بعد "التصريحات النارية".. هل بدأ الرد الإيراني على إسرائيل من دير الزور السورية؟
بينما كان جمهور ما يسمى بـ"محور المقاومة" ينتظر قصفًا إيرانيًا ضد مواقع داخل إسرائيل، بعد التهديدات النارية بالانتقام لمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، فوجئ بمعركة للميليشيات الإيرانية في سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وأفادت حسابات إخبارية أن استهداف الميليشيات الإيرانية لقوات سوريا الديمقراطية في منطقة دير الزور شمال شرق سوريا، يُعد بشكل ما ردًا إيرانيًا جزئيًا على إسرائيل.
وعللت الحسابات ذلك بأن "قسد" مدعومة من واشنطن التي تعد الحليفة الأولى لإسرائيل، وبالتالي فإن استهداف الميليشيا الإيرانية لأحد الأذرع الأمريكية في سوريا، أي قسد، يُعد بشكل ما جزءًا من الرد الإيراني على إسرائيل.
وسبق لطهران أن قصفت أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وزعمت أن ذلك يأتي في سياق الرد على إسرائيل التي تحتفظ بمقرات استخبارية في الإقليم، بحسب القراءة الإيرانية.
ووفق أحدث التقارير، قُتل 13 شخصًا، بينهم 11 مدنيًا على الأقل جراء اشتباكات بين الميليشيات الإيرانية وقوات سوريا الديمقراطية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة.
وكانت الاشتباكات قد بدأت، الأربعاء، إثر شن الميليشيا الإيرانية هجمات على بلدات تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وأفاد المرصد عن مقتل "11 مدنيًا" بينهم "ستة أطفال"، نتيجة "قصف مكثف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة من مناطق تمركز" الميليشيا الإيرانية في الضفة الغربية لنهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، طال "منازل المدنيين في قرية الدحلة".
في المقابل، قُتل عنصران من الميليشيا المدعومة من إيران "بقصف مدفعي نفذته قوات سوريا الديمقراطية استهدف قرية البوليل".
ويعبر نهر الفرات محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على الضفة الشرقية للفرات، بينما تتمركز الميليشيا الموالية لإيران على الضفة الغربية، وهي تتواصل هناك عبر الحدود مع فصائل عراقية تحمل نفس الأيديولوجيا موالية لإيران.
وتشكل المنطقة الممتدة من مدينة البوكمال عند الحدود العراقية حتى مدينة الميادين مركز ثقل إيراني.
وتضم مدينة دير الزور مقرات إيرانية لمستشارين عسكريين ومؤسسات ومركزا ثقافيا إيرانيا، وفق المرصد.
وشكّلت قوات سوريا الديمقراطية رأس حربة في قتال تنظيم داعش الذي أعلنت دحره جغرافيًا من آخر مناطق سيطرته عام 2019.
ولا تزال خلايا من التنظيم المتطرف تنشط في البادية السورية المترامية الأطراف، منفذة هجمات ضد قوات الحكومة السورية وقسد.
ويرى خبراء أن هذا التحرك الأخير لميليشيا إيران في سوريا يُعد بمثابة رسالة لواشنطن، والقول بأنها "تمتلك بديلاً عن الميليشيات العراقية التي تخضع، بهذا القدر أو ذاك، لسيطرة الحكومة العراقية، المدعومة أمريكيًا، فيما الميليشيات الإيرانية في سوريا لا تخضع سوى لسلطة طهران".
وعلل بعض الخبراء توقيت هذا التحرك بالتشويش على شحنات الأسلحة الإيرانية لميليشياتها في سوريا ولبنان عبر تلك المنطقة الحدودية، استعدادًا للرد المنتظر ضد إسرائيل.
