logo
العالم

"هجوم باماكو" يختبر قدرات الجيش المالي على التصدي للإرهاب

"هجوم باماكو" يختبر قدرات الجيش المالي على التصدي للإرهاب
العاصمة باماكو المصدر: (أ.ب)
19 سبتمبر 2024، 2:49 م

أثار الهجوم الذي شنته جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي على العاصمة المالية، باماكو، واستهدف مواقع ومنشآت عسكرية حساسة، تساؤلات حول قدرة الجيش المالي على التصدي للجماعات الإرهابية. 

ورغم إعلان الجيش عن تصديه للهجوم، الذي استهدف باماكو الهادئة مقارنة ببقية المدن المالية، إلا أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بثت مقاطع فيديو تظهر سيطرتها على مطار عسكري واستهدافها لثكنات أيضًا.

وقال المحلل المتخصص في شؤون الساحل الإفريقي سلطان ألبان إن "تقرير موقع (غلوبال فاير باور)، المختص في شؤون ترتيب الجيوش الصادر في العام 2023، منح الجيش المالي المرتبة 110 عالميًا، والمرتبة الـ21 أفريقيا، بحجم إنفاق دفاعي بلغ 591 مليون دولار، وضاعف المجلس العسكري الانتقالي الحاكم هذه القوة بـ5 طائرات مروحية من روسيا، وطائرات دون طيار من تركيا، ومعدات عسكرية مختلفة من الصين، فضلاً عن الدعم الذي تقدمه قوات فاغنر شبه العسكرية "الروسية" والبالغ عددها 1600 مقاتل تقريبًا". 

واستدرك ألبان في تصريح لـ "إرم نيوز": "لكن هذه القوة لم تستطع خدمة المجلس العسكري الحاكم الذي طالما سعى إلى تحرير المناطق الشمالية، وطرد الإرهاب من البلاد، بل إن الجيش تعرض لهزيمة كبيرة في معركة تيزاوتين، وأصبح حلم الانتصار على المجموعات المسلحة مستحيلاً، وبات التفكير، اليوم، يتعلق فقط في كيفية حماية العاصمة من السقوط".

واعتبر أن "أول تجربة عسكرية خاضها الجيش المالي، كشفت عن ضعفه وعدم فاعلية منظومته الدفاعية، إذ كيف يتعرّض جيش نظامي مدعوم بالسلاح الروسي والطائرات التركية، فضلاً عن قوات روسية (الفاغنر) لهزيمة مذلة، وعلى يد كوماندوز من 19 أو 12 عنصرًا؟". 

وأضاف أن "تمكّن المجموعات المسلحة من الوصول إلى مدرسة للدرك الوطني، ونقل معركتها إلى مطار عسكري في العاصمة، يعد تطورًا خطيرًا، ويعكس ضعف المنظومة الدفاعية، ودورها في حفظ الأمن".

أخبار ذات علاقة

هجوم عنيف على معسكر للجيش المالي في باماكو (فيديو)

 

وأنهى ألبان حديثه بالقول إن "هناك الكثير من التحديات اليوم، وأبرزها تأمين العاصمة، التي تأتي على رأس أولويات الرئاسة المالية في المرحلة المقبلة، لتفادي تكرار هذا السيناريو، وقد تدفع هذه التجربة المرّة قادة المجلس العسكري الانتقالي إلى التفكير في ضرورة مراجعة عقده مع شركة فاغنر، خاصة أن سكان القصر في باماكو باتوا قلقين على مستقبل العاصمة".

من جانبه، قال المحلل السياسي المالي قاسم كايتا إن "الجيش تعرّض لانتكاسات حقيقية في الآونة الأخيرة، لكن من غير الواضح كيف ستكون ردة فعله، هل ستكون بشن هجوم مضاد كاسح؟ خاصة بعد استبعاد العقيد آسيمي غويتا أي فرص للحل السلمي".

وأوضح كايتا لـ"إرم نيوز" أن "الأزمة المالية متشعبة ومعقّدة، وأعتقد أن إستراتيجية الحسم العسكري لم تثبت جدواها بعد، لذلك فإن القيادة مطالبة بتغيير إستراتيجيتها". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC