logo
العالم

لوموند: حكومة ستارمر تواجه أولى أزماتها الكبيرة منذ توليها السلطة

لوموند: حكومة ستارمر تواجه أولى أزماتها الكبيرة منذ توليها السلطة
أعمال شغب مناهضة للهجرة تندلع في أنحاء بريطانياالمصدر: رويترز
06 أغسطس 2024، 6:56 م

رأت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الحكومة البريطانية، التي لم تتولَ السلطة إلا منذ 4 أسابيع فقط، باتت تواجه أول أزمة كبيرة لها، وهي التعامل مع أعمال الشغب اليمينية المتطرفة.

وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أن أعمال الشغب يغذيها انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت، لا سيما على منصة "إكس"، التي شهدت زيادة في المعلومات الكاذبة منذ أن استحوذ عليها إيلون ماسك.

وبحسب الصحيفة، تعد أعمال الشغب هذه الأقوى التي تشهدها بريطانيا منذ أحداث وقعت في أغسطس/آب 2011، وانتشرت من لندن إلى باقي البلاد، بعد مقتل بريطاني أسود على يد الشرطة في شمال لندن.

وأشار التقرير إلى أن أعمال العنف الأخيرة أُثيرت بسبب انتشار المعلومات الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن هوية المشتبه به، بهجوم طعن أودى بحياة 3 فتيات في "ساوثبورت" في 29 يوليو/تموز.

وانتشرت شائعات زائفة تُلقي باللوم في جرائم القتل على طالب لجوء مسلم، رغم نفي الشرطة ذلك.

ونشرت شخصيات يمينية متطرفة مثل تومي روبنسون، ولورانس فوكس، تبريرًا للعنف عبر الإنترنت، مصورين المسلمين كتهديد لهوية بريطانيا، واتهموا ستارمر بازدواجية المعايير في الشرطة.

من جانبه، أكد ستارمر، الذي أشرف على الاستجابة القضائية لأعمال الشغب في 2011 بصفته مدير النيابة العامة، أهمية الاستجابة القضائية السريعة، مذكرًا كيف ساعدت المحاكمات السريعة على استعادة السيطرة في 2011. 

وأضافت الصحيفة أنه تم اعتقال ما يقرب من 400 شخص بحلول منتصف نهار يوم الاثنين، وعُرض بعض مثيري الشغب على القضاء.

وأكدت "لوموند" أن أزمة السجون الحالية في بريطانيا، التي ورثتها الحكومة من الإدارة المحافظة السابقة، قد تحد من فاعلية الاعتقالات الجماعية كوسيلة للردع.

ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة العمالية تواجه أيضًا تحدي مكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، لا سيما على منصة "إكس"، إذ تزايدت هذه المحتويات منذ استحواذ ماسك عليها.

ونوهت "لوموند" إلى تعليقات إيلون ماسك التي تشير إلى "حرب أهلية حتمية" في المملكة المتحدة، والتي قوبلت بالرفض من قبل متحدث باسم الحكومة، مؤكدًا أن العنف هو من فعل أقلية من مثيري الشغب.

واعتبر جو مهلهل، مدير معهد "hope not hate" للأبحاث، أن منصات التواصل "فشلت في مكافحة المعلومات المضللة والمنظمات اليمينية المتطرفة"، منتقدًا ماسك لسماحه بانتشار "الخطاب الخطير الذي يؤدي إلى عواقب وخيمة في العالم الواقعي"، بحسب تعبيره.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل هذه الأوضاع المتقلبة، فإن قلة من المحافظين يلومون حكومة لم تتولَّ السلطة إلا منذ 4 أسابيع، ولكن بعض السياسيين اليساريين وقادة الجمعيات الخيرية يسلطون الضوء على تطبيع الخطاب المناهض للمهاجرين من قبل الحكومات المحافظة المتعاقبة.

وأوضحت الصحيفة أن وزيرة الداخلية السابقة، سويلا برافرمان، لم تتردد في وصف وصول اللاجئين بأنه "غزو"، وتوجيه الاتهامات دون أدلة لمجتمعات بأكملها، لا سيما الباكستانيين، الذين اتهمتهم بأنهم يشكلون "الجزء الأكبر" من عصابات الاستغلال الجنسي للأطفال في البلاد.

واستعرضت الصحيفة شخصية سياسية أخرى استغلت المخاوف المتعلقة بالهجرة على مدى سنوات، هو زعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج، الذي غذى نظريات المؤامرة، متسائلاً بصوت عالٍ بعد هجوم الطعن المروع في "ساوثبورت" عما إذا كانت هناك "أشياء يتم إخفاؤها" بشأن منفذ الهجوم.

وألمحت الصحيفة إلى أنه وبعد سنوات من انتقاده للنموذج متعدد الثقافات في بريطانيا، انتظر فاراج حتى الاثنين 5 أغسطس/آب لإدانة أعمال الشغب، وعاد مجددًا إلى الحديث عن "الهجرة الجماعية" في المملكة المتحدة، و"شرطة بمعايير مزدوجة"، متهمًا إياها بأنها كانت "ناعمة" مع مظاهرات "حياة السود مهمة" في بريطانيا قبل 3 سنوات.

وختمت "لوموند" بالقول إن الأوضاع ظلت متوترة للغاية مساء الاثنين، إذ حذرت جماعة "قفوا ضد العنصرية" من احتمال تنظيم نحو 40 تجمعًا ضد المساجد أو مراكز إيواء طالبي اللجوء، يوم الأربعاء 7 أغسطس/آب، داعية أنصارها إلى تنظيم مظاهرات مضادة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC