وسط جمود سياسي.. تونس تعرض الوساطة بين أطراف الأزمة الليبية

عرضت تونس وساطتها على الفرقاء الليبيين في ظل جمود سياسي تعانيه البلاد بعد 3 سنوات من انهيار العملية الانتخابية التي كانت مقررة في ديسمبر / كانون الأول من العام 2021.

وأكد وزير الخارجية التونسي نبيل عمار ثقة بلاده في قدرة الليبيين على تجاوز الظرف الراهن والتوصل للتوافقات الضرورية لضمان أفضل الظروف لتنظيم الانتخابات وإنجاحها.

وقال عمار إن "تونس مستعدة لدعم الحوار الليبي - الليبي للتوصّل إلى حل سلمي والتسوية المناسبة التي تضمن تحقيق الاستقرار الأمني بعيدًا عن التدخلات الأجنبية''.

وفي معرض حديثه عن المقاربة التونسية في التعاطي مع تطورات الأوضاع في ليبيا في حوار مع صحيفة "الصباح" المحلية قال عمار إن "تونس تدعم بقية المبادرات الرامية إلى إيجاد تسوية للأزمة''.

 

"وضع معقد"

وعلّق المحلل السياسي التونسي محمد ذويب على هذا الأمر بالقول، إن "أي خطوة تقدم عليها تونس تجاه ليبيا تعد خطوة إيجابية وفي الاتجاه الصحيح".

وأضاف ذويب لـ "إرم نيوز" أن "تونس تبقى غير قادرة على إيجاد حل في ليبيا لأن مصالح القوى الكبرى أكبر ونفوذها أقوى وأدوات إدارتها للصراع متطورة وفعالة". 

ورأى أن "الوضع في ليبيا معقَّد، فلا توجد دولة أو حزب موحد أو جهة معينة مسيطرة على البلاد للحديث معها والتوسط بينها".

وتابع ذويب: "يبقى الحل في ليبيا صعب المنال، خاصة في ظل انتشار السلاح والميليشيات وغياب سلطة موحدة تفرض القانون وتداخل اللاعبين في البلد والمستفيدين من حالة الفوضى. لذلك فإن مبادرة تونس على أهميتها تبقى بلا فائدة للأسف".

 

الدول الفاعلة

من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي حسام الدين العبدلي، إن "العرض التونسي تم على هامش لقاء الرئيس قيس سعيد مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون".

وقال العبدلي لـ"إرم نيوز": "أعتقد أن هذا العرض جاء في وقت مهم جدًا، بعد إفساد التوافقات التي تم التوصل إليها بين الليبيين في القاهرة".

ورأى أن "على تونس وضع أمور عدة في الحسبان، أهمها أن الحوار قد لا يفضي إلى حل بالنظر إلى التجارب السابقة، ولأن هذه الحوارات لا تشمل الجميع بل تقتصر في كثير من الأحيان على مجلسي النواب والدولة".

وتابع العبدلي، أن على "تونس فتح قنوات التواصل مع دول فاعلة بعينها تملك مفاتيح الحل في ليبيا مثل تركيا وروسيا، وهما طرفان متدخلان بقوة ولهما نفوذ على الأطراف الداخلية في ليبيا".

وخلُص إلى أن "وساطة تونس يجب ألا تكون أحادية، ويجب أن تكون في تشاور مع البعثة الأممية".