logo
العالم العربي

"انقسام" أمريكي عراقي يفاقم الغموض حول الانسحاب الأمريكي من بغداد

"انقسام" أمريكي عراقي يفاقم الغموض حول الانسحاب الأمريكي من بغداد
عناصر في تنظيم داعش المصدر: yandex
25 سبتمبر 2024، 4:52 ص

تباينت التصريحات العراقية والأمريكية بشأن القضاء على تنظيم "داعش" من عدمه؛ ففي الوقت الذي صرح فيه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بهزيمة التنظيم، تطل السفيرة الأمريكية في العراق، ألينا رومانوفسكي لتؤكد وجود تهديدات حقيقية لأمن واستقرار البلاد.

وفي آخر تصريحات لـلسوداني، أكد أنه "لم يعد هناك حاجة لوجود القوات الأمريكية في العراق"، بعد النجاح في هزيمة تنظيم داعش، وأن "العراق قادر على التعامل مع العناصر المتبقية من التنظيم الإرهابي".

في المقابل، صرحت السفيرة الأمريكية، بأن "التهديدات لأمن العراق واستقراره وسيادته لا تزال قائمة"، بتطابق مع تصريحات قادة وزارة الدفاع الأمريكية الذين يرون أن "خطر التنظيم لم يزُل من العراق وسوريا".

أخبار ذات علاقة

البنتاغون يحذر من استمرار خطر "داعش" في العراق وسوريا

ويرى محللون في الشأن الأمني والسياسي، أن الملف الأمني في العراق بات لعبة سياسية بيد كل من إدارتي بغداد وواشنطن، على حد سواء.

يقول الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة أحمد الربيعي، لـ"إرم نيوز"، إن "حديث الحكومة العراقية بقدرتها على كبح جماح تنظيم داعش يأتي من خلال تقييم عسكري قائم على معطيات تعتمد تقييم الميزان العسكري، وكذلك التقييم الأمريكي لذلك الخطر، لكن في الحالتين يتم استخدام التنظيم كورقة سياسية".

وأضاف، أن "السوداني يريد من خلال حث واشنطن على الانسحاب إرضاء شركائه في الإطار التنسيقي، والذين يمثل كثير منهم الجناح العسكري لفصائل مسلحة موالية لإيران تكنّ العداء للإدارة الأمريكية وقواتها، وحديث بايدن عن التنظيم يندرج تحت البند السياسي أيضًا".

وعادت الولايات المتحدة إلى العراق عام 2014 لقيادة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، ونشرت نحو 2500 جندي في العراق و900 جندي في سوريا.

وعقد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أمس الثلاثاء، لقاءً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في نيويورك؛ حيث تم "التأكيد خلال الاجتماع على الرؤية المشتركة لبناء شراكة أمنية دائمة تعزز الاستقرار الإقليمي، بما في ذلك مواصلة النقاشات بشأن تحويل المهمة العسكرية للتحالف الدولي لهزيمة داعش في العراق بغرض ضمان هزيمة التنظيم"، بحسب بيان للخارجية الأمريكية.

وحول تصريح الخارجية، يقول المحلل السياسي، عادل الشجيري، إن "تركيز الإدارة الأمريكية على مصطلح (مناقشات) في بياناتها للإشارة إلى عملية انسحاب قواتها من العراق، دليل على أنه لا يوجد قرار أمريكي حول الانسحاب، وكل ما تتحدث به الحكومة العراقية ما هو إلا مغازلة لبعض الأطراف السياسية العراقية".

وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن "الأمريكان لم يعلنوا بشكل صريح حتى اليوم عن موعد محدد، بل كل ما يجري هو مجرد تخمينات وتسريبات من هنا وهناك من قبل وسائل إعلام محلية"، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية لو كانت جادة لكانت حددت موعدًا محددًا للانسحاب لا ترك القضية للتخمينات".

هذه التناقضات بالتصريحات بين الجانب الأمريكي والعراقي تعكس مدى الأزمة التي تمر بها الحكومة العراقية، حيث يؤكد الشجيري، أن "السوداني قد تعرض لضغوط كبيرة بهدف تجاوز التقييمات الأمنية الحقيقية والدفع باتجاه انسحاب القوات الأمريكية، وهذا إن تم فسيكون قرارًا سياسيًّا لا أمنيًا".

وشن تنظيم "داعش" خلال الأشهر القليلة الأولى العديد من الهجمات المسلحة ضد القوات الأمنية العراقية شرقي وغربي البلاد، فيما تحاول القوات الأمنية تنفيذ عمليات استباقية عبر تفتيش الجبال والصحاري.

أخبار ذات علاقة

الاستخبارات العراقية تلقي القبض على 9 عناصر بتنظيم داعش

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC