logo
العالم

محللون: ماكرون يواجه ضغوطًا من اليسار لتعيين رئيس الوزراء

محللون: ماكرون يواجه ضغوطًا من اليسار لتعيين رئيس الوزراء
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونالمصدر: (أ ف ب)
27 أغسطس 2024، 7:17 م

قال محللون فرنسيون إن الرئيس إيمانويل ماكرون يواجه تحديات كبيرة في تشكيل حكومة جديدة، مشيرين إلى أن ماكرون وجد نفسه محاصرًا بسبب إستراتيجيته تجاه اليسار، ما ترك ثغرة استغلها اليسار المتطرف لصالحه.

وأكد الباحث السياسي الفرنسي جون برنارد بيناتل، أن عدم وجود غالبية واضحة في البرلمان، بعدما لم يحصل أي تحالف على الأغلبية المطلقة اللازمة لتشكيل الحكومة، اضطر ماكرون إلى التفاوض مع مختلف الأطراف السياسية لتشكيل ائتلاف حكومي.

أخبار ذات علاقة

فرنسا.. اليمين المتطرف يلوّح بإجهاض حكومة ماكرون باكرا

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة"، الذي يمثل التحالف اليساري، قد حقق 193 مقعدًا، ما يجعله القوة السياسية الرئيسة في البرلمان الجديد، ومع ذلك لا يمتلك هذا التحالف الأغلبية المطلقة، ما يجعله بحاجة إلى تكوين ائتلافات مع أطراف أخرى.

ولفت بيناتل إلى أن اليسار يضغط على ماكرون لتشكيل حكومة تضم ممثليهم، مع مرشحتهم لوسي كاستيس لرئاسة الحكومة، ويصر اليسار على احترام نتيجة الانتخابات وتغيير التوجه السياسي السابق.

أما عن التحديات الداخلية، فقد أشار بيناتل إلى أن ماكرون يواجه تحديات من داخل حزبه، إذ يُعدُّ رئيس الوزراء السابق جابرييل أتال أحد المرشحين للاستيلاء على الحزب، ما قد يضعه في مسار تصادم مع الرئيس.

وبالنسبة للتحديات الخارجية، يواجه ماكرون تحديات، حيث يدرك الائتلاف اليساري أنه سيتعين عليه البحث عن حلول وسط في غياب أغلبية مطلقة في الجمعية الوطنية، لتجنب شلل البلاد.

تحدي التفاوض مع اليمين والوسط

وفقًا للباحث السياسي الفرنسي، فإن التحدي الثاني يتمثل في التفاوض مع اليمين والوسط، موضحًا أنه يتعين على ماكرون التفاوض مع اليمين الجمهوري والوسطيين لتشكيل ائتلاف حكومي، إذ يرفض بعض الأطراف اليمينية المشاركة في أي ائتلاف مع اليسار، ما يزيد من تعقيدات الوضع.

من جهته، رأى الباحث السياسي الفرنسي دومنيك رينيه أنه مع اقتراب موعد تقديم الميزانية الجديدة، في أكتوبر/ تشرين الأول، يجب على ماكرون تشكيل حكومة جديدة في أقرب وقت ممكن لتجنب الشلل السياسي والاقتصادي.

وأضاف رينيه لـ"إرم نيوز"، أن الاستمرار المؤقت لحكومة رئيس الوزراء المستقيل جابرييل أتال يمثل تحديًا كبيرًا لماكرون، موضحًا أن حكومة أتال تدير الشؤون الحالية للبلاد إدارة مؤقتة، وهو وضع غير مسبوق منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ما يزيد الضغط على ماكرون لتشكيل حكومة جديدة.

وتابع: "ماكرون يواجه ضغوطًا زمنية لتشكيل حكومة جديدة قبل موعد تقديم الميزانية الجديدة".

أما عن النتائج السياسية لسياسة ماكرون، قال رينيه إن الوضع السياسي في فرنسا مضطرب للغاية، وقد يشهد تكرارًا لتصويت بحجب الثقة، ما قد يؤدي إلى تعاقب سريع لعدة حكومات.

وبالنسبة للنتائج الاجتماعية، عدَّ الباحث السياسي الفرنسي أن الوضع السياسي في فرنسا قد يؤدي إلى فوضى سياسية، وتعليق لملفات مهمة لا تحتمل التأخير، مثل الهجرة وملف التقاعد والبطالة.

هل فشل ماكرون؟

وبعد الانتخابات التشريعية الأخيرة في فرنسا، التي شهدت فوزًا غير متوقع للائتلاف اليساري "الجبهة الشعبية الجديدة"، يواجه ماكرون ضغوطًا إستراتيجية فيما يتعلق بتعيين رئيس الوزراء.

وعلى الرغم من فوز الائتلاف اليساري بأكبر عدد من المقاعد، فإنه فشل بتحقيق الأغلبية المطلقة، ما أدى إلى حالة من الغموض السياسي والضغوط على ماكرون لاتخاذ قرار بشأن تعيين رئيس الوزراء.

ويرى اليسار أن ماكرون يماطل في اتخاذ قرار التعيين؛ لأنه يرفض مواجهة الحقيقة، وكأن الانتخابات التي دعا إليها لم تحدث، وبذلك يبقي على سياسته الراهنة من دون إجراء أي تغيير.

في السياسة الفرنسية، يُعدُّ التقليد أن يختار رئيس الجمهورية رئيسًا للحكومة من القوة السياسية الأكبر تمثيلًا في البرلمان، وهو في هذه الحالة "الجبهة الشعبية الجديدة".

بعد انتهاء "الهدنة الأولمبية" التي طلبها ماكرون، عادت الأنظار إلى قصر الإليزيه، حيث يعقد ماكرون اجتماعات مع القادة الرئيسين للأحزاب السياسية في البلاد في محاولة لتشكيل حكومة جديدة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC