من اليمين إلى اليسار.. كيف صعد التطرف في شرق ألمانيا؟

يشهد شرق ألمانيا صعودا لافتا للأحزاب المتطرفة يمينا ويسارا، فإلى جانب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، يبرز تحالف "العقل والعدالة" اليساري كقوة صاعدة عشية الانتخابات الإقليمية.

وفي تورينجيا، حيث ستُعقد الانتخابات الإقليمية في الأول من سبتمبر المقبل، من المتوقع أن يحلّ اليمين المتطرف في المقدمة، وعلى اليسار، من المتوقع أيضًا أن يحقق "العقل والعدالة"، الحزب الشعبوي المناهض للهجرة والمؤيد لرفع العقوبات عن موسكو، تقدمًا كبيرًا.

وتُعد تورينجيا، بـ 2,1 مليون نسمة، إحدى الولايات الأقل سكانًا في ألمانيا، ومع ذلك، فإن الانتخابات التي ستُجرى بها يوم الأحد المقبل تشد الأنظار.

 

ويشرح تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية أسباب هذا "الحماس" الذي يرافق الانتخابات المرتقبة، موضحا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، بقيادة بيورن هوكي، لديه فرصة جيدة للوصول إلى القمة، إذ تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى حصوله على 30% من الأصوات، أي أكثر بـ 7 نقاط من الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات الإقليمية لعام 2019.

وأكدت "لوموند" أنه في المقابل، فإنّ التشكيل اليساري، الذي أسس قبل سبعة أشهر فقط، يقترب من 20% من نوايا التصويت، معتبرة أنّ "هذا الاختراق، إذا تم تأكيده في صناديق الاقتراع، قد تكون له تداعيات تتجاوز حدود هذه المنطقة الصغيرة".

وقدمت الصحيفة الفرنسية قراءة للخطوط الكبرى لهذا الحزب، وقالت إنه في ما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية، لا يكاد يميز نفسه عن حزب "دي لينكه" اليساري، وهو يمثل "الجناح المتشدد" لهذا الحزب ذي المرجعية الماركسية.

وبالنسبة إلى المسائل المجتمعية، يتخذ حزب "العقل والعدالة" موقفًا أكثر تحفظًا، في علاقته بقضايا الحدود المفتوحة والعنصرية وتغير المناخ، ويعتبر أن من المهم الاهتمام بالملفات المرتبطة بالحياة اليومية للمواطنين.

وأشارت "لوموند" إلى أن خطاب الحزب بدأ ينتشر بشكل واسع في ريف تورينجيا، حيث تمتد الغابات الشاسعة، ويجد هذا الخطاب صدى بين السكان في جينا، العاصمة الاقتصادية لهذا الإقليم.

ووفق أرقام رسمية، حصل الحزب الشعبوي، في الانتخابات الأوروبية التي جرت في 9 يونيو الماضي، على 6.2% من الأصوات على المستوى الوطني، وحقق أعلى نتيجة له ​​في إقليم تورينجيا (15%).