عاجل

الجيش الإسرائيلي يعلن شن ضربات على "حزب الله" في جنوب لبنان

logo
العالم العربي

قبل حوار جنيف.. حراك سوداني لإظهار صوت الرافضين للحرب

قبل حوار جنيف.. حراك سوداني لإظهار صوت الرافضين للحرب
أعمدة الدخان تتصاعد في الخرطوم جراء الحرب بين الجيش وقوات...المصدر: رويترز
27 يوليو 2024، 12:29 م

يشهد السودان هذه الأيام حراكا واسعا يطالب بوقف الحرب المدمرة في البلاد.

وتقود الحراك قوى سياسية وتجمعات نقابية ومهنية، وسط تطلعات بأن يدفع ذلك باتجاه نجاح محادثات وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي يتوقع أن تبدأ في جنيف بسويسرا في 14 الشهر المقبل.

ووجدت الحملة التي أطلقتها لجنة المعلمين السودانيين لإيقاف الحرب، اليوم السبت، تجاوبًا واسعًا من مختلف القوى السياسية والمهنية التي سارعت للترحيب بها، معلنة دعمها ومساندتها حتى بلوغ غايتها.

وقال المتحدث باسم لجنة المعلمين السودانيين، سامي الباقر، إن الحملة التي انطلقت اليوم السبت، تهدف لإبراز صوت الرافضين للحرب، والمطالبة بالسلام، لجهة أن قطاع التعليم من أكثر القطاعات تأثرا بالحرب.

أخبار ذات علاقة

اتهامات للجيش السوداني باعتقال مئات المدنيين لدوافع عرقية

 

وأوضح الباقر أن المعلمين هم الأقدر والأجدر لقيادة حراك الشعب السوداني الرافض لاستمرار الحرب.

وأكد في تصريح، لـ"إرم نيوز"، أن الحملة ستسمر حتى بلوغ الغاية، وفقا لفعاليات متعددة ومتنوعة، ستكون نواة لجمع الرافضين للحرب من كل قطاعات الشعب السوداني.

وأشار إلى أن الرافضين للحرب هم الكتلة الحرجة والأغلبية الصامتة.

ولفت إلى أن حملة وقف الحرب وفق برنامج للتشبيك مع الكيانات الأخرى المناهضة للحرب مستمرة في إطار موحد للضغط على الطرفين المتصارعين لوقف الحرب، بعد تجريدها من أي سند شعبي لها ومن أي مشروعية لاستمرارها.

وأضاف: "الحرب أصلا لا سند لها وسط الشعب السوداني، ولا مشروعية، لكن الداعين لها كان صوتهم عاليًا بسبب التضليل الذي يتبعوه".

وأردف: "آن الأوان لبروز الصوت السوداني الرافض للحرب، بعد مرور 16 شهرا وظهور الفظائع بسببها، وستكون هنالك المزيد من الفظائع حال استمرارها".

مذكرات للضغط الدولي

وأعلن سامي الباقر أن لجنة المعلمين بعد التشبيك مع القطاعات الرافضة للحرب، ستستبق محادثات جنيف المقبلة، برفع مذكرات مشتركة توجه لكل الفاعلين في الأزمة السودانية والمجتمع الدولي والشركاء، مطالبا إياهم بأن يتحلوا بالمسؤولية ويضغط بشكل جاد على الأطراف المتقاتلة لوقف الحرب وإلا ستكون هنالك خطوات أخرى.

وأضاف أن "أسلوب المماطلة وشراء الزمن والتسويف الذي استمر لمدة 16 شهرًا يجب أن يتوقف، وأن تكون هنالك خطوات جادة لوقف الحرب وعدم ربطها بأي عملية سياسية مختلف حولها".

واستطرد: "يجب أن تقف الحرب أولًا وتدخل المساعدات الإنسانية ويستعيد الشعب حياته الطبيعية، بعدها نفكر في كيف نجري عملية سياسية، لكن ربط الحرب بالدعاوى التي يدعيها كل طرف يعتبر نوعًا من الاستهتار بحياة الشعب السوداني".

وسارعت فئات متعددة في السودان لمساندة حملة لجنة المعلمين لوقف الحرب، وسط دعوات لجميع الجهات الثورية والمدنية للانضمام إلى جهود مناهضة الحرب، ورفع الصوت المدني لإحلال السلام، وإنهاء معاناة الشعب السوداني من النزوح، والتهجير، والقتل.

أخبار ذات علاقة

"مبادرات وعقبات".. هل دخلت حرب السودان "منعرج" التسويات؟

 

كفة راجحة

من جهته، توقع المحلل السياسي، علي الدالي، أن ينجح الحراك الشعبي والفئوي المناهض للحرب، في دفع الجيش السوداني لقبول الدعوة الأمريكية والذهاب إلى جنيف للمفاوضات مع قوات الدعم السريع على وقف الحرب.

وقال الدالي، لـ"إرم نيوز"، إن التفاعل الواسع الذي وجدته حملة لجنة المعلمين السودانيين، إضافة إلى الحملات الأخرى على مواقع التواصل الاجتماعي التي تطالب الجيش السوداني بالذهاب إلى جنيف لوقف الحرب، تدل على أن المحادثات المقبلة قد تتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف: "ردة الفعل على دعوة محادثات جنيف والتفاعل معها يشير إلى أن الكفة الراجحة وسط المواطنين، هي وقف الحرب، حتى معسكر المناصرين لاستمرارها الآن أصبح منقسمًا بين قبول الدعوة أو رفضها".

وأشار إلى أن كل المعطيات تذهب في اتجاه رفض استمرار الحرب، ما قد يدفع الجيش لاتخاذ قرار بالذهاب إلى سويسرا للجلوس مع قوات الدعم السريع حول طاولة التفاوض، بعد هذا التفاعل الواسع للشارع السوداني مع الدعوة ومطالبته بوقف إطلاق النار.  

واعتبر الدالي انضمام النقابات والأجسام المهنية لحملة وقف الحرب عاملًا مهمًّا؛ لأن لها قواعد كبيرة وتتمتع بالاحترام والقبول وسط الشارع السوداني؛ باعتبارها أجسامًا غير سياسية وإنما مهنية، وفقًا لتجارب سابقة ممثلة في تجمع المهنيين الذي قاد الشارع السوداني في الاحتجاجات التي أسقطت نظام الرئيس السابق عمر البشير.

ولم يعلن الجيش السوداني حتى الآن موقفه من الدعوة الأمريكية للذهاب إلى سويسرا وبدء جولة محادثات جديدة لوقف إطلاق النار مع قوات الدعم السريع، في الـ14 من أغسطس/آب المقبل.

وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا بيانًا باسم الجيش السوداني يرحب بالدعوة لمحادثات سويسرا ويعلن المشاركة فيها من أجل وقف إطلاق النار.

بيد أن المتحدث باسم الجيش نفى لاحقًا البيان، مؤكدًا أن الجيش لم يصدر أي تعليق بخصوص الدعوة الأمريكية.

وفي المقابل سارع قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو إلى الترحيب بها، معلنًا المشاركة في المحادثات.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC