "الصهيونية الدينية"، أنه يحظر السقوط في "فخ هاريس" بشأن صفقة الأسرى.

وذكر موقع "واللا" الجمعة أن سموتريتش شن هجومًا حادًا ضد نائبة الرئيس الأمريكي ونقل عنه: "أن حديثها يعني الاستسلام للسنوار".

وكتب سموتريتس عبر حسابه على منصة (X) تعقيبًا على المؤتمر الصحفي، الذي ذكرت فيه هاريس أنها تؤيد صفقة تؤدي إلى نهاية الحرب، أنها "كشفت أمام العالم بأسره ما أقول منذ أسابيع حول حقيقة ما يقف وراء الصفقة".

وأضاف: "إنها تعني الاستسلام للسنوار ووقف الحرب بأسلوب يتيح لحماس إعادة بناء نفسها والتخلي عن غالبية المخطوفين في أسر حماس. يحظر السقوط في هذا الفخ".

وانضم زعيم "عوتسما يهوديت" الراديكالي، وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير لزميله بالحكومة، وكتب عبر حسابه، تعليقًا على قول هاريس أنها ضغطت على نتنياهو للوصول إلى صفقة وإنهاء الحرب: "لن تتوقف الحرب، سيدتي المرشحة".  

الموقع ذكر أن نتنياهو لم يكن ليحب أن يستمع لكلام هاريس هذا علنًا، وأعرب عن خشيته من أن حديثها الذي شمل انتقادات صريحة لإسرائيل سيضر بالمفاوضات الدائرة بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.