logo
العالم

الساحل الإفريقي يتحول إلى مسرح جديد للصراع بين روسيا وأوكرانيا

الساحل الإفريقي يتحول إلى مسرح جديد للصراع بين روسيا وأوكرانيا
عناصر فاغنر شمالي ماليالمصدر: AP
25 أغسطس 2024، 2:59 م

عززت مطالبة كونفدرالية الساحل الجديد في إفريقيا مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات ضد أوكرانيا؛ بسبب اتهامها بدعم "جماعات إرهابية" في المنطقة تحول غرب القارة السمراء إلى مسرح جديد للصراع بين كييف وموسكو.

بدأت القصة عندما نصبت الحركات الأزوادية كمينًا محكمًا للجيش المالي وحلفائه من مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية، ما أوقع خسائر فادحة في صفوف الأخيرين، ولم تخفِ أوكرانيا دعمها للحركات الأزوادية وهو أمر أثار غضبًا من باماكو ونيامي.

وقال وزراء خارجية مالي، بوركينافاسو والنيجر في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي: "ندعو مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته إزاء اختيار أوكرانيا المتعمد دعم الإرهاب".

وطالبوا في الرسالة، المجلس بـ"اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد هذه الأعمال التخريبية التي تعزز الجماعات الإرهابية في إفريقيا، وتشكل مظهرًا من مظاهر تورط دول أجنبية راعية في نشر الإرهاب في المنطقة".

وفي هذا الصدد، ذكر المحلل السياسي المالي قاسم كايتا أن "منطقة غرب إفريقيا ستتحول فعلًا إلى ساحة حرب بين روسيا وأوكرانيا".

وأضاف كايتا في تصريح لـ"إرم نيوز" أنه لا يمكن الجزم بما إذا كانت أوكرانيا سترسل قوات، أو ستزود الجماعات المسلحة في المنطقة بمعلومات استخبارية مهمة، ولكن الثابت وجود بوادر صراع مفتوح بين كييف وموسكو في غرب إفريقيا".

أخبار ذات علاقة

الصراع بين كونفدرالية الساحل الأفريقي وأوكرانيا يأخذ بُعدًا دوليًا جديدًا

 

وتابع: "المشهد يتعقد في غرب إفريقيا في الواقع، ويوجد مؤشرات تدعم فرضية تحول المنطقة إلى ساحة صراع بالوكالة بين روسيا وأوكرانيا، ومن أهم هذه المؤشرات إقدام سفارة أوكرانيا في السنغال بنشر إعلان يدعم المسلحين في مالي".

ورأى أن "أوكرانيا تجازف بعلاقاتها مع إفريقيا؛ لأنه لا مستقبل للجماعات المسلحة التي ستنهزم عاجلًا أم آجلًا، ودبلوماسيًّا تلقت كييف صدمات بعد أن قطعت نيامي وباماكو علاقاتها معها، أعتقد أن على أوكرانيا مراجعة سياساتها".

وفي السنوات الأخيرة، عززت روسيا جهودها الدبلوماسية في إفريقيا من أجل منافسة الغرب في البلدان التي تعدُّ حليفة لها تقليديًّا.

وشنت الجماعة الانفصالية تمردًا ضد حكومة المجلس العسكري في 2012، ولكن جماعات إسلامية قادت هذا التمرد فيما بعد.

وأبرمت الجماعة اتفاق سلام مع باماكو في 2015، ولكن حركة الإطار الإستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية انسحبت من المحادثات في نهاية 2022، ما جعل المجلس العسكري الذي يتولّى السلطة في مالي منذ 2020، من استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد إحدى أولوياته.

بدوره، علق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية جيروم بونيه على هذه التطورات بالقول إن "غرب إفريقيا منطقة مأزومة، ولا يمكنها تحمل مزيد من النزاعات، ولكن يبدو أن هناك رغبة من أوكرانيا وروسيا لفتح جبهات جديدة".

وأوضح بونيه لـ "إرم نيوز" أن "أوكرانيا تريد الضغط على روسيا بعد الغزو الذي شنته في 24 فبراير / شباط 2022، ولكن هل هذا سيقودنا حتمًا لصدام مباشر على أرض إفريقيا؟ يصعب الجزم بذلك، ولكن الثابت أن كييف ستسعى لكسر ما يعرف بالهيبة الروسية".

 

أخبار ذات علاقة

كيف تخطط واشنطن لتحريك أحجار الدومينو في الساحل الأفريقي؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC