logo
العالم

ما دلالات زيارة بوتين لأذربيجان وتأثيرها على الأحداث في المنطقة؟

ما دلالات زيارة بوتين لأذربيجان وتأثيرها على الأحداث في المنطقة؟
بوتين يلتقي الرئيس الأذريالمصدر: رويترز
19 أغسطس 2024، 11:25 ص

 عبدالهادي كامل

في خضم التطورات الجارية في أوروبا الشرقية وآسيا الغربية، يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارةً لدولة أذربيجان، ويلتقي زعيمها إلهام علييف للمرة الثانية خلال 4 أشهر، في محاولةٍ لتوسيع التعاون الإستراتيجي وتعزيز النفوذ الروسي في دول آسيا الوسطى.

ووصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، إلى مطار العاصمة الأذربيجانية "باكو"، وكان في استقباله نظيره الأذربيجاني، إلهام علييف، رغم مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.

أخبار ذات علاقة

بظل الصراع بين روسيا والغرب.. هل تصبح أرمينيا "أوكرانيا جديدة" في قلب القوقاز؟

وتأتي زيارة الرئيس الروسي لأذربيجان في توقيت غاية في الأهمية، نظرًا لسخونة الأحداث في بحر قزوين بين "باكو وطهران"، وبين "باكو ويريفان"، حيث تسعى موسكو إلى تعزيز التعاون الإستراتيجي مع باكو، وكسر حالة العزلة الدولية التي يحاول "الناتو" فرضها على روسيا؛ بسبب الحرب الأوكرانية الروسية.

وذكرت وكالة الأنباء الروسية الحكومية "تاس"، أن الرئيسين تناولا العشاء معًا قبل أن يتوجها لإجراء محادثات أولية غير رسمية، والتي يعقبها اللقاء الرسمي بين الزعيمين في قصر "زوغولبا" على ضفاف بحر قزوين.

واستضاف قصر "زوغولبا" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرتين؛ الأولى خلال اللقاء الأهم بين الرئيس بوتين ونظيره الأذربيجاني الراحل حيدر علييف في كانون الثاني/ يناير 2001، والثانية خلال محادثات القمة الروسية الأذربيجانية بين بوتين وإلهام علييف في الـ13 من آب/أغسطس 2013.

وكشف السفير الأذربيجاني لدى روسيا، بولاد بلبل أوغلو، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف سيعقدان حوارًا موسعًا في باكو، إذ إن العلاقات الثنائية بين البلدين على مستوى عالٍ من التفاعل بين الحلفاء.

رمز خاص للعصر السوفيتي

وقال السفير الأذربيجاني في مقابلة مع وكالة "تاس" الروسية، إن زيارة رئيس أذربيجان إلهام علييف إلى روسيا في نيسان/ أبريل الماضي، والمحادثة المطولة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ناقشت العديد من القضايا.

وأضاف: "شارك رئيسنا في الاجتماع الرسمي المخصص للذكرى السنوية الخمسين لخط بايكال-آمور الرئيس، كما تعلمون، لعب والد رئيسنا، حيدر علييف، دورًا رئيسًا في بناء وإكمال خط بايكال-آمور الرئيس، وأشار جميع المشاركين في الاجتماع إلى مساهمته الشخصية".

وأوضح أوغلو: "لم يكن خط بايكال-آمور الرئيس مجرد بناء، بل كان رمزًا خاصًّا للعصر السوفيتي، وتجدر الإشارة إلى أنه حتى اليوم لا يزال خط بايكال-آمور الرئيس يعمل لصالح روسيا الحديثة".

من جانبه، يرى حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أن زيارة بوتين إلى أذربيجان في هذا التوقيت تأتي في إطار سعيه لتعزيز علاقات بلاده مع دول وسط آسيا، وذلك بعد تصاعد النفوذ التركي في المنطقة الآسيوية خلال السنوات الماضية، وذلك من خلال تطوير الشراكة الإستراتيجية بين موسكو وباكو في كافة المجالات المتنوعة، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الدولية.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية في تصريحات لـ "إرم نيوز" إلى أن روسيا تعتبر حليفًا لأرمينيا، رغم أنها لم تتدخل لإنهاء الصراع بينها وبين أذربيجان، لذا فمن المتوقع أن تتناول القمة المنتظرة بين بوتين وعلييف مفاوضات السلام بين البلدين حول منطقة ناغورنو كاراباخ.

وتوقع فارس أن تُناقش القمة المرتقبة أيضًا توتر العلاقات بين باكو وطهران بعد الحشد العسكري والتدريبات الجوية لأذربيجان على الحدود الإيرانية خلال الأيام الماضية، خاصةً وأن روسيا أصبحت من الأصدقاء المقربين لطهران.

محمود الأفندي، المحلل السياسي، قال إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لها الكثير من الدلالات في هذا التوقيت الذي يحاول فيه الغرب فرض المزيد من العزلة الدولية على موسكو، وهي تعتبر رسالة روسية قوية تدل على أن بوتين لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه المحاولات الغربية وتحديدًا تحركات الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار الأفندي لـ "إرم نيوز" إلى أن اللقاء الثاني الذي يجمع بوتين وعلييف من المتوقع أن يُثمر عن الكثير من القرارات المصيرية التي تعزز الموقف الروسي في الحرب الأوكرانية من خلال تعزيز التعاون الإستراتيجي مع باكو، والتي تعتبر البوابة الشرقية لموسكو، لمنع المحاولات الأوكرانية لاستغلال الأراضي الأرمينية للدخول إلى روسيا كما حدث في كورسك.

وأضاف المحلل السياسي أن هناك حالة من الزخم تشهدها زيارة بوتين لباكو، خاصة وأنه سيعقد الكثير من اللقاءات الثنائية مع مسؤولي أذربيجان، والتي تُعقد في أعقاب اللقاء الرسمي مع نظيره الأذربيجاني، ويأمل بوتين من هذه الزيارة إغلاق الثغرات أمام أوكرانيا بعد تحركاتها العسكرية الأخيرة مع يريفان، والتي ما زالت مصدر قلق للكرملين حتى الآن.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC