logo
العالم

خبراء: رد موسكو على التدخل الغربي في كورسك سيكون "قويًّا وغير متوقع"

خبراء: رد موسكو على التدخل الغربي في كورسك سيكون "قويًّا وغير متوقع"
جنود أوكرانيون يطلقون صواريخ باتجاه القوات الروسيةالمصدر: رويترز
23 أغسطس 2024، 2:34 م

عبد الهادي كامل

أثارت اتهامات روسية متكررة لدول غربية بالوقوف وراء هجوم أوكرانيا على مدينة كورسك، مخاوف من احتدام التصعيد بين موسكو وكييف، وسط تساؤلات عن حقيقة المشاركة الغربية في الهجوم، وأكد خبراء أن الرد الروسي على التدخل الغربي قد يأتي متأخرًا، إلا أنه سيكون قويًّا، وغير متوقع.

ولا تنحصر آثار الحرب الروسية على أوكرانيا، التي اندلعت في 24 فبراير/ شباط عام 2022، على أوروبا فقط، بل ألقت بظلالها على العالم كله، اقتصاديًّا وسياسيًّا.

وكانت الاستخبارات الخارجية الروسية، قد أعلنت أن الهجوم الأوكراني على مقاطعة كورسك، جنوبي غربي روسيا، تم بمشاركة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والبولندية، والتنسيق معها، وأن القوات الأوكرانية خضعت للتدريب في بريطانيا وألمانيا.

أخبار ذات علاقة

مع اشتعال جبهة "كورسك".. هل تبددت "فرص السلام" بين موسكو وكييف؟

 

وبهذا الصدد، يرى خبراء روس، أن مشاركة الاستخبارات الغربية في الهجوم على مدينة كورسك، ينم على ضعف القدرات الأوكرانية، ورغبة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها بريطانيا في إلحاق الهزيمة الكبرى بموسكو؛ خوفًا من التهديدات الروسية المتزايدة على الدول الغربية.

وأكد الخبراء أن الرد الروسي على التدخل الغربي قد يأتي متأخرًا، إلا أنه سيكون قويًّا، وغير متوقع.

2b48f4a9-922a-46c2-abb5-243e6c8792cf

مواجهة عالمية

وفي مايو/ أيار الماضي، حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من "عواقب خطرة" إذا أعطت الدول الغربية موافقتها لأوكرانيا على استخدام أسلحتها لضرب الأراضي الروسية.

وأكد بوتين أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لتجنب مواجهة عالمية، "ولكن في الوقت نفسه، لن نسمح لأي شخص بتهديدنا، وقواتنا الإستراتيجية في حالة تأهب قتالي دائمًا"، وفق تعبيره.

ويؤكد خبراء أوكرانيون، أن استمرار الدعم الغربي هو الحل الوحيد لتحقيق النصر الأوكراني وهزيمة القوات الروسية، وتحديدًا الدعم الأمريكي والبريطاني، المتمثل برفع الحظر عن استخدام الأسلحة والصواريخ البريطانية، لقدرتها على إنهاء سيطرة الروس على المناطق والبلدات الأوكرانية في وقت قصير، كما حدث في كورسك.

تحذيرات بوتين

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو، الدكتور ألكسندر فافيلوف، أن التحذيرات التي أطلقها بوتين في مايو/ أيار الماضي، حول مشاركة القوات الغربية في الهجوم على الأراضي الروسية، نراها على أرض الواقع حاليًّا في كورسك، ولكن بصورة أخرى كشفتها الاستخبارات الروسية.

وتمثلت تلك الصورة بمشاركة أجهزة استخبارات دول حلف الناتو، أمريكا وبريطانيا وبولندا، من خلال تقديم المعلومات الرسمية كافة للقوات الأوكرانية عبر الأقمار الصناعية ورسم الخطط الهجومية من دون مشاركة أي جندي أجنبي، وفق فافيلوف.

ويلفت فافيلوف، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى وجود ضغوط غربية على كييف لعدم انتظار موافقة الولايات المتحدة وبريطانيا على استخدام الأسلحة البريطانية في الحرب على روسيا، وذلك لتحقيق مآرب شخصية، وليس لحماية أوكرانيا.

وقال إن هذه الخطوة ستأتي بنتائج عسكرية، تتمثل في إعطاء موافقة ضمنية لروسيا باستخدام أقوى أسلحتها الفتاكة التي تُنهي الحرب في أيام.

أخبار ذات علاقة

موسكو تتهم الغرب.. كيف ساعدت دول الناتو أوكرانيا في غزو كورسك؟

 

توريط دول الناتو

ويوضح فافيلوف أن الولايات المتحدة قد تُورط دول الناتو، من دون التدخل المباشر، من خلال محاولات استفزازية تستهدف عزل موسكو دبلوماسيًّا وحصارها اقتصاديًّا، وهذه المحاولات قد تطيل أمد الحرب، في تكرار لسيناريوهات الحرب الكورية عام 1950، التي استمرت 3 سنوات، من دون الوصول إلى تسوية سياسية بين أطراف النزاع. 

من جانبه، يشير مدير مركز فيجن للدراسات الأوكرانية، الدكتور سعيد سلام، إلى أن قوات دول الناتو لم تُشارك حتى الآن في مساعدة الجيش الأوكراني، وأن ما يُقال حول مشاركة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والبولندية في خطط الهجوم على كورسك غير صحيح.

ويلفت سلام، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أن تلك الدول لم ترد حتى الآن على هذه الادعاءات، رغم رغبة أوكرانيا في الحصول على هذا الدعم، ومشاركة قوات الناتو في دفع المخاطر عن كييف.

ويضيف أن دول الناتو تعلم جيدًا العواقب الكارثية للمشاركة المباشرة بأي شكل من الأشكال في الحرب لصالح أوكرانيا، إذ ستُدَمَّر قواتها كاملة حال دخولها الأراضي الروسية بسبب قوة الاستخبارات الروسية، وتفوقها من حيث العدد والتقنيات العسكرية.

ويوضح سلام أن كييف طالبت الولايات المتحدة الأمريكية مرات بالموافقة على استخدام الأسلحة الغربية ضد الروس في الأراضي الأوكرانية، وحتى الآن لم تتلقَ كييف الرد الأمريكي.

ويؤكد أن استخدام هذه الأسلحة من شأنه أن يسهم في تغيير مسار الحرب وإضعاف القوات الروسية، لا سيما الجوية، التي أسهمت في السيطرة على مدينة بوكروفسك الأوكرانية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC