محللون: إسرائيل تسعى لإخلاء الضفة الغربية وتكرار "سيناريو غزة"

أعاد الهجوم الإسرائيلي الموسع على مدن الضفة الغربية إلى الواجهة الحديث عن مخطط إسرائيلي لإخلاء الضفة وتهجير الفلسطينيين منها، وأثار مخاوف من تكرار ما يجري في قطاع غزة من تهجير وتدمير في مدن الضفة.

وحول ذلك أكد خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي أن مخطط حكومة بنيامين نتنياهو المتعلق بإخلاء الضفة الغربية وتحديدًا مدن الشمال، يأتي في إطار سعي الأحزاب اليمينية في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي لضم أجزاء كبيرة من الضفة.

وشن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، هجوما واسع النطاق في الضفة الغربية لم تشهده منذ اجتياح 2002، فيما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى إخلاء قسري للضفة، على غرار ما يحدث في قطاع غزة.

وقال كاتس، عبر منصة "إكس": "يجب التعامل مع التهديد في الضفة الغربية مثل غزة، وتنفيذ إخلاء للسكان. هذه حرب على كل شيء، ويجب أن ننتصر".

وتابع محذرا: "إيران تعمل على إنشاء جبهة في الضفة الغربية ضد إسرائيل".

وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، فإن "الجيش الإسرائيلي أمهل أهالي مخيم نور شمس في الشمال الغربي من الضفة الغربية، 4 ساعات لإخلائه، والتوجه إلى ما أسمته إسرائيل "نقطة آمنة"، مبينةً أنه أُقِيمَت نقطة عسكرية لتفتيشهم قبل المغادرة.

مخطط الضم

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، أن "الهدف الإسرائيلي الأساسي من مخطط تهجير السكان يتمثل في ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، وهو المخطط الذي سعت لتنفيذه أحزاب اليمين الإسرائيلي منذ سنوات".

وقال البطة، لـ"إرم نيوز"، إن "الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة فتحت الباب أمام المخططات الإسرائيلية التي كانت حبيسة الأدراج، ووضعت قواعد عسكرية جديدة للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وأضاف: "إسرائيل تجرأت كثيرًا وأحزابها اليمينية اندفعت نحو تطبيق مخطط ضم الضفة الغربية وإعلان القدس الموحدة عاصمة لدولتهم"، مشددًا على أن الهدف الأبرز من ضم الضفة هو السيطرة الكاملة على القدس الشرقية.

وأشار إلى أن "حكومة نتنياهو لا تمتلك القدرة في الوقت الحالي على تنفيذ مخطط ضم الضفة الغربية، في ظل المعطيات الدولية والإقليمية الراهنة، إضافة إلى حاجتها إلى عودة المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب للبيت الأبيض من أجل ذلك".

وتابع: "ائتلاف نتنياهو يستعد لعودة ترامب عبر تنفيذ تدريجي لمخططات ضم الضفة، التي تبدأ بتهجير السكان من مناطقهم السكنية، ما يمكنهم من تطبيق المخطط بشكل أسرع من المتوقع في حال عودة ترامب".

 إجهاض حل الدولتين 

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، محمد مصلح، أن "إسرائيل تسعى لتهجير سكان الضفة الغربية للحيلولة دون إمكانية إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، التي تأتي في إطار قوانين الشرعية الدولية".

وقال مصلح، لـ"إرم نيوز"، إن "تهجير السكان سيجعل من الصعب المطالبة بإقامة دولة ينقصها أحد العوامل الرئيسة لإقامتها، وهي الأرض والشعب".

وبين أن إضعاف السلطة الفلسطينية والعمل على انهيارها أحد أسباب عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة.

وأوضح أن "من أسباب سعي إسرائيل لتهجير سكان الضفة هو إنهاء الوجود الفلسطيني وقضيتهم، وهو ما يأتي في إطار المخططات والعقائد الأيديولوجية لليمين الإسرائيلي"، مؤكدًا أن إسرائيل لن تنجح في تنفيذ هذه المخططات على المدى القريب.

وأضاف: "يمكن لإسرائيل تنفيذ تلك المخططات، ولكن على المدى البعيد، وما يحدث في قطاع غزة من تهجير وتدمير لا يمكن فصله عن الضفة الغربية، وبتقديري هناك توجه إسرائيلي لتدمير مدن الضفة كما حدث في غزة".

وأشار إلى أن "مستويات الإدانة المنخفضة وعدم وجود تحرك دولي فعلي لوضع حد لمخططات اليمين الإسرائيلي، ستكون عاملًا في نجاح حكومة نتنياهو في تمرير المخططات اليمينية"، مشددًا على أن فرص إقامة دولة فلسطينية تتلاشى يومًا بعد يوم".