وكالة: غارة جوية إسرائيلية استهدفت 3 سيارات محملة بمواد طبية وإغاثية في حمص

logo
العالم العربي

"لن أذهب إلى كانوسا".. تبون يستبعد زيارة فرنسا

"لن أذهب إلى كانوسا".. تبون يستبعد زيارة فرنسا
الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والجزائري عبد المجيد تبونالمصدر: أ ف ب
06 أكتوبر 2024، 12:09 م

استبعد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بشكل نهائي زيارة دولة مؤجلة إلى فرنسا، مستدعيا التاريخ بقوله: "لن أذهب إلى كانوسا"، في إشارة إلى توتر العلاقات بين البلدين.

 وقال تبون في مقابلة تلفزيونية أمس "لن أذهب إلى كانوسا"، ويستحضر الرئيس الجزائري بذلك حادثة تاريخية عن اعتذار الامبرطور الروماني هنري4 للبابا غريغوري في قلعة كانوسا في إيطاليا، التي أصبحت "رمزا للإذلال والخضوع"، فشبه تبون زيارة فرنسا بالذهاب الى كانوسا.

وبحسب تقرير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، كانت الزيارة، التي كان من المقرر إجراؤها في الأصل في مايو 2023 وتأجلت عدة مرات، محددة أخيرًا لبداية أكتوبر الجاري، لكنها ألغيت الآن، موضحا أن هذا القرار يأتي في أعقاب دعم فرنسا في يوليو الماضي لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء المتنازع عليها، وهو ما أثار غضب الجزائر.

وردت الجزائر بسحب سفيرها من باريس وتقليص تمثيلها الدبلوماسي، مكتفية بإبقاء قائم بالأعمال فقط في العاصمة الفرنسية.

أخبار ذات علاقة

هل يستجيب تبون لـ"اليد الممدودة" من ماكرون لتجاوز القطيعة؟

التوترات الدبلوماسية والمظالم التاريخية

وأوضح التقرير أن تبون ربط خلال المقابلة التوترات الحالية بالشكاوى التاريخية الممتدة منذ فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر بين 1830 و1962. 

ووصف تبون الاستعمار بأنه شكل من "الإبادة الجماعية"، مدعيًا أن السياسات الفرنسية كانت تهدف إلى استبدال السكان المحليين بالمستوطنين الأوروبيين.

وقال تبون إن "الاستبدال الحقيقي للسكان كان في الجزائر، حيث تم طرد السكان المحليين وحدثت مذابح بجيش إبادي"، مؤكدا أن عدد السكان في الجزائر تراجع إلى تسعة ملايين فقط بعد 132 عامًا من الاستعمار.

وجدد مطالبته بـ"الحقيقة التاريخية" من فرنسا، متهما  "أقلية كارهة" في فرنسا بعرقلة أي تقدم في معالجة هذه القضايا التاريخية.

أخبار ذات علاقة

ملفات عالقة تضع زيارة الرئيس الجزائري إلى فرنسا على المحك

الإرث النووي والمطالبة بالمسؤولية

وبحسب التقرير، أثار الرئيس الجزائري قضية التجارب النووية التي أجرتها فرنسا في الجزائر بين عامي 1960 و1966 في الصحراء الكبرى.

 ودعا تبون فرنسا إلى تحمل مسؤولية تنظيف التلوث الإشعاعي الذي تسببت به تلك التجارب، مشيرًا إلى الوثائق التي رفعت عنها السرية عام 2013، والتي كشفت عن انتشار الإشعاع في مناطق واسعة من غرب إفريقيا وجنوب أوروبا.

وقال تبون: "إذا أردتم أن نكون أصدقاء، تعالوا لتنظيف مواقع التجارب النووية"، مؤكدًا التأثيرات المستمرة للنشاط النووي الفرنسي في الجزائر وأثره على العلاقات الثنائية.

اتفاقية 1968 بين الجزائر وفرنسا

كما تناول الرئيس الجزائري اتفاقية 1968 بين الجزائر وفرنسا، التي تمنح الجزائريين حقوقًا خاصة للإقامة والعمل والتنقل في فرنسا.

وانتقد تبون اليميني المتطرف في فرنسا لاستخدامه هذه الاتفاقية كأداة سياسية، واصفًا إياها بأنها "رمز" للمجموعات المتطرفة التي تسعى إلى إلغائها.

بدورها، رفضت الجمعية الوطنية الفرنسية في ديسمبر 2023، اقتراحًا بإلغاء اتفاقية 1968، التي تُعفي الجزائريين من القوانين العامة للهجرة وتسمح لهم بالحصول على "شهادات إقامة" بدلاً من تصاريح الإقامة التقليدية.

وتستمر هذه الاتفاقية، التي تم توقيعها في فترة كانت فيها فرنسا بحاجة إلى يد عاملة لاقتصادها، في إثارة الجدل في السياسات الداخلية الفرنسية وفي علاقاتها مع الجزائر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC