"حزب الله" يعلن قصف قاعدة "رامات ديفيد" الإسرائيلية بصواريخ "فادي 1"
أثار الهجوم الذي شنته جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة على العاصمة باماكو، تساؤلات حول ما إذا أصبحت مالي ملاذًا لهذا التنظيم المتشدد في منطقة الساحل الأفريقي.
ونفذ الهجوم الذي خلف 77 قتيلًا، ونحو 220 جريحًا، جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المتشددة، التي حاولت الاستيلاء على منشآت عسكرية ومدنية على غرار مطار باماكو.
ووجه الهجوم الأخير ضربة قوية للمجلس العسكري الذي يتولى السلطة في الدولة الواقعة غرب أفريقيا بعد انقلابين، في عامي 2020 و2021.
ويصر المجلس بقيادة الجنرال آسيمي غويتا على أن الوضع تحت السيطرة، رغم انتشار المتشددين المرتبطين بتنظيمي القاعدة وداعش، في منطقة الساحل منذ أعوام.
وعلق الخبير العسكري المتخصص في شؤون الساحل الأفريقي، عمرو ديالو، على هذه التطورات قائلًا، إن "تمدد القاعدة في مالي كان أمرًا منتظرًا في ظل مواجهة الجيش وحلفائه للعديد من الجماعات المسلحة على جبهات مختلفة، لكن ما هو غير متوقع هو أن تُهَاجَم العاصمة باماكو بهذا الشكل، وفي هذا التوقيت".
وتابع ديالو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الهجوم يؤكد أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في حرب استنزاف طويلة الأمد مع الجيش المالي وحلفائه الذين يقاتلون على جبهات أخرى في الشمال، حيث يهيمن الانفصاليون الطوارق".
وشدد على أن "خسائر الجيش المالي الأخيرة كبيرة وفادحة، شأنه شأن حلفائه، الأمر الذي يضع سرديات المجلس العسكري على المحك".
وأنهى ديالو حديثه بالقول إن "الشراكة مع روسيا أصبحت جدواها موضع شك، خاصة أنه لم يتم تحقيق سوى نجاح وحيد، ويعد بسيطًا، باستعادة كيدال معقل المتمردين الذين كانت ردة فعلهم أخيرًا قوية للغاية، إذ قتل حوالي 47 عسكريًا من الجيش، و94 من مرتزقة فاغنر".
من جانبه، قال المحلل السياسي، قاسم كايتا، إن "الهجوم الأخير الذي استهدف ثكنات للشرطة العسكرية ومطار عسكري في باماكو، يظهر نقلة نوعية على مستوى آليات وأدوات جماعة نصرة الإسلام القتالية، وهو أمر ينبغي أن تتفطن إليه السلطات الانتقالية".
وتابع كايتا، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "هناك إخلالات لا يمكن نكرانها، إذ أخفقت أجهزة الاستخبارات والأمن في استباق الهجوم، لذلك يجب على السلطات مراجعة حساباتها وآلية عمل هذه الأجهزة لسد الثغرات التي استغلتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين".
وأوضح أن "هذا الهجوم المميت يبعث رسائل ليس للحكومة المالية فحسب، بل حتى للخارج، حيث تنشط الجماعة في دول مثل النيجر، مفادها أنها قادرة على ضرب أهداف في أي مكان مهما تكن درجة تحصينه وتأمينه".
واستنتج كايتا أن "تنظيم القاعدة عبر ذراعه جماعة نصرة الإسلام والمسلمين ليس لديه هدف محدد، مثل السيطرة على باماكو، ولكنه يتحرك ويضغط باستمرار على الجيش في محاولة لتكبيده خسائر، والإضرار بصورته عبر نسف سردياته، التي يقول من خلالها إن الوضع تحت السيطرة (..) أعضاء الجماعة موجودون بشكل شبه دائم في الشمال، ويحاولون الآن التقدم صوب الجنوب، وهنا مكمن الخطر".