"دافعة للتسوية".. واشنطن راضية عن "الضربة الاستباقية" الإسرائيلية

فريد كمال

كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن واشنطن راضية عن "الضربة الاستباقية" التي أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذها ضد حزب الله الأحد، إذ اعتبرتها دافعًا للتسوية مع ميليشيا "حزب الله"، وتحقيق صفقة غزة مع حركة حماس. 

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن الأمريكيين الذين لم يساعدوا بفاعلية في الدفاع ضد هجوم حزب الله، يعتقدون أن الردع الإسرائيلي أثبت فاعليته، والآن تريد إسرائيل والولايات المتحدة، ترجمة هذا النجاح في عدة ملفات أخرى، منها صفقة تبادل الأسرى والوصول لرئيس حركة حماس يحيى السنوار، والتسوية مع حزب الله.

وأكملت معاريف: "الآن تريد أمريكا وإسرائيل، الاستفادة من هذا الإنجاز، لمنع التصعيد الإقليمي، وتعزيز التسوية بين إسرائيل وحزب الله، فضلًا عن الترويج لصفقة الرهائن، وهي أهداف مرتبطة ببعضها".

واتفق الأمريكيون مع المخابرات الإسرائيلية التي ذكرت أن "حزب الله" سيطلق نيرانًا واسعة النطاق على إسرائيل نحو الساعة الـ5:00 صباحًا، وبالتالي لم يعارضوا الضربة الاستباقية - لكنهم طلبوا من إسرائيل الاكتفاء بذلك وعدم تعميق الهجوم.

وكانت الولايات المتحدة حذَّرت في الأشهر الأخيرة، من أنه إذا بدأت إسرائيل عملية في لبنان بمبادرة منها، فلن تدعمها، لذلك، فإن حقيقة دعم البيت الأبيض لإسرائيل تشير إلى أن الأمريكيين فهموا الحاجة إلى اتخاذ إجراء وقائي، وفق المصدر الإسرائيلي.

ويعتقد الأمريكيون، أن قيام ميليشيا "حزب الله" بحصر ردها على الأهداف العسكرية وامتناعها عن مهاجمة تل أبيب وكذلك الأهداف المدنية، يشير إلى أن الردع الإسرائيلي أثبت فاعليته، وأن رسالة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعدم توسيع نطاق المواجهة من الطرفين، قد نجحت.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن المقصود من وصول رئيس الأركان الأمريكي الجنرال تشارلز براون إلى المنطقة، إظهار القوة وردع الجهات التي تهاجم إسرائيل، وفي المقام الأول ردع إيران والحوثيين والميليشيات الشيعية في العراق. 

وفق الصحيفة الإسرائيلية، فإن التصور في إسرائيل والولايات المتحدة بأن الرد الإيراني لن يأتي اليوم أو غدًا، لكنه لم يختف أيضًا.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لـ "معاريف" إن "الأمريكيين لم يساعدوا إسرائيل في الدفاع النشط، ولكن كان هناك عزم على تحصيل ثمن كبير آخر من حزب الله يتجاوز الضربة الوقائية".

وبحسب قوله، فقد تقرر الاكتفاء بالهجوم الذي تم، مع الاتفاق على أن يكون الرد وفق "القواعد المتعارف عليها"، بحيث لا يؤدي إلى تصعيد إقليمي، وعدم تعميق الضرر على حزب الله، والسبب هو أن إسرائيل لم تكن لديها منذ البداية أي "نيّة"، للوصول إلى حرب شاملة.

وكان كلٌّ من إسرائيل والولايات المتحدة أعربتا، الأحد، عن ارتياحهما لنتائج التبادل العنيف لإطلاق النار على الحدود الشمالية، إذ ساعد الأمريكيون إسرائيل بالمعلومات الاستخباراتية، وكانوا نشطين جدًّا خلف الكواليس بدعوى منع التدهور الإقليمي، بالتعاون مع أطراف دولية أخرى، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وفق المصدر الإسرائيلي.