logo
العالم

خبير لـ"إرم نيوز": زيارة نتنياهو لواشنطن تعمق الانقسامات الداخلية في أمريكا

خبير لـ"إرم نيوز": زيارة نتنياهو لواشنطن تعمق الانقسامات الداخلية في أمريكا
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المصدر: رويترز
24 يوليو 2024، 3:28 م

بينما تعيش الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام عاصفة سياسية غير مسبوقة بعد انسحاب بايدن من سباق الرئاسة الأمريكية، يدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في صلب الأزمة مع زيارته الأولى لواشنطن منذ عام 2020، حيث من المتوقع أن يلقي خطاباً أمام الكونغرس الأمريكي بدأت ملامحه تبرز للواجهة، والتي ستعمق الانقسامات الداخلية بأمريكا، في ظل مساعي وأهداف نتنياهو من الزيارة، وفق ما يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الأردنية، الدكتور محمد خير الجروان.

ويفسر الجروان الانقسامات بين السياسيين في أمريكا والعلاقة حول شخصية "نتنياهو" الجدلية على أنها مرحلية وتأتي في سياق الانتخابات الأمريكية، وهذا ما يبرهن غياب العشرات من الديمقراطيين وهاريس نائبة الرئيس، وكذلك المرشح لمنصب نائب الرئيس الجمهوري "جي دي فانس" عن حضور خطاب نتنياهو أمام الكونغرس.

أخبار ذات علاقة

نتنياهو في واشنطن.. مواقف إسرائيلية متباينة وانقسام أمريكي

 

ثأر تاريخي

وفي رابط تاريخي، وجّه نتنياهو في عام 2015، انتقادات لاذعة للرئيس الأسبق باراك أوباما؛ بسبب الاتفاق النووي الإيراني أمام «الكونغرس»، ما أثار حفيظة الديمقراطيين الذين لم ينسوا هذه اللحظة حتى يومنا هذا.

وفي قراءة لتلك الزيارة وتداعياتها، أكد الأستاذ الجامعي أن زيارة نتنياهو ستزيد وتعمق من الانقسامات الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية في ظل المصالح والأهداف التي يسعى نتنياهو لتحقيقها من الزيادة، ولا سيما مع خصوصية المرحلة الحاسمة في الانتخابات الأمريكية المقبلة مع انسحاب بايدن، الذي كلفة دعمه المطلق لإسرائيل في حربها على غزة وعدم قدرته في السيطرة على سياسات الحكومة الإسرائيلية وإيقاف الحرب، خسارة الكثير من الدعم الداخلي داخل حزبه وبين الأمريكيين؛ لأن سياساته بالدرجة الأولى جعلت من أمريكا شريكاً في كل الجرائم والتجاوزات التي تجري في غزة.

حرب غزة والانقسامات

وبين الجروان أن الحرب الإسرائيلية على غزة ونتائجها أحدثت انقساما كبيرا في الشارع الأمريكي على مختلف المستويات الرسمية والشعبية، رغم دعم بايدن لإسرائيل مع بداية الحملة، والذي شهد تراجعا تدريجيا، ومحاولة الإدارة الأمريكية وضع القيود لتقليل حجم الاستهداف الواسع للمدنيين، في ظل فشل الجيش الإسرائيلي من تحقيق أهداف ملموسة على الأرض سواء فيما يتعلق بهزيمة حماس أو إدارة ملف الرهائن والمحتجزين، والذي يتزامن مع تراجع الاستقرار في المنطقة وتعرضها للكثير من الهزات، والمخاوف من تطور الأوضاع إلى حرب إقليمية شاملة وتحول نطاق المواجهة بين إسرائيل وخصومها الإقليميين، وفي مقدمتهم إيران والحوثيون في اليمن إلى مواجهات مباشرة، تهدد المصالح الأمريكية المتشابكة والمنتشرة في المنطقة.

مهمة صعبة

وأضاف الأكاديمي السياسي أن الملفات التي يحملها نتنياهو إلى واشنطن تضع الكثير من القيود على نجاح مهمته، وفي الوقت نفسه تُعقّد من الانقسامات الأمريكية ومدى تعاطي مؤسسات صنع القرار مع مصالح وأهداف نتنياهو المتمثلة في السعي لاستمرار الدعم الأمريكي، وتبرير العمليات العسكرية في غزة، وتنسيق السياسات والجهود الإسرائيلية- الأمريكية فيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط لتحجيم الأطراف المعادية للاحتلال، ومنع نشوب صراع إقليمي واسع، واتخاذ إجراءات أكثر صرامة للتعامل مع إيران في ضوء تطورات برنامجها النووي، ومنعها من دعم الحركات المعادية لإسرائيل في المنطقة، واكتساب تعاطف القادة والشعب الأمريكي، وكذلك كسب التأييد داخل إسرائيل.

وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، قال الجروان: "لا شك في أن إعادة ضبط العلاقات الإسرائيلية والأمريكية وتخفيف التوترات بين الطرفين ستبقى مرهونة بسياسة الاحتلال وعملياته العسكرية في غزة من جانب، وقدرة نتنياهو على التعامل مع هذه الانقسامات والإدارة الأمريكية في المرحلة المقبلة"، مشيراً إلى مساعي نتنياهو إلى سلوك مسار مواز يتعامل فيه مع إدارة بايدن للفترة المتبقية من رئاسته وبديلته في السباق الانتخابي هاريس التي تبدو أكثر ميلاً لانتقاد سياسات إسرائيل في غزة.

أخبار ذات علاقة

نتنياهو بين حصارين.. محتجون أمام فندقه وديمقراطيون منددون بسياسته

 

وزاد المحلل السياسي أن نتنياهو سيسعى في الوقت ذاته لتعزيز علاقاته وروابطه التقليدية مع الجمهوريين الذين نسقوا ورتبوا لخطاب نتنياهو أمام "الكونغرس"، والذي قاطعه عدد كبير من الأعضاء الديمقراطيين، احتجاجاً على سياسات نتنياهو ودوره في إطالة أمد الصراع وأزمة الرهائن. ووفقا لذلك فمن المتوقع أن يفشل نتنياهو في تحقيق الكثير من أهداف الزيارة.

وميدانيا، لا يتوقع الدكتور الجروان أن تتأثر أحداث ومجريات الحرب في غزة بهذه الزيارة، أو تحقيق انفراجة تذكر باتفاق الهدنة والرهائن مع حماس، على الرغم من نأي بايدن بنفسه عن نتنياهو ومطالبته بوقف النار وتقليل الخسائر، إلا أن أمريكا ما تزال تدعم إسرائيل بالأسلحة وتوفير التمويل اللازم لها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC