"حكومة مستقلة مؤقتة".. هل تخلت "حماس" عن إدارة قطاع غزة عقب الحرب؟

نقلت صحيفة "معاريف" العبرية أنباء تتحدث عن رغبة حركة حماس في التخلي عن إدارة قطاع غزة عقب الحرب، بعد تسريبات تتحدث عن "حكومة مستقلة مؤقتة" للقطاع.

وذكرت الصحيفة أن مسؤولين في المكتب السياسي للحركة اقترحوا خلال مفاوضات وقف إطلاق النار تشكيل حكومة مستقلة تضم شخصيات غير حزبية، ومن ثم إجراء انتخابات عامة في غزة والضفة.

هذا التوجه ربما ينسجم مع التسريبات الأخيرة التي كشفت أن كلا من حركة حماس وإسرائيل وافقتا على إرساء "إدارة مستقلة مؤقتة" في قطاع غزة عقب الحرب، لا تضم أيًّا منهما، إلا أن موقف إسرائيل غير ثابت.

صحيفة "معاريف" نقلت، الليلة الفائتة، تفاصيل حول هذا الملف، منها أن عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، أخبر وكالة "فرانس برس" أن الحركة "اقترحت خلال مفاوضات وقف إطلاق النار أن تتشكل حكومة مستقلة، تضم شخصيات غير حزبية، تكون مسؤولة عن إدارة قطاع غزة والضفة الغربية".

 التمهيد لانتخابات فلسطينية

وذكر بدران أن حركة حماس عرضت تولي حكومة كفاءات وطنية غير حزبية إدارة القطاع والضفة الغربية بعد الحرب"، كما أشار إلى أن الحكومة التي ستتشكل تعد شأنًا داخليًا، وأن هذا الموضوع لن يُناقش مع أطراف خارجية.

الصحيفة نقلت عن مصدر في حركة حماس، تحدث مع وكالة "فرانس برس" من دون ذكر اسمه، أن مقترح الحكومة التي تضم شخصيات غير حزبية طُرح بالفعل على الوسطاء، وأن تلك الحكومة ستُدير، وفق المقترح، القطاع والضفة ضمن المرحلة الأولى عقب الحرب، وتمهّد الطريق لإجراء انتخابات عامة بالسلطة الفلسطينية.

حكومة مستقلة

صحيفة "واشنطن بوست" كانت قد ذكرت الأسبوع الماضي أن الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس وافقتا على حكومة مؤقتة مستقلة في قطاع غزة لا تشملهما.

وكشفت أن قوة فلسطينية تضم مؤيدي حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية، قوامها قرابة 2500 عنصر، ستخضع لعمليات تدريب بواسطة خبراء أمريكيين، قبل أن تتولى إدارة الأمن في القطاع.

وبحسب تقرير لقناة "كان 11" تعقيبًا على تلك الأنباء، فإن نقل إدارة قطاع غزة إلى تلك السلطة المؤقتة يُفترض أن يبدأ في إطار المرحلة الثانية من الصفقة التي يجري التفاوض بشأنها.

بدورها، لفتت قناة "الآن 14" إلى أن خطة نقل الحكم إلى إدارة مؤقتة هي خطة أمريكية تحظى بدعم دول عربية "معتدلة"، وأشارت إلى أن قائمة بأسماء مجموعة، تضم 2500 عنصر فلسطيني ستدربهم الولايات المتحدة الأمريكية، وصلت إسرائيل، وأنها اطلعت عليها.

وقالت إن الإدارة المؤقتة تلك ستعمل بمعزل عن حركة حماس أو إسرائيل، وإن المفاوضات الجارية في هذا الصدد بلغت مراحلها النهائية، وإن الطرفين يناقشان في الوقت الراهن التفاصيل الأخيرة لتطبيق الاتفاق.

 تعنت إسرائيلي

على النقيض، أصدر مكتب رئيس وزراء إسرائيل بيانًا، الليلة الماضية، نفى فيه بشدة الحديث عن انسحاب إسرائيلي من محور فيلادلفيا، وذكر أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في المحور.

ووفق "معاريف"، بلّغ نتنياهو طاقم مفاوضات الأسرى بذلك، وأخبر الأمريكيين أيضًا أن الجيش باقٍ في المحور.

ومع ذلك، قالت الصحيفة إن لديها معلومات بأن رئيس "الشاباك" رونين بار ناقش ملف الانسحاب من المحور خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة.

وبناءً على ذلك، تسود حالة من الغموض بشأن موقف إسرائيل من الإدارة المؤقتة عبر قوة فلسطينية؛ إذ ما زالت لم تحسم بعد مسألة وقف الحرب والانسحاب الكامل من القطاع.