logo
العالم العربي

سقف عالٍ للتهديدات.. هل تنهار قواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله؟

سقف عالٍ للتهديدات.. هل تنهار قواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله؟
نصر الله عقب اغتيال القيادي بالحزب فؤاد شكرالمصدر: رويترز
03 أغسطس 2024، 6:42 م

أثار خطاب الأمين العام لميليشيا حزب الله اللبناني حسن نصر الله الأخير بشأن الدخول مع إسرائيل في معركة كبرى، عقب اغتيال القيادي بالحزب فؤاد شكر، التساؤلات حول استعداد الحزب لهذه المعركة. 

وقال نصر الله في خطابه: "إن المعركة مع إسرائيل قد دخلت مرحلة جديدة، ولم تعد جبهات إسناد بل معركة كبرى مفتوحة ساحاتها: غزة، وجنوب لبنان، واليمن، والعراق، وإيران"، مشيراً إلى أن توقف تصاعد الحرب يعتمد على سلوك إسرائيل وردود فعلها.

أخبار ذات علاقة

نصر الله يخرج عن المألوف ويكشف شكل "المعركة الكبرى" (فيديو إرم)

 وأضاف: "العدو لا يعرف من أين سيأتي ردنا، هل من شمال فلسطين أو جنوبها، وهل سيكون متفرقًا أم متزامنًا"، مستكملاً: "المنطقة أمام معركة كبرى ستكون لها تداعيات لا يدركها البعض على مستقبل العدو"، وفق تعبيره.

ورداً على ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "إنه على نصر الله الكف عن الخطابات التفاخرية والتهديدات والكذب، قبل أن يدفع الثمن غاليًا"، مضيفًا عبر منصة "إكس": "سنتحرك بكل قوة لإعادة الأمن لسكان الشمال".

رسائل التهديد

ويرى الخبير في الأمن القومي أليف صباغ أن "التهديدات التي أطلقها نصر الله تأتي في إطار رسائل التهديد التي دأب الحزب على توجيهها لإسرائيل على مدار الأشهر الماضية"، مشدداً على أن حزبه لا يرغب في حرب مفتوحة.

وقال صباغ لـ"إرم نيوز": "إن نصر الله يدرك خطورة اندلاع الحرب الكبرى مع إسرائيل على لبنان بشكل خاص، كما أنه وقيادات حزبه يدركون أن مثل هذه الحرب لن تجعل إسرائيل بمواجهة إيران وحلفائها منفردة؛ بل ستكون مدعومة من الولايات المتحدة والدول الغربية".

"تصريحات نصر الله تأتي كمحاولة للتأثير على الولايات المتحدة لممارسة دور أكبر في الضغط على إسرائيل ودفعها للتوصل لاتفاق سياسي ينهي التوتر الأمني والعسكري في منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك الحرب في غزة"، وفق الصباغ.

وأضاف: "قواعد الاشتباك الحالية بين إسرائيل ولبنان ملائمة أكثر لميليشيا الحزب، وليست لدى قيادته الرغبة في تغييرها بالرغم من عمليات الاغتيال الأخيرة"، مبينًا أن ردود الحزب ستكون محدودة، وفي إطار تلك القواعد.

وزاد: "الحرب الكبرى خيار تحاول جميع الأطراف تجنبه، خاصة وأنه سيجر المنطقة إلى مواجهة مفتوحة ومدمرة، على غرار ما يحدث في قطاع غزة"، مؤكدًا أن الأطراف الدولية والإقليمية ستعمل على تهيئة الظروف الملائمة للتهدئة بالمنطقة.

سيناريوهان للمنطقة

ويرى خبير الشؤون الإقليمية والدولية رفيق أبو هاني، "أن حزب الله يستعد في إطار التصعيد مع إسرائيل لسيناريوهين اثنين: الأول يتمثل في نجاح الضغوط الدولية والإقليمية في التوصل لاتفاق للتهدئة على مختلف الجبهات" إذ إن نصر الله وقيادات حزبه لديهم رغبة في عدم الدخول بمواجهة مفتوحة رغم التصريحات المعلنة بهذا الشأن، خاصة وأن الوضع في لبنان لا يسمح بالدخول في حرب مع إسرائيل نظرًا للظروف السياسية والاقتصادية المعقدة".

وأضاف أبو هاني لـ"إرم نيوز": "أما السيناريو الثاني فيتمثل بمواجهة مفتوحة ومتعددة الجبهات، في إطار تصريحات نصر الله، وهو الأمر الذي سيدفع الولايات المتحدة ودولًا غربية حليفة لإسرائيل لأن تكون شريكة مباشرة لها في الحرب ضد إيران وحلفائها".

وأشار إلى أن "ذلك سيكون بمثابة وصفة لتدمير المنطقة بالكامل، كما أنها مؤشر على اندلاع حرب عالمية جديدة، فيما يمكن أن يُستخدم في هذه الحرب أسلحة محرمة دوليًا، ما يعني أن تأثيرها سيكون لعقود طويلة".

وختم: "السيناريو الأقرب هو تصعيد محسوب النتائج بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، ما يمنح الطرف الأول فرصة لتجميل صورته في المنطقة، فيما تُبقي تل أبيب على نجاحاتها السياسية والعسكرية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC